لنرفع الأصوات: لا للناتو!

طلال الإمام – السويد:

جرت يوم السبت الماضي وقفة احتجاجية وسط العاصمة السويدية ستوكهولم ضد انضمام السويد للناتو، ألقت خلالها الناشطة السويدية إيڤا ميردال Eva Myrdal

الكلمة التالية ننقلها ببعض التصرف:

سوف يصوت أعضاء البرلمان السويدي (يوم الأربعاء 22 آذار (مارس) 2023) على مشروع قانون مقدم من الحكومة لانضمام السويد إلى حلف الناتو.

السؤال: هل سنوقف مقاومتنا للناتو إذا صوتت الأغلبية بنعم؟ بالطبع لا. لا يمكن لحلف الناتو شن الحروب من دون أموال وجنود. علينا أن نعمل أكثر.

إن الحجة القائلة بأن القرار الذي سيتم اتخاذه في البرلمان لا يمكن التشكيك فيه هو حجة غير ديمقراطية إلى حد بعيد، بل وديكتاتورية. الجوهر هو المهم وليس الشكل – يمكن أحياناً اتخاذ قرارات حمقا.. إذا كنت لا توافق على القرار، لديك الحق في استمرار عدم الاعتراف به.

نذكر أنه في 13 كانون الثاني (يناير) 1935، جرت انتخابات عامة وحرة وسرية في ألمانيا تحت رقابة دولية صوت فيها ٪؜97.9 ممن يحق لهم التصويت. ومن بين هؤلاء، صوت 90.36٪ لصالح هتلر، للانضمام الفوري إلى الرايخ الثالث.

السويد لا تحتاج إلى الناتو من أجل السلام – إن الناتو هو ما يحتاج إلى السويد للحرب.

أراضينا مطلوبة لتحويلها كمنصة إطلاق وهدف للقنابل في الحروب التي أعلنت فيها الولايات المتحدة، الدولة المهيمنة على حلف شمال الأطلسي، أنها ستشن في النهاية ضد روسيا والصين.  لقد جرى تدريب ضباطنا تحت قيادة الناتو الأمريكية لما يقرب من 20 عاماً في أفغانستان – لا يمكننا أن نتوقع منهم الآن أي موقف. لكن الضباط السويديين هم موظفون مدنيون سويديون، نحن ندفع رواتبهم وعلى المدى الطويل يمكننا أن نرى حكومة تعطيهم توجيهات تهدف إلى الدفاع عن السويد.

تنص المادة 5 من ميثاق الناتو الادعاء بأن الدول الأعضاء في الناتو محمية عسكرياً من قبل دول الحلف في حالة حدوث هجوم عليها  – كانت تلك محاولة من الحكومة الاشتراكية الديمقراطية لإخافة الشعب السويدي ودخوله حلف الناتو العسكري تحت وصاية المظلة النووية للولايات المتحدة.

كما استخدمت حججاً أخرى.

لذلك: لا للناتو!

ليس هناك ضمان للحماية العسكرية في المادة 5، الناتو ليس تحالفاً دفاعياً – ليس هناك حرب واحدة شنها الناتو تمحورت حول الدفاع عن الدول الأعضاء في الحلف، كل حروب الناتو منذ عام 1999 جرت خارج منطقة الناتو، في جنوب أوربا وآسيا وإفريقيا، وقد بدأت الحروب الهجومية دائماً دون موافقة الأمم المتحدة. منذ عام 1999، افترضت الدول الأعضاء في هذا الحلف أن لها الحق في توجيه ضربات عسكرية خارج أراضي الدول الأعضاء دفاعاً عن مصالح أمنها كما تدعي. تنص الفقرة 2.4 من ميثاق الأمم المتحدة على أن الحرب العدوانية محظورة – لكنهم داسوا عليها منذ أن أداروا ظهورهم للأمم المتحدة باعتداءاتهم الجوية التي استمرت 78 يوماً ضد يوغوسلافيا في عام 1999. وبالتالي فإن انتهاك القوى العظمى لحظر الأمم المتحدة للعنف لم يبدأ مع الحرب الروسية في أوكرانيا العام الماضي.

لا للناتو!

لم تسر السويد وفنلندا دائماً جنباً إلى جنب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. نحن لم نتبع فنلندا في تحالفها مع ألمانيا/ هتلر، ولم نتبع فنلندا عندما دخلت في اتفاقية عدم الانحياز مع الاتحاد السوفيتي.

حلف شمال الأطلسي هو تحالف عسكري ودولته المهيمنة، الولايات المتحدة، تتطلع الآن إلى القطب الشمالي وبحر الشمال وبحر البلطيق كمناطق تتركز فيها صراع القوى العظمى الجاري الآن. يريد الناتو الوصول إلى الأراضي السويدية كنقطة انطلاق. يريدون أن يصبح الجيش السويدي جزءاً من قوة الناتو المتكاملة التي تتكيف مع خطة الناتو طويلة المدى وليس دفاعاً وطنياً يركز على الدفاع عن استقلال السويد.

سوف تقوم شبكة (لا للناتو) عشية تصويت البرلمان على العضوية في الناتو بحملة تشمل العديد من المناطق لتوزيع بيانات ورفع لافتات تحت شعار لا للناتو.

لنرفع أصواتنا: لا للناتو!

++++++++++++++++

  • حلف شمال الأطلسي (الناتو) هو تحالف عسكري ودولته المهيمنة، الولايات المتحدة، تتطلع الآن إلى القطب الشمالي وبحر الشمال وبحر البلطيق
  • كل حروب الناتو منذ عام 1999 جرت خارج منطقة الناتو، في جنوب أوربا وآسيا وإفريقيا

 

العدد 1105 - 01/5/2024