في احتفال «الشيوعي السوري الموحد» بعيدي الجلاء والعمال
أقام الحزب الشيوعي السوري الموحد مهرجاناً احتفالياً يوم الاثنين 25/4/،2016 في مقر اتحاد عمال دمشق، بمناسبة الذكرى السبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن سورية، والأول من أيار عيد العمال العالمي، تحت شعار(الدفاع عن الوطن ومكافحة الإرهاب).
ونشرت (النور) في عددها الماضي وقائع الاحتفال وأبرز ما جاء في الكلمات التي ألقيت. وبسبب تزامن الاحتفال مع العمليات الفنية لإخراج الجريدة، فإننا ننشر في هذا العدد الكلمات التي لم يسعفنا الوقت آنذاك لنشرها.
عزوز: الصمود الوطني السوري أذهل العالم
ألقى الرفيق شعبان عزوز، عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي كلمة في الاحتفال، قال فيها:
يشرّفني بداية أن أشارك معكم، وأن أنقل لكم تحيات رفاقكم في حزب البعث العربي الاشتراكي لرفاقنا في الحزب الشيوعي السوري الموحد قيادات وقواعد..
نتذكر معاني الجلاء ودلالاته، هذا العيد الذي قُدّمت تضحيات كبيرة من رفاقنا الشيوعيين وغيرهم من القوى الوطنية للوصول إليه.. إن التاريخ النضالي المشرّف للحزب الشيوعي السوري ومناضليه مثار فخر واعتزاز لكل الوطنيين. ومعروف أن مقاومة الاحتلال لم تتوقف منذ وطئت أقدام المحتل الفرنسي أرض الوطن، وكان رمز ذلك النضال البطل يوسف العظمة ومن كانوا معه، عندما قال: لن أسمح للتاريخ أن يسجل أن الغزاة وطئوا أرض سورية دون مقاومة.
وكان بذلك يعلن لسان حال السوريين. وتتالت حلقات التآمر على سورية وقدّم المستعمر الفرنسي عروضاً مغرية لإقامة دويلات هزيلة، محاولة منه لاستمالة بعض الوطنيين الذين جاء ردهم مدوياً، بمواقف مشرّفة رافضين تلك الإغراءات.
نحن وإياكم في حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي السوري نحتفي اليوم بعيد الجلاء، وسورية تدخل العام السادس من هذه الحرب الظالمة التي شُنّت علينا، وتداعيات هذه الحرب شملت كل المواطنين والوطن بمجمله، وخصوصاً العمال والفلاحين، وقد أعجبني كثيراً شعار الاحتفال: (الدفاع عن الوطن ومكافحة الإرهاب). اليوم، عندما أصبح الوطن في خطر صار الدفاع عن الوطن أولوية، وهذه نقطة أسجلها بكل فخر واعتزاز لرفاقنا الشيوعيين، لأن الدفاع عن الوطن أسمى وأهم من كل الاحتياجات الأخرى.
صحيح أننا نحتفل بالذكرى السبعين للاستقلال، ومنذ اليوم الأول للاستقلال نظر الغرب الاستعماري الإمبريالي إلى سورية على أنها ميدان لتنفيذ مخططاته، والكل يعرف المخططات والمشاريع التي استهدفت سورية.
وبين عامي 1946و1970 كانت سورية ميداناً للمؤامرات والانقلابات وغير ذلك، وتعاقبت عليها 42 حكومة وانقلاب وثورة ووحدة وانفصال.. فكيف يمكن أن يبنى هذا البلد ويصبح شامخاً؟…ما استُهدفت سورية إلا لتمرير وعد بلفور ومخططات سايكس بيكو.
نحن وإياكم نعرف أن من رفعوا شعارات كاذبة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان أرادوا أن يستغلوا مشاعر المواطنين، ولكن من واجبنا أن نتأمل من هي الدول التي استهدفها الربيع العربي المزعوم.
لقد استُهدفت الدول العربية التي وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية، وقد خطّط وروّج ودعم ذاك الربيع الولاياتُ المتحدة والغرب الإمبريالي وإسرائيل والرجعية العربية، وهؤلاء هم (حُماة) الديمقراطية وحقوق الإنسان!…لو تعرّضت الجبال لما تعرض له المواطن السوري من كذب وافتراء وتضليل، لانحنت وانساقت وضلّت عن الصواب.
لكن وعي السوريين كان أكبر، وظل الوطن هاجسنا جميعاً ورفضنا كل محاولات التقسيم وأن يتحول الصراع إلى صراع طائفي. لذلك نقول لمن خطط: خمس سنوات والشعب السوري يقدم التضحيات بصبر وإباء وشموخ وكبرياء، ولم تستطيعوا أن تأخذوا شيئاً. مزّقتم أرض الوطن ودمرتم كل ما أنجز بعرق العمال السوريين وتضحياتهم، لكنكم لن تنالوا من السوريين.
من بنى سورية قادر على إعادة بنائها. لقد استُهدف القطاع العام بكل مكوناته واستهدف القطاع الخاص الوطني.. فما علاقة كل هذا بإسقاط النظام وتغييره؟!
هؤلاء جاؤوا لتدمير الدولة بكل ما فيها.. أكثر من 4 ملايين فرصة عمل فُقدت بهذه الحرب الظالمة. المتضرر الأكبر هو كل السوريين لكن الأكثر تضرراً هم العمال والفلاحون- أحجم المزارعون عن زراعة أراضيهم وكذلك العمال لم يتمكنوا من الوصول إلى معاملهم، مثلما أشار رفيقي رئيس الاتحاد.
