من احتفالات منظمة الجزيرة لحزبنا الشيوعي السوري الموحد بالذكرى الـ 97 لتأسيس الحزب وافتتاح مقره الجديد في القامشلي

بتاريخ 18/12/2021 توافدت الجماهير والوفود إلى المكان المحدد، وذلك بناء على الدعوة الموجهة من قبل اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد في الجزيرة، وقد وصل إلى المكتب (بوكيّات) ورد زيّنت صدر المكتب، أُرسلت من عوائل شيوعية عريقة أمثال عائلة الرفيق حسين عمرو والرفيق أبو رشاد، ومن رفاق لنا في أوربا، ومن منظمات الحزب ومن القوى والأحزاب السياسية وشخصيات وطنية.

بدأ عريف الحفل داعياً الجمهور للوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الحزب والوطن وحركات التحرر من عسكريين ومدنيين على امتداد ساحة الوطن الجريح، وعلى أنغام النشيد الوطني وبعده النشيد الأممي.

ثم رحب عريف الحفل بالحضور قائلاً:

الرفاق والرفيقات..

بمناسبة احتفالنا بذكرى التأسيس وافتتاح مكتبنا في مقره الجديد، حزب العمال والفلاحين وسائر الكادحين من عرب وأكراد وسريان وأرمن وآشور من كل طيف فسيفساء سورية الجميل، نرحب بكم أجمل الترحيب ونشكركم على حضوركم الكريم ممثلي أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية والأحزاب الوطنية والتقدمية العربية والكردية والسريانية والآشورية والأرمنية، وممثلي المنظمات الشعبية والمهنية والشخصيات الوطنية المستقلة وأعضاء مجلس الشعب القدامى والجدد أهلاً بكم جميعاً.

 

ثم ألقى الرفيق الشاعر قصيدة هذا نصها:

سوري أنا..

أرفع رأسي لا أنحني..

فالرقاب ليوم المحن

كل شيء على الأرضي ينفني

إلا الشهيد بذرة تنمو في وطني

بندقيتي وقلمي

أحبك يا علمي

أموت واقفاً في كفني

مقبّلاً ترابك يا وطني

سنديانة حمراء لا تهرم

عواصف لا تهزني

شعب صامد

يلزمني

أن أرسم له علماً من لون دمي

لا يزهر ربيعاً

إلا من تحت خطا قلمي

في كل ذرة تراب

سقيته بدمي

شامخاً لن أركع

ولن أنحني

في زمن الغدر

أقاوم أقاوم يا وطني

ثم دُعي الرفيق ملول الحسين (عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد، سكرتير اللجنة المنطقية في الجزيرة) لإلقاء كلمة الحزب، وهذا نصها:

الرفيقات والرفاق الأعزاء..

الصديقات والأصدقاء.. الإخوة والأخوات.. الحضور الكريم..

لن أطيل عليكم الحديث السياسي، لأن معظمكم ساسة وسياسيون وتدركون خطورة المرحلة الراهنة التي يمر بها وطننا سورية الحبيبة، والتي وصفتها قيادة حزبنا بأنها (الأخطر في تاريخ سورية المعاصر).

لذا اسمحوا لي أن أتوجه باسم حزبنا الشيوعي السوري الموحد واللجنة المنطقية في الجزيرة بالشكر الجزيل لكم على تلبيتكم لدعوتنا، ومشاركتكم لنا بافتتاح مكتبنا واحتفال الذكرى الـ97 لتأسيس حزبنا، هذا الحزب الذي تدركون جذور السنديانة الحمراء عميقة في تراب هذا الوطن، وكم قدمت في ساحات النضال الطبقي ضد الإقطاع والرأسمالية المتوحشة، ومن أجل وطن حر وشعب سعيد، وساحات مدن الجزيرة وريفها تشهد بذلك، وتذكرون عام 1962 افتتاحية نضال الشعب كانت تحت عنوان (الإحصاء) وما يسمى بالحزام العربي من عهد الانفصال وصدور قرار الإحصاء الجائر، وخاض رفاقنا معارك طبقية نذكر منها معركة علي نرو، وبطلها رحمه الله عابد شريف، وكوسى موسى رحمه الله حاج عمر صيواني، وأبو راسين ورفاق آخرين.

