الجنرال وليد آل إبراهيم.. قيصر الحرب السورية
بعيداً عن الانقسامات في الداخل السوري بين مؤيد ومعارض، وبعيداً عن التدخلات والتجاذبات الإقليمية والدولية ، ما يحدث في سورية من أعمال قتل وتدمير وتهجير تتقاسم مسؤوليته أطراف عديدة لها أجنداتها المختلفة تتصارع لتحقيق بعض المصالح ذات الطابع الاستراتيجي والحيوي، يدفع ثمن هذه الخلافات والتوافقات الشعب السوري منذ العام 2011 .
أمراء الحرب ليسوا بالضرورة من حمَلة السلاح الذين يتبعون هذه الجهة أو تلك، هناك أمراء وجنرالات في شبكات التلفزة والإعلام والصحافة التي تغطي بتقاريرها مجريات ذات طابع ميداني عسكري بحت، وأخرى ذات طابع سياسي واجتماعي واقتصادي،
استطاعت بتقاريرها وتغطياتها ولقاءاتها مع مجموعة مختارة ممن يطلقون عليهم تسميات مختلفة من قبيل قادة عسكريين ونخبة ومحللين سياسيين وعسكريين واستراتيجيين ومعارضين وموالين، وغيرها من هذه التسميات الجوفاء،
استطاعت أن تخلق في الشارع السوري حالة من الفوضى والاضطراب (يسميها البعض استراتيجية التوتر) التي تطورت عبر سنوات إلى حرب داخلية يقودها جنرالات برتب عسكرية وجنرالات يملكون شبكات تلفزة إخبارية وصحافية، والجنرال وليد آل إبراهيم أو سندعوه قيصر الحرب السورية ،
هو واحدٌ من أولئك الجنرالات المسؤولين مسؤولية مباشرة عن نسبة كبيرة من الجرائم والمجازر التي ارتكبت في سورية ، فالتقارير المضللة والكاذبة أو حتى التي تلامس الحقيقة سببت حالة من الفوضى والدمار والشقاق والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد. الجنرال وليد آل إبراهيم مسؤول عن كامل المحتوى الذي بثّته قناتا (العربية) و (الحدث) و(ام بي سي) لأنه المالك والمطّلع وراسم السياسات خلال السنوات الست الماضية بكل ما تضمنته من تقارير ومقاطع فيديو وصور ولقاءات ،
فما جرى بثّه عبّر عن رؤية طرف واحد وكال الاتهامات لبقية الأطراف ، نصب نفسه قاضياً ومدافعاً عن حقوق فئة دون أخرى أثّر في مجريات الأحداث والتوجهات والرؤى،
وساهم في زيادة حدة الاستقطاب والاختلاف في الشارع السوري نظراً للحجم الذي تشغله قنوات تلفزيون الشرق الأوسط (ام بي سي)، ونظراً للدعم و الحماية التي يتمتع بها من قبل دول عربية خليجية فاعلة (مصاهرة – واجهة إعلامية).
لقد استطاع الجنرال وليد، من خلال فهمه لألف باء الإعلام المرئي ، مستغلاً الدعم المالي والسياسي والمعنوي ومستفيداً من تعدد قنوات (ام بي سي) أن يوجه خطاباً – مدعوماً بالصورة والفيديو وشبكات المراسلين في مختلف مناطق الصراع – ذا طابع وجداني ودراماتيكي يستند على فظاعة الصور والمشاهد المنقولة – المنتقاة بعناية شديدة – موظفة للتأثير في الوجدان السوري خصوصاً والعربي والعالمي عموماً.
تمكّن الجنرال ومن يدعمه من تحقيق أهداف خبيثة بتكلفة مالية زهيدة، قياساً بما أصاب الوطن والمواطن السوري، فقد استطاع الجنرال وليد – قيصر الحرب السورية – من ضرب الاستقرار السياسي وضرب الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي وضرب الاقتصاد الوطني وإثارة النعرات الطائفية بين الأقليات التي تشكل النسيج الاجتماعي السوري،
وإضعاف الدولة من خلال ضرب مقوماتها، والدعوة لتقسيمها، والدفع بالأوضاع نحو الحرب الأهلية ونشر ثقافة العداء بين مختلف المذاهب في الدين الواحد والاختلاف مع متبعي الأديان الأخرى كالمسيحيين .
