لافروف: على أكراد سورية إبداء استقلاليتهم واهتمامهم بالحوار مع دمشق

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكراد سورية إلى إبداء اهتمام بالحوار مع حكومة دمشق وعدم الرضوخ لمحاولات فرض نزعات انفصالية عليهم.

وأكد لافروف أثناء مؤتمر صحفي عقده في موسكو مع نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني أن موسكو منذ بداية النزاع السوري تشجع على إجراء اتصالات مباشرة بين الأكراد وحكومة دمشق، بهدف التوصل إلى اتفاقات بشأن كيفية التعايش معاً في دولة واحدة، مشيراً إلى أن العراق المجاور يشكل مثالاً جيداً يمكن الاستفادة منه في هذا الصدد.

وتابع: (نحن على تواصل مع الهياكل الكردية ونطلعها على مواقفنا، لكن الأهم هو أن تبدي استقلاليتها واهتمامها بحل كل المسائل العالقة مع الحكومة المركزية).

ولفت لافروف في هذا الصدد إلى أن زعماء أكراداً، عقب إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن سحب قوات الولايات المتحدة من سورية، توجهوا فوراً إلى موسكو بطلب مساعدتهم في (إقامة جسور) مع دمشق، لكن عندما راجعت واشنطن بعد عدة أيام قرارها اختفى اهتمام الأكراد بهذه الاتصالات.

وقال وزير الخارجية الروسي: (نحن مستعدون للمساعدة في إجراء الاتصالات والمشاورات، لكن ذلك يتطلب الاتساق في مواقف الطرفين).

وحذر لافروف من المساعي الأمريكية الرامية إلى تحريض بعض التنظيمات الكردية على الانفصالية، مبدياً أمل موسكو في أن الأكراد الذين يسعون إلى تطبيع العلاقات مع دمشق يدركون خطورة هذا الأمر.

ورحب لافروف خلال المؤتمر بقرار المنامة إعادة افتتاح سفارتها في دمشق، مبدياً استعداد روسيا لمواصلة تبادل التقييمات مع الجانب البحريني في سورية على مستوى الممثليات الدبلوماسية.

وتابع: (بطبيعة الحال ننظر إلى عودة سورية إلى جامعة الدول العربية خطوة قريبة مهمة).

وأكد لافروف أن مفاوضاته اليوم مع نظيره البحريني تناولت خاصة عدم وجود أي بديل عن التسوية السليمة والسياسية للنزاع في سورية بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، لافتاً إلى أن تحقيق هذا الهدف يقضي ببذل جهود ملموسة فوراً لحل التحديات الإنسانية الخطيرة في هذا البلد.

ولفت الوزير الروسي إلى أن أسباب هذه المشاكل الإنسانية في سورية تعود خاصة إلى (العقوبات غير القانونية واحتلال قوات أجنبية لأراض وموارد طبيعية وهيدروكربونات وأراض خصبة تابعة لسورية).

وقال لافروف إنه لا يعتبر أن الخطر الذي يشكله تنظيم (داعش) في سورية والعراق ارتفع بشكل ملموس في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أن كلا الدولتين تمكنتا من إحباط خطط لإنشاء (الخلافة الإسلامية) في أراضيهما.

وأكد أن روسيا تؤيد بشكل نشط جهود حكومتي العراق وسورية الرامية إلى القضاء على فلول الإرهابيين، مشيراً إلى وجود تنظيمات إرهابية أخرى تشكل خطراً في الأراضي السورية، بالدرجة الأولى (هيئة تحرير الشام).

وتابع: (نعتقد أنه يتعين على الدول التي بررت وجودها العسكري غير القانوني في الأراضي السورية بمحاربة الإرهاب أن تعمل قبل كل شيء على إزالة هذا الخطر وليس احتلال أجزاء واسعة من الأراضي السورية واستغلال مواردها الطبيعية بشكل غير قانوني).

العدد 1104 - 24/4/2024