المزيد من الأسلحة.. هل ينقذ زيلينسكي؟
د. صياح فرحان عزام:
يبدو أن الرئيس الأوكراني ماضٍ في حربه التي يخوضها ضد روسيا حتى آخر جندي أوكراني من جيشه ومن المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانبه، وهو يأمل، حسب تصوراته وتصورات معلّميه في واشنطن، أنه سيلحق الهزيمة بروسيا.
على مدى أكثر من سنتين من هذه الحرب كان زيلينسكي يلحّ ولايزال على طلب المزيد من الأسلحة المتطورة. فقبل أن تتسلم أوكرانيا خلال العام الماضي دبابات (أبرامز) الأمريكية ودبابات (ليوبارد) الألمانية، كان يلحّ إلحاحاً شديداً للحصول عليها لدعم قواته على الجبهات، مدّعياً أنها ستغيّر وجه المعركة في مواجهة القوات الروسية نظراً (لقوّتها النارية الهائلة ودروعها المعزّزة)، ولكن الذي حدث على أرض الواقع وفي ساحات القتال، أن الدبابات المذكورة سرعان ما وقعت فريسة للصواريخ والمدفعية الروسية، وقد جرى تدمير معظمها، ولم تقدّم للجيش الأوكراني أيّ ميزةٍ تجعله يمنع الجيش الروسي من مواصلة التقدم المستمر على مختلف الجبهات.
المشهد يتكرّر الآن مع وصول دفعة من طائرات إف 16 الأمريكية الصنع إلى أوكرانيا، فقد هلّل زيلينسكي لهذه الطائرات التي انتظرها طويلاً بعد نحو ثلاثين شهراً من الحرب، وقال وهو يقف إلى جانب إحدى الطائرات في موقع لم يعلن عنه: (لقد فعلناها.. أنا فخور برجالنا الذين يتقنون قيادة هذه الطائرات والتعامل معها، وبدؤوا بالفعل في استخدامها).
والجدير بالذكر أنه لم يُعلَن عن عدد هذه الطائرات، لكن من الواضح، كما ذكر خبراء عسكريون متابعون للحرب في أوكرانيا، أن عددها لا يزيد على أصابع اليد، لاسيما أن زيلينسكي نفسه أعلن أن عددها غير كافٍ، وأننا ننتظر طائرات أف 16 إضافية، وأن الكثير من ضباط وجنود الجيش الأوكراني يتدربون عليها.
وكان زيلينسكي قد أعلن في شهر أيار الماضي أن بلاده تحتاج إلى ما بين 120 و 130 طائرة من هذا الطراز، إلا أن حلف الأطلسي وعد أوكرانيا بتزويدها بـ45 طائرة فقط، وخصص قاعدة (فيستيتي) الجوية في جنوب شرق رومانيا لتدريب الطيارين الأوكرانيين عليها.
ويقال، حسب خبراء عسكريين غربيين أنه جرى تدريب 12 طياراً باتوا جاهزين للعمل.
الآن، صار لدى أوكرانيا طائرات أف 16، ولكن السؤال هو: هل ستغيّر هذه الطائرات سير المعارك؟
من الواضح أن رهان أوكرانيا على هذه الطائرات يشبه مراهنتها على دبابات إبرامز وليوبارد وبرادلي وغيرها من النظم الصاروخية المختلفة التي تسلّمتها من دول حلف الناتو خلال الأشهر الأخيرة من دون أن توفر للقوات الأوكرانية القدرة على مواجهة القوات الروسية، ومن دون أن تحول دون تقدمها على مختلف الجبهات، فكل هذه الأسلحة الغربية تحولت إلى ركام محترق وخردة.
يبدو أن زيلينسكي ومعلميه وأسياده تناسوا أن روسيا وضعت في حسابها كلّ الاحتمالات ومن بينها مواجهة طائرات أف 16، وأشارت إلى أنه سيجري إسقاطها كما أكد الرئيس بوتين نفسه ومسؤولون آخرون.
باختصار.. الرئيس الأوكراني يتجاهل ما يجري في ساحة المعارك والوضع الذي يتراجع ويتردّى لجيشه يوماً بعد يوم، ولكنه مع هذا فإنه كلما تلقّى سلاحاً جديداً يراهن على أنه سيغيّر وجه المعركة، إلا أن هذه المراهنة هي مجرد (سراب)، فهو يخدع نفسه وجيشه وبلاده نزولاً عند رغبة أمريكا.