الجنرال وليد لم يوجّه أذرعه (شبكات المراسلين- والدمى مقدّمي برامجه) لنقل صور أخرى من الداخل السوري، لم يتحدث عن الجهود التي بُذلت للحفاظ على مؤسسات الدولة والخدمات المختلفة التي تقدمها رغم الظروف الحرجة والصعبة ،
كالجامعات بمختلف كلياتها واختصاصاتها، والمدارس بمختلف مراحلها، والشركات الخدمية العاملة والتي لم تتوقف كشركات الكهرباء والمياه (بالحدود الممكنة في ظل ظروف الحرب والدمار) والطرق والنقل والمؤسسات والمراكز الصحية المجانية وخدمات الاتصالات والأجهزة الشرطية والقضائية والأمنية والعسكرية والمؤسسات الاقتصادية والإنتاجية الصناعية والزراعية ،
لم يتحدث عن القتلى الذين سقطوا بالقذائف والهاونات والصواريخ محلية الصنع والطلقات المتفجرة وحمم الموت ومدافع جهنم، وهم بالآلاف، غالبيتهم من أتباع المذهب السني. لم ينقل لنا الجنرال وليد إبراهيم عبر قنواته فيديوهات وصوراً عن أعمال القتل والسرقة والخطف، لم يتحدث الجنرال ولم ينقل صور الكانتونات التي انتشرت في الجغرافيا السورية،
لم ينقل لنا الأوضاع الأمنية في المناطق التي تدعمها دول إقليمية مختلفة، لم يحدثنا عن الحروب بين أمراء هذه الكانتونات ، لم ينقل لنا فيديو واحداَ عن كل ما ذكرناه ، دائماً تركيزه على ما يرى أنه يخدم مصالح داعميه ومصالحه.
إن محاكمة هذا الجنرال عن كل الجرائم التي ارتكبت في سورية أمر يقع على عاتق القضاء السوري والبرلمان السوري والمواطن السوري، ما يقارب سبعمئة ألف قتيل ومفقود ومعاق، وملايين المهجرين والنازحين.
الجنرال وليد مسؤول ومسؤوليته لا تقل عن مسؤولية جنرالات وأمراء الحرب، إجرامه لا يختلف عن إجرامهم، ومحاكمته يجب أن تسبق محاكمتهم، فهو صاحب التأثير الأكبر في كل ما حدث، هو شريك في كل طلقة وقذيفة أطلقت، مسؤول قانونياً وجنائياً وأخلاقياً عن كل قتيل، عن كل مصاب، عن كل صاحب إعاقة،
مسؤول عن معاناة المهجرين والنازحين، مسؤول عن كامل الدمار الذي حدث، مسؤول عن فقد آلاف العائلات لأبويهم ، حوّل جيلاً كاملاً من أطفال سورية إلى أيتام ومشردين ونازحين وأميين ، مسؤول عن تحويل أمهات وربات بيوت إلى أرامل. وعلى الرغم من كل خلفته سنوات الحرب لا يزال هذا الجنرال يحرض عبر قنواته على القتل ومواصلة أعمال التدمير والتهجير والتموضع المذهبي.
الآن وبعد حصيلة وحصاد سنوات الأزمة / الحرب وما نتج عنها، هل هنالك من سيتحرك قضائياً أمام المحاكم السورية والدولية، للمطالبة باعتقال الجنرال الإعلامي وليد آل إبراهيم ومحاكمته، فهذا الجنرال مسؤول مسؤولية كاملة عن كامل المحتوى الذي بثته قنوات (ام بي سي) وخاصة قناتي العربية و الحدث، فهو المالك والمسؤول عن سياساتها؟
هل هنالك من سيتحرك في الداخل السوري لقطع العلاقة المالية مع قنوات تلفزيون الشرق الأوسط (ام بي سي)؟ أنا أستغرب كيف تقوم شركات الاتصالات في سورية بالتعامل مع شبكة الجنرال وليد آل إبراهيم ، المال الذي يجنيه من السوريين يستخدم لتمويل قنوات الموت؟؟؟
<!–
var prefix = 'ma' + 'il' + 'to';
var path = 'hr' + 'ef' + '=';
var addy24969 = 'ziadarabih' + '@';
addy24969 = addy24969 + 'gmail' + '.' + 'com';
document.write('‘);
document.write(addy24969);
document.write(‘‘);
//–>n
<!–
document.write('‘);
//–>
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
<!–
document.write('’);
//–>