تخلّ عن دروسٍ تعلمتها في الحياة
الحياة التي تسحلنا فتأخذنا من سلامنا أو اضطرابنا، تحيك حولنا الشباك، تلوّحنا بشمسها أو بردها، تغيرنا أو تكسبنا مزيداً من العناد، لنكون ما نحن عليه من (الحكمة): الوهم الأكبر كثيراً ما يكون من الحماقة أن نقدس الدروس التي لقنتنا إياها الأيام، وهنا بعض (الأوهام) التي يجب الوقوف عندها:
اتباع القلب!
ما هو الإحساس؟ إنه دليلٌ لبعض الوجهات العاطفية. اصغ لقلبك، لكن قد لا ينفعك فيما تريد متابعته عملاً أو مهنة أو غيرهما، خاصة في ظل تشويش الظروف. في عملية البحث عن الاستقرار يجب التركيز على الواقع.
نجاح الدراسة، نجاح المستقبل!
نعم، التفوق في المدرسة هام ولكن المرء سرعان ما يكتشف بعد التخرج، حين يبدأ عملية بحثه عن العمل أو الوظيفة، قلة فائدة الدرجات التي تلقاها. ما يهم هو المهارات الحقيقية الخاصة به. كثيرون أحسنوا في المدرسة واكتشفوا فيما بعد أن النجاح العملي يحتاج أكثر من ذلك.
صعوبة التعلم في الكبر!
مع تقدمك في السن يصبح تعلم الأشياء أصعب، وتقل قدرة الذاكرة. اللغات الجديدة والتكنولوجيا الحديثة يختص بتعلمها الصغار والشباب! لكن البحوث عن الدماغ والتعلم تشير إلى أن هذا ببساطة غير صحيح. الدماغ لديه قدرة هائلة على التعلم مهما كبرت في السن، وكلما أضفت إليه معلومات أكثر، نمت قدرته على التكيف والحفظ.
عليكَ أن تؤمن بنفسك!
آمن بنفسك من أجل تحقيق أهدافك وأحلامك! هكذا يقال دوماً. إنه جوهر الكثير من النصائح، المساعدة الذاتية وقوة التفكير الإيجابي. يجب أن تصور بطريقة إيجابية الأهداف التي ترغب في تحقيقها. ولكن بعض الشك الذاتي ضروري، مناقشة ما نقوم بفعله بين حين وحين يضعنا في عقلية عامة أفضل للنجاح.
الحياة الماضية لن تعود!
آه، و(الأيام الخوالي). الحياة كانت أفضل في ذلك الوقت. إنه الحنين إلى الماضي، وغالباً ما يعمينا عما كان عليه واقع الحال في تلك الأيام الغابرة. ومع كل العتمة التي قد توجد في الحاضر إلا أن الماضي لم يكن، في الواقع، جيداً كما الآن. لننسَ ولنعش يومنا.
المال سر السعادة!
كثير من الناس يبنون سعادتهم بالحصول على الأشياء. ولكن، بمجرد وجود هذا الممتلكات الجديدة يعودون إلى مستوى مزاجهم السابق. أو إلى ما هو أسوأ، ويبحثون من جديد للحصول على سعادة أحدث. وهذا ما ندعوه: (الحلقة المفرغة من المتعة).
أكمل نصفكَ بشريك!
كل صور الحب تعلمنا ضرورة العثور على شخص لاستكمالنا بطريقة أو بأخرى. ولكن هذا يفترض أننا من دون الآخر(ناقصون) وهذا ليس صحيحاً. كل واحد منا فريد من نوعه، إنسان كامل وحده. الوقوع في الحب وتقاسم الحياة مع شخص مميز هي هدية الكون الرائعة، ولكن يجب أن لا ترى نفسك أو حياتك ناقصة إن كنت وحيداً.
السعي نحو الكمال!
(الكمال) وعد لن نصل إليه أبداً. من المستحيل التوصل إلى معيار مثالي. كثيراً ما يكون الفشل والإحباط هو النتيجة من هاجس الوصول للكمال. علينا العمل بجد ونقض الهوس بالكمال.
عندما تنتهي هذه المرحلة تتفرغ لكذا وكذا!
يقول الجميع هذا، ولكن سرعان ما نتعلم أن وقت الفراغ الذي نراه في المستقبل يتراجع لأنه بمجرد الانتهاء من مشروع حالي ينتهي مع آخر ثم آخر. مادمت تركز على الانتهاء من الأمور سوف تنتهي أبدًا حتى مع وقت الفراغ الذي كنت تخطط لوجوده.
تستطيع أن تكون ما تريده إن عملت بجد!
إننا نتجاهل هنا جزءاً مهماً من الحياة: (الحدود) وهذه الحدود ليست بالضرورة أمراً سيئاً. ينشأ الإبداع من القيود والمعوقات. العمل الجاد يمكن أن يوصلك بعيداً لكنه لا يضمن لك النجاح في كل شيء. القيود مادية كانت أم فنية، علينا الاعتراف بالحدود. في الواقع هذا يحررنا من عبء (هل أنا قادر) على القيام بكل شيء والتركيز عليه أم لا؟ الأهم أن تكون راضياً عن جهدك لما تصبو إليه.
في نهاية المطاف، حقيقة أن حياتنا متغيرة ومليئة بالعوائق هو ما يعطيها معنى وقيمة فضلى.