ماذا يعني انضمام السويد إلى حلف الناتو؟

طلال الإمام_ ستوكهولم:

سوف يسجل يوم انضمام السويد رسمياً إلى حلف الناتو العدواني، في السجل الأسود في تاريخ بلد نأى بنفسه عن الحروب اكثر من مئتي عام.. هذه السياسة أكسبته سمعة طيبة في الخارج، كما أهلته للعب دور الوسيط في العديد من القضايا الدولية، وفي الداخل حقق إنجازات كبيرة لشعبه في مجالات الضمانات الاجتماعية والسياسية والديموقراطية، صار النموذج السويدي الذي سمّي أيضاً مجتمع الرفاهية مضرب مثل في العالم.. كل هذه الإنجازات التي تحققت بفضل وقوفه على الحياد (ولو شكلياً) خلال الحرب الباردة بين المعسكرين اللذين ظهرا بعد الحرب العالمية الثانية، كل هذه الانجازات ستذهب أدراج الرياح مع انضمام السويد رسمياً لحلف الناتو العدواني.

هناك من يقول إن السويد كانت على تعاون سري وثيق مع هذا الحلف بأشكال مختلفة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية. لكن يبدو أن شكل التعاون السابق لم يعد يكفي. لماذا؟ تريد الولايات المتحدة عبر توسع الناتو تطويق روسيا، وسيتم ذلك مثلاً عبر إقامة قواعد للناتو فوق الأراضي السويدية وبشكل خاص جزيرة غوتلاند المتاخمة للحدود الروسية.

السؤال الأهم: ماذا يعني انضمام السويد للناتو؟

أولاً- ستصبح السويد هدفاً مباشراً في أية حرب مقبلة مع الناتو.

ثانياً- سوف تفقد السويد وجهها الحيادي وإمكانية التوسط في النزاعات الدولية.

ثالثاً- ستفقد قرارها المستقل في النزاعات العسكرية العالمية وستخضع لأجندة الناتو.

رابعاً- سوف تزداد الميزانية العسكرية السويدية بسبب دفع نسبة من ميزانيتها للناتو أو إنتاج الأسلحة، وهذه الزيادات ستتم على حساب التوفير من ميزانية الصحة، التعليم، الشؤون الاجتماعية، صناديق البطالة وغيرها. الميزانية العسكرية القادمة وفق أجندة الناتو ستفاقم الأزمة الاقتصادية من غلاء وارتفاع الفائدة وانخفاض قيمة الكرون السويدي، الأزمة التي تعاني منها السويد كما أوربا الآن.

خامساً- سوف يتم إرسال الشباب السويدي إلى مختلف مناطق النزاعات وفق أجندة الناتو.. سيرسل الشباب السويدي للموت والحرب ضد بلدان لم تعتدِ على السويد.

لهذه الأسباب وغيرها نقول إن يوم انضمام السويد للناتو رسمياً سيكون نقطة سوداء في سجل جميع الاحزاب والسياسيين السويديين الذين هرولوا للانضمام للناتو.. الذين هرولوا لإرسال شبابهم إلى محرقة الحروب والنزاعات.. الذين ضحوا بمصالح شعبهم ومستقبل بلادهم خدمة لأجندة أمريكا التي تقود دول الناتو نحو حتفها بأشكال مختلفة.

نأمل من القوى التي تعارض الناتو أن تستمر في موقفها الرافض وتجترح أساليب جديدة في نشاطاتها من أجل السويد ومستقبلها ومستقبل أبنائها.

العدد 1105 - 01/5/2024