بلا عنوان

رمضان إبراهيم:

حالة من الملل والضجر انتابته.

فجأة وقف وحدّق بصورة والده المتوفّى ضمن إطار من الخشب المطلي بماء الذهب:

هذا كل ما بقي منك في هذه الدنيا الواسعة وهذا الكون المتلاطم الأهداف والأطماع والزهد.

ابتسم بسخرية وعادت إلى مخيلته مئات القصص الخالدة، ومن بين تلك القصص التي لا يمكن أن ينساها يوم عاد والده من إحدى الدول المجاورة، بعد أن أخبرهم أحد العائدين إنه قد يكون في عداد المخطوفين. يومذاك اختبأ تحت المعطف وبدأ يبكي بصمت دون أن يراه أحد.

عاد وابتسم بسخرية مرة محاولاً أن يبتعد بنظره عن الصورة، لكن الصورة بقيت عالقة في تلافيف الذاكرة وأمام ناظريه.

نظر إلى ساعته ثم هزّ رأسه بعد أن علم أنها تجاوزت السابعة مساء، ففي هذا التوقيت من الصعب إيجاد سيارة عابرة للعودة بها إلى المدينة حيث عائلته.

حمل هاتفه الخليوي ومفاتيحه وانحدر ببطء عبر الدرج الموصل إلى الطريق العام.

كان متشائماً من الوقت الذي قد ينتظره لعبور سيارة، لكن صوت سيارة قادمة من جهة الشرق بدد تشاؤمه، وما إن صعد وأخذ مقعده حتى همس في سره:

ليس كل ما نفكر بأنه سلبي هو سلبي فعلاً.. ربما القادم أفضل!

 

العدد 1104 - 24/4/2024