التحالف الدولي يقرّ بقتل مدنيين في قصفه منبج

سكان منبج: الأمريكيون لا يقلّون وحشية عن (داعش)!…

تناولت صحيفة (إيزفيستيا)نتائج الغارات الجوية لطائرات التحالف الدولي على قرية طوخان الكبرى في ريف منبج، مشيرة إلى أن السكان يقولون إن الأمريكيين لا يقلون في وحشيتهم عن (داعش).

جاء في مقال الصحيفة:

أبلغ شاهد عيان (إيزفيستيا)أن الغارات، التي شنتها طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة على قرية طوخان الكبرى في ريف منبج بمحافظة حلب، والواقعة ضمن حدود المنطقة التي يسيطر عليها (داعش)، في الـ 19 من الشهر الجاري، أودت بحياة 212 شخصاً. وقد تم الاتصال بشاهد العيان محمد (غيّرت إدارة الصحيفة الاسم حفاظاً على حياته) عبر شبكة الإنترنت؛ فأكد أن الإرهابيين سيقتلونه فوراً إذا اتصل عبر الهاتف.

وبحسب محمد، فإن وحشية الأمريكيين لا تقل عن وحشية مسلحي (داعش). وقال إن (طائرات التحالف قصفت قرية طوخان الكبرى وقتلت 212 شخصاً بينهم نساء وأطفال. وإن القصف كان كثيفاً جداً. وأنا أقول بصدق، إنني لا أفهم لماذا هذه القسوة. فالأمريكيون يقصفون يومياً، من دون أي تمييز بين السكان المدنيين ومسلحي (داعش)، وهم بهذا يرتكبون أخطاء كثيرة، ويتسببون بمقتل عشرات الأبرياء يومياً).

وأضاف: (ليس لدينا طعام ولا ماء للشرب، حتى أنني لا أستطيع إطعام عائلتي. كما لا يمكنني ترك المدينة خوفاً من المتطرفين. والغارات مستمرة، وبينما أنا أكتب إليكم بدأت الطائرات بالقصف من جديد. ومسلحو (داعش)، من جانبهم، يحرقون الإطارات القديمة لعرقلة عمل الطيارين. وفي الوقت نفسه يخوضون معركة مع (قوات سوريا الديمقراطية)في منطقة مستشفى المدينة).

ومع ذلك، فإن شهادات شهود العيان خير من أي دليل. وتكمن المشكلة في أن سكان منبج والقرى المحيطة بها لا يمكنهم مغادرة ساحة المعركة، لأن الإرهابيين يقمعون بشدة مثل هذه المحاولات، وفي الحصيلة، تقتلهم طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من الجو، ويقتلهم (داعش)على الأرض.

أما عن معاملة (داعش)للسكان، فكتب محمد: (قبل كل شيء يجب أن أشير إلى وجود أعداد كبيرة من المسلحين الأجانب في منبج، والذين جاء معظمهم أوربا. وهناك من جاء من السودان وليبيا وتركيا ومصر وميانمار وباكستان، ومن روسيا أيضاً، وغالبيتهم من الشيشان. ويصل عدد المسلحين الأجانب في المدينة إلى نحو ألف مسلح، وهم يقتلون السكان من دون أي سبب. كما أنهم يهاجمون المنازل ويسْبُون النساء ويأخذونهن (زوجات لهم). والرجال في عمر 18 – 33 سنة يجنَّدون ويجبرون على القتال في صفوفهم أو يستخدمونهم انتحاريين. وإضافة إلى هذا، يجبرون السكان على دفع الزكاة. ويفسر (داعش)كل ما يقوم به بأنه تمليه قواعد الشريعة الإسلامية على الرغم من أن وحشيتهم لا تمتّ بأي صلة إلى الإسلام).

من جهة أخرى، أقرّ قائد قوات التحالف الدولي العقيد كريستوفر غارفر بمقتل عشرات المدنيين في سورية، بسبب غارة جوية نفذتها قواته على مدينة منبج السورية، قبل ثلاثة أيام.

وقال المتحدث العقيد كريستوفر غارفر في مؤتمر صحفي عقده في بغداد وتابعه صحفيون في واشنطن عبر دائرة تلفزيونية خاصة، الجمعة 22 تموز، إن (الغارة كانت تستهدف كلاً من المباني والمركبات التابعة لـداعش، إلا أن تقارير وردت لاحقاً من مصادر مختلفة تحدثت عن احتمال وجود مدنيين بين مسلحي التنظيم الإرهابي تستخدمهم دروعاً بشرية).

وذكر غارفر أنه يجري التحقيق حالياً في الضربات التي نفذها التحالف والتي أدت إلى مقتل العديد من المدنيين، دون أن يشير إلى أرقام محددة لعدد ضحايا الغارات، مرجحاً أن عدد الضحايا وبحسب التقارير الواردة يتراوح من 15 إلى 70 مدنيا. وأشار غارفر إلى أن الهجوم ضد داعش في منبج، نُفّذ بناء على معلومات حصل عليها التحالف الدولي، من قوات تابعة لقوات سورية الديمقراطية.

 

العدد 1136 - 18/12/2024