لماذا توجع الحكومة السند الرئيسي لصمود بلادنا؟

في كل مرة يلوح فيها من بعيد بصيص من الأمل، تنقضّ الحكومة بقراراتها ، وتغلق كل نوافذ الأمل التي تحلم بها الفئات الفقيرة والمتوسطة من أبناء شعبنا..

ما هذا يا حكومة؟

المازوت من 185 ليرة إلى 500 لكل ليتر..

والخبز، هذا الذي كان في عرف الجميع خطاً أحمر، من 100 إلى 200 ليرة للربطة الواحدة؟

على مَن تتجبّرون وأنتم تملكون كل الأدوات والوسائل؟

هل تعاقبون من باع الوطن ؟

هل تواجهون من أثرى واغتنى مستفيداً من مآسي الفقراء؟

هل ترفعون الأسعار انتقاما من كبار الحرامية وباعة الضمائر؟

أم تضغطون على الفئات الفقيرة والمتوسطة، التي ضحّت بأغلى ما لديها لدعم جيشنا الباسل في مواجهة غزو الإرهابيين، وتُعدّ بجميع المقاييس السند الوحيد لاستمرار صمود بلادنا في مواجهة الاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي للأرض السورية؟!

ماذا تفعلون وقد تحولت غالبية الشعب إلى خانة الفقر؟!

هل هذا ما تعهدت به الحكومة أمام مجلس الشعب ببذل كل الجهود لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين السوريين؟!

من سيصدّق اليوم كلمة واحدة من الخطاب الحكومي؟

لماذا تريدون إحباط الذين مازالوا يقدسون تراب الوطن ويدافعون عن انتمائهم إلى سوريّتهم رغم كل المآسي التي مروا بها؟

في الوقت الذي تفاءلت فيه جماهير شعبنا، خاصة بعد نجاح الاستحقاق الدستوري، بقرب الفرج، جاءت قرارات الحكومة وكأنها تقول للجميع: (من لا تعجبه قراراتنا فليرحل)!

نعلم تماماً أن الحكومة مازالت تدعم أسعار المازوت والخبز، لكن السؤال: كيف سيتدبر المواطن أمره؟ ومن أين سيأتي بالمال؟ وأنتم تعرفون حق المعرفة ضآلة الأجور الاسمية والحقيقية، قياساً لارتفاع أسعار المواد والخدمات؟

إن زيادة الأجور بنسبة 50٪ ومعاشات المتقاعدين بنسبة 40٪، رغم أهميتها، لا تلبي الارتفاعات المتوقعة لأسعار جميع المواد والخدمات وأجور النقل.

نطالبكم بالتراجع عن هذه القرارات، والبحث عن زيادة إيرادات الحكومة من جيوب أثرياء الحرب والحرامية، والعمل على تخفيف الأعباء عن جماهير الشعب السوري التي (كُسر) ظهرها، بعد معاناة مستمرة منذ عشر سنوات.

العدد 1104 - 24/4/2024