حاجة ألمانيا للمهاجرين

 مع استعداد جيل طفرة المواليد في ألمانيا للتقاعد، وتوقعات بانخفاض حاد في اليد العاملة، تحتاج ألمانيا إلى نصف مليون مهاجر سنوياً مدة 35 عاماً، كما تطالب دراسة حديثة.

وتحذر دراسة معهد برتلسمان أنه في غضون الخمس عشرة المقبلة، سوف يصبح نصف العمال الألمان من المتقاعدين، ومن المرجح أن يتقلص حجم اليد العاملة في ألمانيا دون الهجرة من 45 مليوناً الي 29 مليوناً بحلول عام 2050. وحتى لو شجعت النساء الألمانيات علي العمل بنسبة تساوي الرجال، ورفع سن التقاعد إلى 70 سنة فلن يسهم ذلك إلا بمقدار 4,4 ملايين يد عاملة فقط.

وعلى الجانب الأخر يقول مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني إنه في عام 2013 جاء ما يصل إلى 429,000 من المهاجرين إلى البلاد. وفي عام 2014 وصل عدد المهاجرين الى 470،000 أي إن هناك وفرة من القادمين الأجانب إلى البلاد. ولكن، هناك فقط 25,000 من المهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي في 2013 قد وصلوا إلى ألمانيا للعثور على وظيفة، بينما تأتي الأغلبية إما للدراسة أو للانضمام إلى أسرهم أو لاجئين.

وتزعم الدراسة أن اقتصادات جنوب أوربا سوف تبدأ في التعافي، الأمر الذي يعني أنها سوف تحتاج إلى المزيد من العمال من مواطنيها الذين جاؤوا إلى ألمانيا للعمل، ولذلك لا يمكن لألمانيا بعد الآن الاعتماد على الهجرة من داخل الاتحاد الأوربي.

 وهكذا من المرجح أن تصل الهجرة من داخل الاتحاد الأوربي إلى ألمانيا في المستقبل إلى نحو70,000 سنوياً.

أوصت الدراسة ألمانيا باتخاذ التدابير التي تجعل منها وجهة جذابة للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي. ذلك أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط  على سبيل المثال يمكن أن يسهّل تدفق المهاجرين من خارج أوربا إلى ألمانيا في المقام الأول، لأنها أقوى اقتصاد في الاتحاد الأوربي.

ولكن الخبراء يعتقدون أن ألمانيا تحتاج إلى سياسة هجرة جديدة، ونظام هجرة من شأنه أن يوضح للأجانب المؤهلين من خارج الاتحاد الأوربي الحاجة إليهم في البلاد. و هذا يعني في المقام الأول، تغيير قانون الهجرة لتسهيل الحصول على الجنسية، وجعل برامج التجنيس جذابة، مثل تقديم برامج لتعلّم اللغة الألمانية، ومنح حق الحصول على نظام الضمان الاجتماعي وتوفير الحماية من التمييز على المستويات كافة.

العدد 1140 - 22/01/2025