كيف سيحصل الفقراء على الدفء.. ومن أين؟!

النور:

يبدو أن الحكومة الجديدة أرادت الإعلان عن نهجها قبل وضع بيانها الوزاري، هذا ما عبّر عنه قرارها (الصادم) برفع سعر مازوت التدفئة من 2000 إلى 5000 ليرة سورية.

إنه الحد الأدنى من مازوت تدفئة أوصال العائلات الفقيرة أيها السادة، وليس مازوت محركات مدينة الملاهي المخصصة لأثرياء (الغفلة)!!!

هل يعلم السادة في حكومتنا الجديدة أي إحباط شعر به المواطن السوري بعد هذا الإجراء، وهو الذي كان ينتظر تصحيحاً لسياسات اقتصادية واجتماعية أوصلته قسراً إلى خندق الفقر المدقع؟!

كيف سيتدبر اصحاب الأجور والمعاشات التقاعدية تلبية هذا العبء الجديد.. ومن أين؟؟!!

هل أصبح الدفء أيضا محصوراً بالفئات الثرية والقادرة، بعد أن حصرت بهم مستلزمات الحياة الأخرى من سكن وغذاء ودواء وترفيه ومنتجعات وسيارات؟!

بموجب القرار (الصدمة) ارتفع سعر المخصصات (المازوتية) للعائلة وقدرها 50 ليتراً من 100 ألف إلى 250 ألف ليرة سورية، في وقت تتسرب فيه أجور ومداخيل العاملين والمتقاعدين وبقية الفئات الفقيرة بعد خمسة أيام من استلامها!!!

هل قررت الحكومة وعنونت بيانها الوزاري المرتقب (لا للدعم الحكومي بعد الآن)؟؟!!!

مهلاً أيها السادة، فبلادنا تواجه أصعب ظرف في تاريخها المعاصر، وهي تحتاج إلى دعم الفئات الفقيرة التي باتت تشكل نحو 90 بالمئة من المواطنين المقيمين، لمواجهة الاحتلالات الصهيونية والأمريكية والتركية للأرض السورية، لا إلى إثارة غضبها الذي ستستغله جميع القوى المعادية لبلادنا في الخارج والداخل.

نطالب الحكومة بالتراجع عن هذا القرار!

العدد 1128 - 16/10/2024