بيان صادر عن الحزب الشيوعي الأردني حول العدوان الإمبريالي على سورية الشقيقة
اقترف غلاة المحافظين الجدد القابعين في البيت الأبيض عدوانهم المبيت ضد سورية، منفذين بذلك تهديداتهم الرعناء، وغير مكترثين بالعواقب الوخيمة المترتبة على هذا النهج العدواني المتصاعد ليس ضد شعب سورية الشقيق، ودولته الوطنية فحسب، بل ضد شعوب المنطقة والعديد من مناطق العالم أيضاً، والتي حذرت منها روسيا وأطراف أخرى عديدة بصورة متكررة.
وقد جاء هذا العدوان الأمريكي بشكل أساسي، وبمشاركة مباشرة من أقرب حلفائها الأطلسيين، بريطانيا وفرنسا، وبدعم سافر وصريح من الكيان الصهيوني ومن الخصمين اللدودين، السعودية وقطر، بالتحريض وتقديم الإسناد المالي واللوجستي، ومبطن بالتحريض من جانب جل الأنظمة العربية ووسائل إعلامها، استمراراً للنهج العدواني الثابت الذي تمسكت به هذه الأطراف جميعها طيلة سنوات الأزمة السورية، والذي اتسم على الدوام بالاستثمار في الإرهاب وجماعاته وتقديم الدعم السخي متعدد الوجوه والأشكال له ولهم ، واختلاق الذرائع والحجج لمواصلة تأجيج الأوضاع في سورية وإطالة أمد الصراع الدموي فيها، وإطلاق حملات هستيرية من التحريض والاستفزاز والافتراء ضد الدولة السورية وجيشها الوطني في كل مرة ينجحان فيها بلجم الجماعات الإرهابية المتطرفة والاقتراب من تقويض نفوذها بشكل نهائي وتام.
إن محدودية الضربة العسكرية الانجلو – أمريكية والفرنسية لعدد من المنشآت العسكرية والبحثية العلمية السورية، وعدم التجرؤ حتى على مجرد الاقتراب من أهداف روسية وإيرانية، تظهر أن التبدلات الحاصلة في موازين القوى الدولية والإقليمية باتت قادرة على عرقلة النوايا والأطماع العدوانية للدوائر الامبريالية العالمية، والأمريكية في مقدمتها والحيلولة، دون تمكينها من تنفيذها بشكل تام وكلي.
إن صمود سورية وحلفائها، وفي طليعتهم روسيا وايران والقوات الحليفة والرديفة للجيش العربي السوري في وجه حملات التهديد والابتزاز والتضليل والافتراءات الصفيقة التي أطلقها الغرب بشقيه الأمريكي والأوربي، متكئاً على اسرائيل وتركيا والحكومات التابعة له في المنطقة العربية، ورفع وتيرة التنسيق فيما بينهم واتخاذ إجراءات جوابية ورادعة ذات طابع عسكري وسياسي ودبلوماسي فوت الفرصة على غلاة المحافظين الجدد الذين اتسع نفوذهم في البيت الأبيض، وهم من أبرز دعاة الحروب الاستباقية ومن ذوي السوابق في الاستهتار بميثاق الأمم المتحدة وازدراء الشرعية الدولية وقراراتها حين تتمكن من عدم إسباغ الشرعية على مخططات تنفيذ أطماعهم العدوانية ونشاطاتهم التي تنتهك سيادة واستقلال الدول التي لا تروق سياستها الداخلية والخارجية للولايات المتحدة وحلفائها الأطلسيين، تعطيل فرص استعادة الدولة السورية لسيادتها وطرد الإرهابيين التكفيريين من كامل أراضيها.
إن حزبنا الشيوعي الأردني يدين بأقسى العبارات العدوان المجرم الذي تعرضت له سورية الشقيقة ويندد بتواطؤ الأنظمة العربية إلى جانب الكيان الصهيوني العنصري مع أطرافه المباشرة، ويحّذر الحكومة الأردنية من السماح أو غض النظر عن أي استخدام للأراضي الأردنية في أعمال عدوانية تستهدف الشقيقة سورية، ويعرب عن الثقة في قدرة الشعب السوري ودولته الوطنية وجيشه الباسل محاطاً بدعم أشقائه وأصدقائه في الوطن العربي والعالم اجمع على التصدي للمعتدين الإمبرياليين والصهاينة والرجعيين الإقليميين والعرب وإفشال مخططاتهم ومواصلة تسطير الإنجازات العسكرية والسياسية والدبلوماسية على الجماعات الإرهابية التكفيرية ومموليهم وداعميهم متعددي الجنسيات.
عمان في 14/4/2018
الحزب الشيوعي الأردني