يلين وليس بلينكن هي من ستسلم الإنذار لبكين؟

ألكسندر نازاروف:

تسافر وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إلى بكين في الفترة من 6-9 تموز (يوليو)، لتصبح العضو الثاني في حكومة بايدن، بعد أنتوني بلينكن، الذي يزور العاصمة الصينية في الأسابيع الأخيرة.

في رأيي المتواضع، ستكون القضايا الرئيسية للزيارة هي محاولة الاتفاق على وقف سحب الاحتياطيات الصينية من السندات الأمريكية، وكذلك محاولة إبطاء تقدم انتصار اليوان الصيني في مكانته العالمية ليصبح عملة التداول (ثم الاحتياطي) العالمية.

فبعد رفع سقف الديون الأمريكية، بدأت إدارة بايدن في زيادة حجم الديون بسرعة، وبحسب بعض التقديرات، سوف تقترض الحكومة الأمريكية ما بين 1.5-2 تريليون دولار قبل نهاية العام الحالي. إلا أن هذا يستنزف السيولة من سوق الأسهم وديون الشركات ويزيد من تكلفة الاقتراض للاقتصاد الأمريكي، ما يؤدي إلى الركود، ويرفع من مخاطر إفلاس المدينين. وتتفاقم هذه المشكلة مع بداية سحب الدول الأخرى لاحتياطياتها من سندات الخزانة الأمريكية.

وتعتمد قدرة الاحتياطي الفدرالي على كبح جماح التضخم، وبالتالي نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، على الصين، بصفتها أكبر دائن ومصدر للسلع الرخيصة للولايات المتحدة الأمريكية.

فإذا لم تقدم الصين تنازلات الآن، فإن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة سيستمر في التدهور بسرعة، ما سيثير قضية التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة، أو استئناف طباعة الدولارات غير المغطاة بأحجام ضخمة وما يتبع ذلك من تضخم مفرط. أود القول هنا إن نتيجة زيارة يلين ستحدد سرعة انزلاق البلدين نحو المواجهة المباشرة، ذلك أن سرعة بدء الموجة الجديدة من الانهيار المالي في الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على الصين، وموقف الصين المتشدد سيضع واشنطن أمام خيارين أحلاهما مر: فإما السيناريوهات المتطرفة أو التدمير الذاتي على منوال الاتحاد السوفيتي.

كذلك فإن الوضع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة قابل للانفجار بالفعل، ويمكن لأي ضربة قوية للاقتصاد عشية الانتخابات أن تدفن لا بايدن وحده، وإنما معه الولايات المتحدة برمتها. ومثل هذا الاحتمال، إذا تحقق، سيدفع الولايات المتحدة إلى استخدام فرصتها الأخيرة ضد الصين، ممثلة في القوة العسكرية.

لقد حاولت إدارة بايدن حتى الآن تجنب مثل هذا السيناريو على الأقل حتى الانتخابات الرئاسية، وهو ما يفسر لهجة بلينكن السلمية في الزيارة الأخيرة. لكن، وفي حال ما تشددت بكين، أعتقد أن واشنطن ستصعّد المواجهة.

أعتقد أن جانيت يلين ستتحدث عن هذا في بكين، وسوف تكون المحادثات صعبة.

 

العدد 1104 - 24/4/2024