سرقة الكابلات في السويداء تسبب خروج آلاف خطوط الهاتف من الخدمة.. و(الاتصالات) تعاني

السويداء- معين حمد العماطوري:

أكثر من تسعة آلاف خط هاتفي خرجت عن الخدمة خلال مدة زمنية قصيرة بسبب أعمال السرقة، فقد سببت سرقة الكابلات الهاتفية قطع الاتصالات الهاتفية عن 9 آلاف مشترك داخل مدينة السويداء. و٢٠٠٠ مشترك في الريف.

منذ أكثر من عام تشهد أحياء مدينة السويداء يومياً سرقة كابلات الهاتف، وأعين الجهات المعنية تتغاضى وتتجاهل ما يحدث، سوى المطالبة وتحميل المسؤولية للمجتمع الاهلي لحماية تلك الخدمات، وكأن المجتمع هو وحده المسؤول عن حماية الكابلات من السرقة، ومحاسبة الجناة، وحين يُلقى القبض على السارق لا تستلمه أيّ جهة معنية بتطبيق القانون، فماذا يعني ذلك؟

لقد تسبب سرقة الكابلات الهاتفية قطع الاتصالات الأرضية والنت عن أكثر من تسعة آلاف مشترك على ساحة المحافظة، وبضمنها عدد من الدوائر الحكومية منها اتحاد العمال، واتحاد الفلاحين وفرع المرور بالسويداء، والمحروقات.. وغيرها)، ما أدى إلى تعطل العمل وإرباك الموظفين عن إنجاز مهامهم، وعرقلة معاملات المراجعين وتأخيرها في تلك الدوائر.

يبدو أن السرقات لم تكتفِ بما تجنيه من أحياء مدينة السويداء وما تخلفه من آثارها السلبية فحسب، بل امتد نشاط العابثين إلى ريف السويداء، فهناك قرى عديدة وصلت إليها أيادي التخريب والسرقات وخرجن هواتفها عن الخدمة وشمل ذلك قرى عديدة: (تل اللوز، ذكير، الجنينة، ومدينة شهبا)، التي خرج أكثر من 2000 مشترك فيها عن خدمة الهاتف والنت.

عملت مؤسسة الاتصالات بالسويداء على إصلاح العديد من الخطوط خلال الأشهر الماضية، ولكن استمرار أعمال التخريب والسرقة بشكل يومي، يتسبب يومياً بالمزيد من الأضرار، التي يستغرق إصلاحها وقتاً، مع الإشارة إلى وجود نقص الكابلات في مستودعات الشركة، فقد باتت شركة الاتصالات تعاني من تكاليف السرقات الباهظة، وتقف أحياناً عاجزة عن الإصلاح بعد ازدياد أسعار الكابلات بشكل كبير.

لدى سؤال بعض القائمين على العمل وأصحاب الفعاليات الاجتماعية من أهالي القرى، عن تفعيل دور الشكوى لمعرفة الجناة، انحصر معظم الإجابات في: إن كل الضبوط المنظمة بهذه السرقات سجلت ضد مجهول، لعدم كشف الفاعلين لتاريخه من الجهات المختصة، وهذا قد يبقي باب السرقات مفتوحاً على مصراعيه، وحتى لو كُشف الجناة لا تجري محاسبتهم، خوفاً من تداعيات الموقف مع الخارجين عن القانون من الفصائل.

وبيّنت إدارة فرع الشركة السورية للاتصالات في السويداء أن لصوص الكابلات الهاتفية ما زالوا مستمرين بالتعدي والسرقة، وكلما قامت الشركة باستبدال الكابلات المسروقة تجري سرقة في مكان آخر، اذ  يكاد لا يمضي يوم إلا وتجري سرقة الكابلات في مناطق متفرقة، فالسرقات  التي طالت الكابلات الهاتفية هذا العام وصلت إلى عشرات السرقات، بينما التعديات على الكابلات الهاتفية العام الماضي بلغت 49 تعدّياً في مناطق متعددة من المحافظة (مدينة السويداء- بلدة ملح – الرحى- لبّين- كناكر- شهبا- بكّا- رساس …الخ)، والقائمة تطول، وقد تسببت بقطع الاتصالات الهاتفية  عن 10 آلاف مشترك والرقم يتزايد، رغم إعادة بعضها،  ولكن التعديات على الكابلات الهاتفية غير متوقفة، وهي تلحق خسائر مالية كبيرة جداً بالشركة تقدر بملايين الليرات، ولابد  من الحد من هذه السرقات عبر مساعدة المجتمع المحلي، لأن معظم السرقات تتم داخل التجمعات السكنية، والشركة أخذت بعض الإجراءات من بينها تعبيد فتحات (غرف التفتيش) وتلحيم أبوابها الحديدية، ورغم  ذلك ما زالت التعديات على الكابلات الهاتفية مستمرة.

أخيراً، كيف يمكن إعادة الخطوط إلى الخدمة، بعد أن تسببت أعمال التخريب والسرقة بتعطل التواصل بين أفراد المجتمع؟

هل المسؤولية تقع فقط على مؤسسة الاتصالات لحماية الأكبال، ام لابد من تعاون كل الجهات المجتمعية والرسمية والأمنية؟

العدد 1105 - 01/5/2024