والآن جدري القردة.. أسئلة تحتاج إلى أجوبة!
طلال الإمام – السويد:
هكذا دوماً.. تبدأ الحكاية بخبر صغير حول اكتشاف وباء قاتل ينتقل إلى الإنسان من الحيوان، مع الإشارة إلى أن موطن هذا الوباء هو الصين وغالباً إفريقيا، المهم ليس أوربا؟!! بعد انتشار هذا الخبر الصغير وتكراره في مختلف وسائل الإعلام، يأتي دور الخبراء (الموظفون) في التحدث عن أخطار هذا الوباء وتقديم تحليلات ونظريات. وبهذا الشكل يجري تجييش الناس وتخويفهم من خطر الوباء المحيط بهم، وتنشر مختلف وسائل التواصل آراء وتنظيرات حول أسبابه وطرق انتقاله وكيفية مجابهته.
تستمر وتتسع في الوقت ذاته النقاشات في مختلف بلدان العالم.
فجأةً ياتي خبر انتقال هذا الوباء من إفريقيا أو الصين إلى بلدان أوربية بشكل خاص أو آسيوية.. ويزداد الهلع بين الناس العاديين، عندئذٍ يبدأ الحديث عن السعي لإيجاد أدوية مضادة ولقاحات ضد هذا الوباء مع تزايد القلق والخوف بين الناس.
من اجل اكتمال الصورة والتجييش تدخل منظمة الصحة العالمية إلى الساحة بإطلاق تحذيرات من أخطار انتشار الوباء، كما تبدأ شركات الأدوية، وهنا بيت القصيد، في نشر أخبار عن السعي لإيجاد لقاح ضدّه. المرحلة الأخيرة تتمثّل بقيام مختلف الدول بشراء لقاحات وفرضها بأشكال مختلفة على مواطنيها (أرباح شركات الأدوية مليارات الدولارات). بعد فترة يختفي الحديث تماماً عن الوباء وأخطاره وتعود الحياة إلى سابق عهدها قبل (اكتشاف) وباء جديد (لم يبقَ سوى السمك).. وهكذا دواليك!
ما أشرنا إليه سابقاً رافق بهذا الشكل أو ذاك مختلف الأوبئة التي عاشتها البشرية مؤخراً: الإيدز، جنون البقر، أنفلونزا الطيور، كورونا، والآن جدري القِرَدة.
بودّنا التأكيد أن ما ذكرناه لا يعني عدم وجود وباء، ذلك لأن مخابر الأسلحة الكيميائية والجرثومية تنتج باستمرار وتجرب مكتشفاتها في القارة السمراء أساساً. ويمكن أن الطبيعة تنتقم من الإنسان الذي يخربها. ولا يعني بتاتاً عدم اتخاذ إجراءات الوقاية لمنع الإصابة به في حال انتشاره.
لكن وفي الوقت ذاته يفتح ما أشرنا إليه سابقاً العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة.
*لماذا هدأت أو اختفت موجة الحديث عن كورونا مثلاً؟ ماذا بالنسبة للأوبئة الأخرى؟
*هل لنشر موجات الهلع والتخويف من أوبئة هدفه فقط زيادة أرباح شركات الأدوية التي لها علاقات وثيقة مع المجمع العسكري الذي يؤجج حروباً ونزاعات في سائر أرجاء العالم؟
*هل لنشر هذه الموجات من أخبار الأوبئة علاقة بنظرية المليون الذهبي العنصرية؟
* هل الهدف من ظهور أخبار عن جدري القردة الآن بالذات، التغطية على، أو صرف الأنظار عن حرب الابادة التي يقودها الكيان في غزة /فلسطين؟
*أخيراً، لماذا لا تظهر هذه الأوبئة سوى في القارة السمراء؟
وما هو دور المجمع الصناعي العسكري والهيئات الدولية (منظمة الصحة العالمية) في هذا التجييش؟
أسئلة مفتوحة تتطلب السعي للإجابة عنها كي يتوقف قتل البشر الأبرياء في الحروب، النزاعات، الأوبئة، الجوع، الفقر والعطش والاحتلال.
باختصار، إنه إجرام رأس المال الذي يسعى إلى الربح على حساب البشر والطبيعة.