نكّست إيطاليا أعلامها.. على العالم أن يقرع النواقيس!
نكست المتاحف الإيطالية أعلامها حداداً..
والحداد على هذه الطريقة يليق بمتاحف العالم كلها، ولكن حداداً على من؟!
نكست أعلام المتاحف الإيطالية حداداً على الباحث الأثري السوري ومدير آثار مدينة تدمر الأسبق خالد الأسعد تكريماً له..
إنها لحظة خاصة في عمر الحرب على السوريين، لحظة أقل ما يقال فيها إن العالم بدأ يصحو، ففي واحد من أهم مواقع الحضارات التاريخية في العالم أقدم إرهابيون على قطع رأس باحث وعالم في الحضارة وتعليقه على واحد من أعمدة مدينة تدمر الخالدة!
صار على العالم أن يخجل، وبإمكان إيطاليا أن تقرع نواقيس كنائسها احتجاجاً على اختطاف السوريين الآشوريين وسبي نساءهم وذبحهم بقلب بارد.. بارد.. بارد!
تحت كل حجر من حجارة سورية حكاية من حكايات التاريخ..
فمن هنا مر الإغريق، ومن هنا مر الهكسوس، ومن هنا مر المغول، ومن هنا مر الفرنجة، ومن هنا مر العثمانيون، ومن هنا مر الفرنسيون، كل هؤلاء مروا وحاولوا النيل من الحضارة السورية ففشلوا، ثم رحلوا عن أرضنا..
وعند تلال الجولان يتربص المستوطنون الإسرائيليون كذئاب متوحشة جائعة بالجسد السوري لنهشه واقتسامه كما تفعل وحوش الغابة بفريستها التي تقع تحت ضربات الذئاب والضباع والخنازير..!
هل نكست المتاحف الإيطالية أعلامها لأنها تمارس طقساً دبلوماسياً من طقوس العالم المتحضر، أم لأن ذبح خالد الأسعد مؤشر على همجية الزمن القادم إذا لم يقف العالم في وجه الإرهاب ومن يقدم دعماً له!
نعم..
لأن الحضارة الإيطالية تعرف جيداً أن صمت العالم عمّا يحصل للسوريين هو صمت لما سيحصل للعالم في الزمن الموحش الذي ينتظره، ولأن الصمت في هذه الحالة يعني المشاركة في أعمال هذا الإرهاب..
السوريون يقاتلون الإرهاب بإرادة قوية، إرادة تحمل العبء الحقيقي في الدفاع عن العالم والحضارة وتعلن سورية كل يوم أن مايجري يهدد المنطقة والعالم..
إن السوريين يتوقعون من كل متاحف العالم أن تنكس أعلامها، ويدعون كل بعثات الآثار في كل مدينة متحضرة أن ترفع الصوت عالياً لرفع كل أنواع الحصار عن السوريين، وخاصة الحصار العربي الذي يقدم كل ماتحتاجه المؤامرة لتشعل الجسد السوري في حريق لاينتهي!