نقول اليوم في هذه الذكرى: سورية صامدة، ومن أراد أن يستهدفها أراد استهداف هذا الصمود وألا تكون في الدولة مؤسسات، يريدون لسورية أن تكون مشلولة كما هو الحال في ليبيا واليمن ولبنان، لتصبح الأمور محكومة بالميليشيات وغيرها وألا يكون هناك مؤسسات شرعية. إن المناورات السياسية لن تستطيع أن تأخذ منا ما عجز الإرهابيون عن أخذه بالقتل والتدمير.
أولويتنا كانت واضحة، وضّحها قائد الوطن في خطابه 6/1/2013: مكافحة الإرهاب أولاً وقبل كل شيء.. ثم السير بالحوار السوري السوري، وصولاً إلى خطوات الإصلاح اللاحقة التي اتفقنا جميعاً عليها: دستور وبرلمان وحكومة..
وقفت عند الشعار الذي رفعتموه وكما أشرت أثلج صدري أن يكون شعارنا (الدفاع عن الوطن ومكافحة الإرهاب)، وبعد أن ننجز هذه الاستحقاقات سنصل بالتأكيد إلى كل ما نطمح إليه، مطلوب اليوم أن نحافظ جميعاً على كل قطرة دم.
الدفاع عن الوطن يقتضي أن نلتف جميعاً حول جيشنا الوطني وأن ندعم صفوفه.
ومكافحة الإرهاب تقتضي أن نعلي الصوت بوجه هؤلاء القتلة، وأن نقول لهم: سيبقى هذا شعارنا حتى تتحرر سورية من رجس أولئك القتلة المجرمين، ونعيد إعمارها بكل ثقة واقتدار، بقيادة قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
القادري: أفشلنا مخططات الأعداء
وألقى الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال، كلمة في الاحتفال قال فيها:
أحييكم جميعاً.. نحتفل اليوم بمناسبتين غاليتين على قلوبنا جميعاً: ذكرى الجلاء العظيم الغالية على قلب كل سوري شريف، والتي كانت تتويجاً لنضال الشعب السوري على امتداد سنوات طويلة من الاحتلال الفرنسي البغيض، وتوجت بجلاء آخر مستعمر عن ثرى هذا الوطن، فإلى أرواح صانعي الجلاء وشهداء الجلاء تحية إجلال وإكبار وتقدير.
والمناسبة الثانية هي عيد العمال العالمي، الأول من أيار، وهي مناسبة رمزية للنضال ضد الاستغلال والظلم والبطش. ففي مثل هذا اليوم من كل عام يحتفي أحرار العالم وشرفاؤه ويستذكرون قيم البذل والعطاء، التي هي السمة الأساسية لكل عامل.
يأتي احتفالنا اليوم في ظل ظروف استثنائية تعيشها سورية، ناشئة عن الحرب الكونية التي واجهتها سورية منذ خمس سنوات ولاتزال.. وهذه الحرب لم يعد أحد منا يحتاج إلى التأمل والتفكير ليدرك أنها حرب ضد عمال سورية وفلاحيها، وضد الشعب العربي السوري بكل فئاته.. ضد سورية الرقم الصعب، سورية المقاومة التي أفشلت، بمختلف فئات شعبها وقيادتها الحكيمة، كل ما خططه أعداؤنا، لذلك حاولوا أن يكسروا هذه الصخرة وأن يستهدفوا سورية من الداخل، وسخّروا لذلك مئات المحطات التلفزيونية ومئات المليارات من الدولارات، وسخروا أشباه الرجال والعملاء في مشيخات الخليج، وسخروا فكراً أسود إرهابياً وهابياً إقصائياً، وسيفشلون بصمود سورية وشعبها وعمالها الذين فوّتوا على أعدائنا فرصة تجويع الشعب.. فعندما عجز أعداء سورية بالسياسة حاولوا كسر سورية اقتصادياً، وتولت العصابات الإرهابية مهمة استهداف كل أوجه الحياة في سورية، وفرض الغرب على سورية حصاراً اقتصادياً جائراً، وعقوبات اقتصادية، أرادوا بها أن يجوّعوا هذا الشعب ويقتلوا فيه إرادة الصمود، إرادة المقاومة.. وفشلوا.
فشلوا ومازالت سورية صامدة بشعبها وجيشها، وأظهر عمالنا المتجذرون في تراب هذا الوطن والمدركون لأبعاد هذه الأزمة والحرب أن يفوّتوا على أعداء سورية فرصة تحقيق أهدافهم، فتوجهوا إلى مصانعهم ومعاملهم ومرافقهم الإنتاجية لينتجوا أسباب الحياة، واستهدفتهم العصابات الإرهابية المسلحة، وانضم بعضهم إلى قوافل الشهداء، الذين رسموا ويرسمون بدمائهم مستقبل سورية.
على مدى سنوات الأزمة الخمس لم تتوقف عن الإنتاج منشأة واحدة لعدم قدوم عمالها، فالمنشآت التي توقفت إما أنها دُمّرت بفعل الإجرام الإرهابي الأسود أو أنها تقع في مناطق ساخنة. وأثبت عمالنا خلال الأزمة أنهم على قدر الثقة بهم، وأنهم أوفياء لتاريخنا المشرّف، وفي كل محطة أثبتوا أنهم كانوا أوفياء للوطن.
تحية إجلال وإكبار إلى أرواح شهداء سورية، وإلى كل عامل وعاملة في هذا الوطن يشدون الأحزمة لاستكمال نصر أسطوري، وتحية لأبطال الجيش العربي السوري البواسل الذين كانوا ولا يزالون يواجهون الإرهاب الأسود، مدافعين عن الوطن الحبيب، وتحية للقائد بشار الأسد الذي نستمد من شموخه وقوته شموخنا وقوتنا.