يعقوب مراد: نصف عمري امضيته في الحزب ولست بنادم!

حاوره طلال الإمام:

يعقوب مراد، مواليد المالكية/ القامشلي عام 1942، لعائلة فقيرة، انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1959، عن طريق وديع أصلان.

في معرض ردّه على سؤال: لماذا انتسبت للحزب؟ أجاب الرفيق يعقوب: هناك ثلاثة أسباب:

أولاً – أنا من عائلة فقيرة والمبادئ الشيوعية تدافع عن الفقراء وتناضل لصالحهم.

ثانياً – لكوني أنتمي لأقلية دينية وقومية، فإن المبادئ الماركسية والشيوعية هي لصالحي أيضاً.

ثالثاً- لكوني من عداد المتعلمين (المثقفين) وفق معايير تلك الفترة فقد حصلت على السرتفيكا.

أول عمل قمت فيه بعد انتسابي للحزب هو المشاركة في كتابة شعارات على جدران المدينة، أذكر منها: من أجل الديمقراطية في سورية.. بترول العرب للعرب، ربما كان ذلك في عام 1962. تزوجت عام ١٩٦٢ من امرأة رائعة ومكافحة هي دلال شابو، التي لها الفضل الأكبر في تربية أولادنا الستة.. لديّ ستة صبيان، جميعهم أنهوا دراستهم الجامعية: أطباء، صيادلة ومهندسين، وهم يقيمون في السويد وهولندا.

مارس الرفيق يعقوب مهام متعددة في الحزب: المشاركة الفنية في إصدار نشرة اللجنة المنطقية في الجزيرة (في سبيل الأرض والعمل)،. كما قام برعاية عائلات رفاق خلال العهود السرية. كان عضو محلية للحزب في القامشلي واستلم الإشراف على منظمة النساء، التي هيأت كادر نسائي للمساعدة في العمل الجماهيري. امتاز الشيوعيون في تلك الفترة بالتضحية، نكران الذات والأخلاق السليمة الأمر الذي جعلهم يحظون باحترام مجتمعهم. وكدليل على ذلك أذكر أنه في عهد الوحدة اعتُقل شخص ليس شيوعيا ولكنه أخ لشيوعي.. وبسبب احتكاكه بالمعتقلين الشيوعيين أراد بعد الإفراج عنه الانتساب للحزب.. وقف أخوه ضد انتسابه لأنه يلعب القمار وهذا يسيء للحزب.

ويتابع الرفيق يعقوب أذكر أننا كنا نحتفل بأشكال مختلفة وحسب الظروف بالمناسبات الوطنية والأممية.فقد احتفلنا في عام 1965 بذكرى ثورة أكتوبر، كنا نحو ١٠-١٥ رفيقاً بمشاركة حنا أصلان ويعقوب كرّو.

خلال وجود الرفاق العراقيين في سورية كنت اقوم بتأمين دخولهم للعراق عبر معابر آمنة أعرفها كوني ابن المنطقة (كانت البغال وسيلة النقل الوحيدة الآمنة لاجتياز المعابر الحدودية) مثلاً نزل عندي في البيت الرفيق زكي خيري، من أجل تأمين إدخاله للعراق، وقد جاء معه الرفاق خالد حمامي، رمو شيخو ودانيال نعمة. كما استضفت الرفيق توما توماس وغيره من الرفاق العراقيين.

رفض الرفيق يعقوب مراد إرسال أيّ من أولاده للدراسة في البلدان الاشتراكية من منطلق أن إمكاناته المادية تتيح له تدريسهم على حسابه.. وذلك كي تتاح الفرصة للرفاق المحتاجين فعلاً لأخذ المنحة الدراسية.. ثم يأخذ نفساً ويقول بشيء من الحزن كانت سياسة المنح الدراسية للحزب فيها خيار وفقوس كما يقال في الكثير من الحالات ولذلك حديث آخر، لكنه يضيف: ساهمت في إرسال عددٍ كبير للدراسة من الرفاق المحتاجين فعلاً.

سألنا الرفيق يعقوب عن كلمة أو أمنية يوجهها للشيوعيين في الذكرى المئوية لميلاد الحزب فأجاب: أتمنى أن يبقى الحزب على الساحة النضالية رافعاً شعار (الدفاع عن الوطن وحاجات الشعب) والعمل لتوسيع صفوفه أمضيت في الحزب نصف عمري ولست بنادم، كل عام والشيوعيون السوريون بخير!

العدد 1105 - 01/5/2024