حنظلة تلفزيونياً.. يعيد رسم الفنان ناجي العلي الشهيد!
كل من تعرف على الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، تحدّث عن هدوئه وتواضعه وإنسانيته وتعلقه بوطنه السليب فلسطين.
هو من مواليد بلدة الشجرة في فلسطين عام 1937 عرفه العرب والعالم رسام كاريكاتير، له أسلوبه المميز الذي أثار سخط الكثيرين من العرب الذين انتقد مواقفهم المستهترة بالقضية الفلسطينية..
رسم الفنان ناجي العلي نحو أربعين ألف لوحة كاريكاتيرية، كانت فلسطين من خلالها النبض الحي الذي يغذي كل فكرة من أفكار رسوماته الكثيرة، فقد حمل في ضميره ذكريات الهجرة من فلسطين مع أهله، عام 1948 إلى جنوب لبنان وذكريات ومأساة مخيم عين الحلوة الذي ترعرع فيه حتى العاشرة، وهناك رسمت ريشته الخيمة الفلسطينية المقاومة، ووصلت إلى الشهيد الكاتب والصحفي غسان كنفاني فنشرها سريعا في مجلة »الحرية« في 25 أيلول 1961.
في سنة 1963م سافر إلى الكويت ليعمل محرراً ورساماً ومخرجاً صحفياً، فعمل في الطليعة الكويتية، ثم في صحيفة السياسة الكويتية، ثم أشرع مراكبه إلى مختلف أرجاء العالم بحثاً عن طريق يعيده إلى الوطن الغالي!
وكانت بيروت واحدة من أهم محطاته التي قدمته للعالم من خلال رسوماته المتتالية في صحيفة السفير، وهناك عاش ناجي العلي مفاصل حياة المقاومة إلى أن خرج مع كل من خرج إلى حقول العالم بحثاً عن البرتقال الفلسطيني..
في 29 آب 1987 سقط ناجي العلي على أحد أرصفة العاصمة البريطانية لندن بعد أن أطلق عليه الرصاص شخص مجهول فاستشهد على إثرها.. وبين ذلك اليوم الذي رسم دمه فيه علم فلسطين واليوم مسافة من الزمن قدرها نحو ثلاثين عاماً، كانت خلالها رسوماتها تظهر هنا وهناك حاملة صراخه الأبدي من أجل الوطن، وفي السنة الأخيرة استقرت هذه المحاولات على مشروع بصري تلفزيونية أنتجته محطة الميادين للمخرج يوسف مغنية وبإشراف ودأب من ابنه..
وسريعاً تحركت الشخصيات التي كانت تظهر كل يوم في أكثر من صحيفة عربية.. تفضح الخيانات، وتحذر مما يُعدّ للعرب جميعاً من مصير مأساوي.. تحركت الشخصيات الطيبة للضحايا والشهداء والمقاومين وكأنها تعلن ولادتها من جديد ورغبتها في رسم أفق جديد لمأساة العرب..
ومن خلف كل هذه الرسومات يظهر طفل صغير عرف باسم حنظلة كان يدير وجهه لقارئ الصحيفة، ويضع يديه خلف ظهره.. يظهر هذا الطفل متحركاً في الصورة التلفزيونية المرسومة اليوم ليؤكد أن الفن الخالد قادر على إعادة إحياء نفسه وسط كل نزيف المأساة العربية التي نعيشها هذه الأيام..
كان ناجي العلي يقول إن حنظلة ولد في 5 حزيران 1967 أي في قلب المأساة، وأن نكون أو لا نكون، التحدي قائم والمسؤولية تاريخية.
هذا ماقاله الشهيد ناجي العلي، ولاحظوا جيداً ما يجري اليوم في حال العرب!