وداعاً أيها الفارس الثائر..وداعاً فيديل!
مات فيديل كاسترو، قائد الدولة الاشتراكية التي تبعد 90 ميلاً عن ساحل ولاية فلوريدا، مات في سريره.. بعد أن فشلت 637 محاولة أمريكية لاغتياله.. ورغم الحصار الأمريكي للجزيرة، صمدت كوبا، وقامت بواجبها الأممي تجاه حركات التحرر الوطني في العالم، ووقفت في هذا السياق إلى جانب شعوبنا العربية، والشعوب المظلومة التي واجهت الإمبريالية العالمية، وخاصة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني..
بدأ كاسترو حياته النضالية عام 1953 بتشكيل قوة ثورية رفضاً لسياسة فولهينيسو باتيستا القمعية، لكن محاولته تلك انتهت بإلقاء القبض عليه هو وآخرون، وحكم عليهم بالسجن لمدة 15 عاماً، وبعد عامين أفرج عنهم (في أيار من عام 1955).
سافر فيديل إلى المكسيك بعد إطلاق سراحه ليكون بعيداً عن عيون الاستخبارات الأمريكية المزروعة في مختلف أنحاء كوبا، وهناك اجتمع كاسترو برفاقه الثوريين وعلى رأسهم أخوه راؤول، للتخطيط لثورة مسلحة بهدف إنهاء الهيمنة الأمريكية على كوبا وإسقاط نظام باتيستا الديكتاتوري، كما قام بتأسيس حركة 26 يوليو الثورية التي كانت سبباً في لقائه المناضل الأرجنتيني أرنيستو تشي غيفارا، ونشأت بمرور الوقت بينهما علاقة صداقة قوية ساهمت في وضع خطة لتفجير الثورة في أمريكا اللاتينية. فور الانتهاء من تجهيز الخطة والتدريب الكافي، أبحر كاسترو ورفاقه إلى كوبا لإشعال فتيل الثورة، وبالفعل لاقت مبادئه الثورية تأييداً شعبياً هائلاً، كما انضم عدد كبير من أفراد القوات المسلحة الكوبية إلى جانبه، الأمر الذي ساعده ورفاقه في إسقاط نظام باتيستا الحاكم المستبد الذي اختار الهرب بعد فشل محاولة بقائه في الحكم، في كانون الثاني 1959.
بعد الإطاحة بنظام باتيستا تسلم فيديل كاسترو مقاليد الحكم في البلاد، وتبنى الفكر الشيوعي وقام بتأميم الشركات وأهمها (شركة الفواكه المتحدة). صمد فيديل كاسترو نصف قرن أمام الولايات المتحدة شهد فيها صعود نحو 10 رؤساء أمريكيين ورحيلهم حملوا العداء لكوبا، ونجح في الحفاظ على الأعلام الحمراء ترفرف على أبواب عدوّه الأكبر.
قامت الحكومة الكوبية بقيادة فيديل كاسترو بتقديم المساعدات لدول العالم الثالث، فأرسلت إليها البعثات الطبية إضافة إلى آلاف المنح الدراسية المجانية، وناصرت كوبا دائماً الدول المظلومة ووقفت إلى جانبها وساعدتها… دافع كاسترو بكل قوة عن قضية العرب المركزية قضية فلسطين، وكان مناهضاً للعنصرية والصهيونية والإرهاب وكل أشكال الظلم والاستبداد.
رحل الحالم بمستقبل أفضل لكوبا، مَن زحف مع عشرات المقاتلين ليخلّص مزارعي قصب السكر وعمال مصانع التبغ، من الطاغية باتيستا الذي حول الجزيرة إلى منتجع لأثرياء أمريكا. رحل الفارس الشيوعي الذي قال: لا لكل إغراءات المال الأمريكي.
ستبقى فيديل كاسترو في ذاكرة الشعوب.. أما رؤساء أمريكا الذين طوقوا جزيرتك.. فلن يذكرهم أحد..
وداعاً (كامبانيرو)
أسرة تحرير جريدة (النور) تعزي الشيوعيين الكوبيين.. والشعب الكوبي بوفاة القائد الشيوعي البارز فيديل كاسترو، وتتمنى للشعب الكوبي الصديق ولكوبا البطلة دوام التقدم على النهج الذي اختطه كاسترو ورفاقه في الحزب الشيوعي الكوبي..