بوتين وكيري يبحثان تشديد الخناق على تنظيمَي «داعش» و«جبهة النصرة»
لافروف: اتفقنا على محاربة «داعش» و«النصرة» بلا هوادة
كيري: الأزمة السورية لا يمكن تسويتها بوسائل عسكرية
ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال لقاء جمعهما في موسكو، ضرورة تشديد الضغط على تنظيمَي داعش وجبهة النصرة، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية. وحسب بيان الخارجية الأمريكية، فإن كيري أشار خلال اللقاء مع بوتين، الذي استغرق ثلاث ساعات وانتهى صباح الجمعة 15 تموز، إلى أهمية اتخاذ خطوات واقعية وبذل جهود دبلوماسية حول سورية.
وقال كيري إنه لا يمكن أن تستمر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف الحرب في سورية، إلى أمد غير محدود، ومن دون (خطوات معينة). وكان كيري وصل إلى موسكو مساء الخميس ليعرض على الجانب الروسي زيادة التعاون في مجال الاستخبارات، لمكافحة تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) فرع (القاعدة) في سورية.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي في مؤتمر صحفي، أن محادثات بوتين وكيري من شأنها دفع المحاولات لاستئناف نظام وقف الأعمال القتالية في سائر سورية، وإقامة ظروف ملائمة لاستئناف المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة حول الانتقال السياسي في البلاد.
ووفقاً لكيربي، فإن الوزير الأمريكي حمّل خلال لقائه مع بوتين السلطات السورية المسؤولية عن انتهاك نظام وقف إطلاق النار، معرباً على قلقه حيال هذه التطورات. وفي الشأن الأوكراني، دعا كيري الرئيس الروسي إلى تنشيط المفاوضات حول سير تنفيذ اتفاقات مينسك بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، خاصة في مجال الأمن، حسبما أفادت الخارجية الأمريكية.
(واشنطن بوست) تكشف ماذا يحمل كيري إلى موسكو
كشفت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن وزير الخارجية جون كيري سيقترح على القيادة الروسية في موسكو تبادل المعلومات الاستخباراتية والعملياتية حول سورية.
وأضافت الصحيفة أن الجانب الأمريكي سيطلب من روسيا الضغط على دمشق لكي تتخلى عن قصف مواقع تابعة للمعارضة، وأن تقتصر فقط على إجراء عمليات إنسانية وعمليات إجلاء.
وتقترح الوثيقة الأميركية (تشكيل مجموعة تنفيذ مشتركة مع موسكو مقرّها العاصمة الأردنية، عمّان، مهمتها توسيع التنسيق بين البلدين، في إجراءات الطيران والقصف الجوي ضد جبهة النصرة وداعش). و(تضم المجموعة أفراداً من المخابرات المركزية للبلدين)، كما ينصّ الاتفاق على (ضرورة التنسيق بين المشاركين في العمليات العسكرية، وتبادل المعلومات الاستخبارية في هذا الإطار خلال خمسة أيام من تشكيل المجموعة. ومع التقدم في التنسيق يُرفع مستوى التعاون إلى إجراء عمليات عسكرية متكاملة مشتركة).
ووفق الوثيقة، يجب (وضع أهداف مشتركة فور اجتماع مجموعة التنسيق، ليتمّ البت فيها من قبل حكومتي البلدين)، و(في مقابل الحصول على مساعدة الولايات المتحدة ضد جبهة النصرة، ينبغي على الجانب الروسي الحدّ من الضربات الجوية على أهداف- تتضمن مواقع محددة لقوات المعارضة المعتدلة- يتفق الجانبان عليها، وضمان عدم استهدافها من قبل سلاح الجو السوري). وأضافت أنه (يمكن للقوات الجوية الروسية ضرب النصرة من جانب واحد)، في حال كان هناك (تهديد وشيك على قواتها)، مع (عدم السماح للنظام السوري بقصف جبهة النصرة، في مناطق معينة تشهد تداخلاً بين الجبهة وفصائل معارضة- يتم تحديد هذه المناطق لاحقاً).
وتشير الوثيقة، أيضاً، إلى (ضرورة الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار الذي تم خرقه مراراً)، على أن (يعاد استكماله بحلول الحادي والثلاثين من تموز الجاري، من أجل مزيد من التعاون العسكري والأمني، ووضع خطة شاملة لوقف إطلاق النار ووضع إطار جديد لانتقال سياسي). وأشارت إلى أن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق سيسمح للبلدين بالتركيز على ضرب مسلحي تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) الإرهابيين.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي قد أعلن أن كيري يريد أن يفهم خلال زيارته إلى موسكو ما إذا كان يمكن تحقيق تطور إيجابي بشأن الوضع في سورية، مضيفاً أن الوزير الأمريكي على قناعة بأن تحقيق تقدم أمر ممكن.
من جهة أخرى،أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مساء الجمعة 15 تموز، أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على محاربة تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) في سورية بلا هوادة.
