عشرون عاماً على استشهاد القائد أبو علي مصطفى

دعت منطقة الشمال للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لمهرجان خطابي بمناسبة الذكرى العشرين لاستشهاد فارس الشهداء أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة، وذلك في مكتب الجبهة في مخيم النيرب بحلب.

وقد تشرفت منظمة حزبنا الشيوعي السوري الموحد بحلب بإلقاء كلمة الأحزاب الوطنية السورية في المهرجان الخطابي، وألقى الرفيق هيثم الشعار أمين اللجنة المنطقية هذه الكلمة:

أحييكم باسمي وباسم حزبنا الشيوعي السوري الموحد وباسم الأحزاب الوطنية السورية تحية الاعتزاز بكم جميعاً وبرفاقنا أهل الدار قواعد وكوادر وقيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى استشهاد الرفيق القائد الكبير أبو علي مصطفى.

تمر الذكرى العشرون لاستشهاد القائد أبو علي مصطفى، وما تزال مهام التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي منتصبة، يناضل من أجلها شعبنا في كل استحقاق وطني، مستعيداً فيها المرة تلو المرة مآثر ودروس الشهداء القادة، وفي طليعتهم القائد الشهيد أبو علي مصطفى.

تلك المآثر والدروس التي تنير دروب المناضلين والأجيال الجديدة، يدل على عظمتها استمرار توالد الوعي الوطني والثوري، كما كشفت للجميع الهبة الشعبية الأخيرة لشعبنا الفلسطيني: التمسك بالخيار الوطني ورفض الاحتلال الصهيوني ومقاومته في كل الأرض الفلسطينية. فالمشروع الوطني الفلسطيني ومشروع حركة التحرر العربية بوصلته هي اعتبار الصهيونية والاحتلال الصهيوني دخيلاً، مستعمراً، مستوطناً.. لا تعايش معه ولا مساومة

والمهمة إذاً هي تحرير الأرض من الاحتلال، وسلاح هذه المهمة هو المقاومة.

إن لاءات الشهيد القائد أبو علي مصطفى (لا للصهيونية.. لا للاحتلال.. لا للاستسلام.. لا للعدوان.. لا للخنوع.. لا للاستيطان) هي لاءات مقدسة، كما يصفها هو، (لأنها مستمدة من جذر مشروعنا الوطني، من دماء شهدائنا، من صمود أسرانا ومعتقلينا). ويكمل:

(إنها المعركة المفتوحة، ومن يظن أن زمن المقاومة قد ولى، وحل محله زمن التسويات فهو مخطئ). وأرسى القائد أبو علي المعادلة: (ما دام الاحتلال قائماً على الأرض بشكله الاستيطاني أو العسكري، فالمقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني).

انخرط القائد الشهيد أبو علي في العمل الفدائي والمقاوم منذ بداياته، وقرن القول بالعمل. فأسس وقاد العمل العسكري، وتعرض للاعتقال مرات ومرات على يد المخابرات الأردنية، لكنه كان في المقدمة المناضل الصلب وصاحب الفكر الوقاد، وعندما عاد للوطن عام 1999 قال: عدنا لنقاوم لا لنساوم! لكن الاحتلال الصهيوني لم يحتمل نضاله وضاق بوجوده، ضاق بالتنظيم والمجموعات الفدائية للجبهة التي أسسها وقادها الشهيد القائد منذ السبعينيات، وعاد لينظمها ويقودها، فما كان من الوحشية الصهيونية إلا أن اغتالته في 27 آب 2001.

لكن الشهادة التي أنهت حياته البيولوجية، فتحت حياة جديدة، فتحت درباً جديدة مشى عليها رفاقه وشعبه باستمرار الوعي الثوري والوعي الوطني، الذي دمج فيه قضايا التحرر الوطني بالتحرر الاجتماعي، نضاله الوطني بفكره القومي والأممي.

وها نحن اليوم بعد عشرين عاماً، وقد جرت مياه كثيرة في النهر، نجد في نهجه الفكري والسياسي، وممارسته الثورية العملية، مآثر ودروساً خالدة لم ينل منها الزمان.

فالمقاومة المقاومة.. ولا لنهج أوسلو والتفاوض العبثي.. الشعب يعلمنا وتجارب النضال تعلمنا أن رفض الاحتلال مستمر وأشكال مقاومته المتنوعة مستمرة وأن المحتل إلى زوال ما دامت جذوة النضال متقدة بنار الحياة، وأن التسويات ونهج أوسلو لم يجلب للقضية إلا الضعف والتيه في سنوات غالية الثمن.. أما محور المقاومة الذي تحاصره كل الإمبريالية العالمية وكل حلفائها وأتباعها من الرجعية العربية والإقليمية.. فهذا المحور ماضٍ في المقاومة، رغم الجراح في سورية، ورغم الحصار في إيران.. ماضٍ بدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية برغم العنجهية الإمبريالية والصهيونية بحصار البحار والأجواء والبراري (!).. لكن صواريخ المقاومة وصلت.. ومعادلات الردع أرسيت.. أمريكا تغادر المنطقة عسكرياً، بدأت بانسحاب مهين من أفغانستان، والحبل عالجرار.. والكيان يتحسس الضعف في أكثر من مكان وأكثر من مجال.

يقول الشهيد القائد أبو علي مصطفى: (إن المتاريس عديدة، التي تستحق الدفاع عنها.. وهذه المتاريس ما زالت تنتصر، وخسئ العدو إذا اعتقد أن متاريسنا انهارت.. فمتاريسنا باقية بعزيمتكم، بقوتكم، بإرادتكم.. فنحن الشعب المقاوم.. نحن الشعب المقاوم.. وسنستمر).

تحية للشهيد القائد أبو علي مصطفى في ذكرى استشهاده العشرين.

تحية لكل الشهداء على مدى مسيرة الثورة الفلسطينية.

تحية للمقاومين من شعبنا في فلسطين، في لبنان، بمواجهة العدو الصهيوني.. وعلى امتداد محور المقاومة ومناصريه في كل العالم.

تحية الحرية من حزبنا الشيوعي السوري الموحد والأحزاب الوطنية السورية لكل مناضلي وأسرى ومعتقلي الفصائل الفلسطينية في سجون الاحتلال ومعتقلاته.

وقد ألقيت في المهرجان الخطابي كلمات باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، وباسم الفصائل الفلسطينية ألقاها مسؤول حركة الجهاد الإسلامي، وباسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أكدت جميعها على مناقب الشهيد النضالية والفكرية، وعلى خيار المقاومة.

العدد 1104 - 24/4/2024