الحضور الكريم!

اليوم أصبح جلياً أن الحكومة قد حسمت أمرها في اختيار التوجه الاقتصادي النيوليبرالي، رغم كل المناشدات، فالوضع الاقتصادي والمعيشي من سيئ إلى أسوأ، بيانات ووعود للزراعة والصناعة، كلها خلبية، فلتان للأسعار وغلاء لمستلزمات الإنتاج الزراعي (أسمدة، أدوية مكافحة، محروقات… إلخ) وسريان سرطاني للفساد، وهنا تدركون يبدأ الصراع الطبقي يتعمق ويشتد حيث أكثرية دخلت خانة الفقر وأقلية تريد أن تملك كل شيء. برأينا هذا سيترك أثره حتى على العملية السياسية، إننا سنناضل ضد كل هذا لتعود الحكومة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، والتي أقسم أعضاء مجلس الشعب أن يناضلوا لتحقيقها.

 

الحضور الكريم

لقد أكد حزبنا منذ البداية على الحل السلمي للأزمة السورية، ودعا وندعو اليوم إلى مؤتمر حوار سوري – سوري تشارك فيه جميع الأطياف السياسية والاجتماعية والإثنية دون تهميش لأي مكون للوصول إلى صيغة لإنهاء الأزمة السورية على قاعدة الثوابت الوطنية وحدة سورية أرضاً وشعباً: علم واحد، عاصمة واحدة، رئيس واحد، ولا نرى خيراً بغير الحوار البناء والجاد تقدم تنازلات من هنا وهناك للوصول إلى صيغة ترضي الجميع بهدف الوصول إلى بناء سورية المستقبل تتسم بالتوزيع العادل للدخل، تعددية ديمقراطية وعلمانية، يحصل فيها كل السوريين على حقوقهم المشروعة، ونقول صدر سورية واسع يتسع للجميع، والنصر دائماً حليف الشعوب في نضالها العادل.

وهنا لابد من الإشارة إلى الجهود التي يبذلها الجانب الروسي لاستئناف الحور بين الحكومة السورية وممثلين عن بعض الأحزاب الكردية والوطنية، وهذا لعب دوراً في لجم الجانب التركي وتهديداته باجتياح المنطقة، وكنا ومازلنا مع الحقوق المشروعة لأبناء الشعب الكردي والأقليات القومية الأخرى، ومن حرصنا نؤكد ضرورة استهداف المنطقة الشمالية الشرقية بخطة تنمية اقتصادية اجتماعية شاملة ومستدامة منطلقين من خطاب السيد الرئيس د. بشار الأسد وتوجيهاته بتوسيع اللامركزية للمحافظات لتحقيق التنمية المستدامة، بعد تهميش طويل لأنحاء هذه المناطق، ونؤكد أن نيل الحقوق السياسية والدستورية التي يناضل حزبنا لتحقيقها يخص جميع السوريين بمختلف أطيافهم.

 

الحضور الكريم

نرفع صوتنا، نعمل معاً ضد الغزاة المحتلين الإسرائيليين والأتراك والأمريكان لأراضينا، ونتوجه لأبناء الجزيرة المشهود لهم عبر التاريخ بوطنيتهم العالية في مقاومة الفرنسيين والعثمانيين، واليوم يداً بيد من أجل تحرير الأراضي المحتلة وطرد الغزاة من كل شبر من أرض الوطن، من الجولان جنوباً إلى عفرين شمالاً إلى راس العين في الشمال الشرقي.

مرة أخرى أشكركم جزيل الشكر.

 

 

 

العدد 1102 - 03/4/2024