حفل تأبين الشهيد ناهض حتر في مكتبة الأسد الوطنية
سبعة وأربعون يوماً مرت على استشهاد المناضل ناهض حتر، غيّبت طلقات الإرهاب جسده ولم تستطع أن تنال من وهج فكره ومواقفه الوطنية القومية الإنسانية التي دفع حياته ثمناً لها، برصاصات غدر أطلقت مثلها على غير مفكر ومناضل في دنيا العرب الواسعة بجغرافيتها، الضيقة بفضاءات الحرية فيها.
دعا إلى حفل التأبين اتحاد الكتاب العرب في الجمهورية العربية السورية، وألقى كلمة الاتحاد رئيس الاتحاد الدكتور نضال الصالح، أشاد فيها بمواقف الشهيد وسلوكه وبفكره وما حبّره قلمه على طريق الجهر بالحقيقة والدفاع عن الأحرار أشخاصاً وبلداناً.
كما ألقى أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كلمة باسم القوى الفلسطينية، ركز فيها على الدور الذي قام به الشهيد، مفكراً ومناضلاً وكاتباً قضى من أجل حرية المعتقد والرأي. أجمع المتحدثون على مكانة الشهيد ودوره النضالي ومواقفه الوطنية والقومية والإنسانية، كما دعوا إلى تشكيل جبهة ثقافية فكرية واسعة الطيف، هدفها مواجهة كل من يحاول بثّ الفتنة الطائفية، وتمزيق النسيج الاجتماعي وتصديع الوحدة الوطنية.
كما تحدثوا عن نشر ثقافة التسامح والمحافظة على التنوع الثقافي، وأشار المتحدثون إلى محاولات قتل العروبة باسم الدين، ثم قتل الدين بفكرهم الإرهابي التكفيري، وقال ممثل المقاومة الوطنية اللبنانية الحاج حسن عز الدين: إن مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء. وجاء في كلمة القوى الوطنية الأردنية التي ألقاها الكاتب سعود قبيلات رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الأسبق: كان الشهيد مناضلاً وطنياً وقومياً وأممياً في الوقت نفسه، له مشروع يتميز بوضوح نظري وعمق معرفي.
كما ألقى كل من علي عبد الكريم، سفير الجمهورية العربية السورية في لبنان، وألبير داغر، كلمتين باسم أصدقاء الفقيد، أشادا فيهما بمآثره الشخصية ومواقفه وحبّه لسورية وأمله وثقته بانتصارها. وفي الختام ألقى شقيق الفقيد كلمة أسرة الشهيد، أشاد فيها بمواقف سورية قيادة وشعباً وجيشاً باسلاً يدافع لا عن سورية وحدها وإنما عن الأمة العربية وقضاياها العادلة.
كان المهرجان تضامناً مع سورية وتعبيراً عن محبة المشاركين في حفل التأبين لها، عن صمودها وشجاعة شعبها وجيشها واعترافهم بدورها في مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر الإرهابي التكفيري.