ووصف لافروف المباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بالمكثفة جداً، وبأنها تطرقت إلى جوانب مختلفة من العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، مضيفاً أن موضوع الأزمة السورية كان محور المباحثات. وقال لافروف: (فيما يتعلق بتطوير الحوار المكثف الذي أجريناه مساء أمس عند الرئيس بوتين، درسنا بالتفصيل مسألة الخطوات المشتركة، التي يمكن لروسيا والولايات المتحدة اتخاذها من أجل تفعيل الجهود الرامية إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن وقرارات مجموعة دعم سورية). كما اتفقت موسكو وواشنطن على الخطوات المشتركة المحددة، التي يجب اتخاذها لتطبيق وقف إطلاق النار وإعداد الظروف المناسبة للانتقال السياسي في سورية، دون الكشف عن تفاصيل.
وأكد رئيس الدبلوماسية الروسية أن الهدف المشترك لموسكو وواشنطن هو ضمان هدنة طويلة الأمد تشمل جميع أراضي سورية، مشدداً على أن الطرفين، الروسي والأمريكي، اتفقا على محاربة تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) بلا هوادة. وقال: (إن هدفنا المشترك توفير نظام وقف إطلاق النار الطويل الأمد على جميع الأراضي السورية باستثناء (داعش) و(جبهة النصرة).
وفيما يتعلق بمسألة التعاون الروسي الأمريكي في سورية، قال لافروف إن البلدين اتفقا على بذل كل الجهود الممكنة من أجل مواصلة الحوار السياسي حول سورية.
وشدد على أن أطر المفاوضات الحالية حول التسوية في سورية غير فعالة والوضع يتطلب إجراء الحوار المباشر بين الأطراف المعنية، موضحاً: (أن المفاوضات حينما يذهب وسطاء أمميون من غرفة إلى أخرى محاولين التوسط بين الأطراف السورية لن تسفر عن أي شيء.. وإرادة المجتمع الدولي المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن تتطلب حواراً مباشراً). وأعلن لافروف أن الاتفاقات بين روسيا والولايات المتحدة، التي تم التوصل إليها خلال هذه المباحثات، سيبدأ تطبيقها في مستقبل قريب.
وأضاف لافروف أن موسكو وواشنطن تدعمان تفعيل عمل المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وتتوقعان أنه (سيقدم اقتراحات محددة حول الانتقال السياسي والإصلاحات السياسية لجميع الأطراف في سورية، على أن تجلس حول طاولة المباحثات وتبدأ بالحوار السوري السوري الكامل الشامل والحقيقي).
وأشار الوزير الروسي إلى التوافق الروسي الأمريكي حول ضرورة المضي قدما في الاتجاهات المذكورة (مع الاحترام الكامل للقوانين الدولية وتأمين الظروف للشروع في الحوار السوري الداخلي بصورة كاملة). واعتبر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أنه في حال إنجاح تطبيق الاتفاقات، التي توصل إليها الطرفان، الروسي والأمريكي، سيؤدي ذلك إلى تغيير الوضع في سورية.
وقال: (لا نقول إن كل شيء يتغير في يوم واحد.. غير أنه في حال تنفيذ جميع ما طرحناه واتفقنا عليه بالفعل، ستأتي فرصة لتغيير الوضع جدياً في حال تابعوا ليس كلامنا فقط، وإنما ما سيحدث). وعندما تطرق موضوع الفصل بين المعارضة المسلحة المعتدلة والإرهابيين، قال كيري إن بلاده وروسيا تريدان التوصل إلى فكرة واضحة حول تحديد هويات الجماعات في سورية.
وتابع: (لقد عملنا باستمرار على تطبيق كامل لنظام وقف إطلاق النار. بالطبع، كانت الصورة غامضة حول مواقع مجموعات مختلفة في سورية وما الذي يجب عمله مع تلك المجموعات. أقصد أننا نسعى إلى التوصل إلى فكرة واضحة حول من يدعم من، ومن هو الذي ينبغي عليه تغيير سلوكه لتنفيذ نظام وقف الأعمال القتالية). وشدد كيري مجدداً على أن الأزمة السورية لا يمكن تسويتها بوسائل عسكرية، وإنما تتطلب جهوداً دبلوماسية.
أما أهداف التعاون الروسي الأمريكي في سورية، فتتمثل في (استرداد وقف إطلاق النار الكامل، وتخفيض مستوى العنف وخلق الظروف لتحقيق الانتقال السياسي السلس)، وفقاً لكيري.
وفي استعراضه نتائج بحث الجانبين لموضوع تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أعرب سيرغي لافروف عن أمل روسيا والولايات المتحدة في قدرة الرباعية الدولية على إيجاد مخرج من المأزق في عملية التسوية. وأكد لافروف أنه ونظيره الأمريكي على اتصال دائم مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما ذكر أن تقريراً مفصلاً أعدّه مؤخراً مبعوثو الوسطاء الدوليين الأربعة، مشيراً إلى أن موسكو وواشنطن تعوّلان على أن تتيح مناقشته من قبل مجلس الأمن الدولي تنسيق خطوات ملموسة فعالة من شأنها تجاوز المأزق في تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.