لقاء مع الحزب الشيوعي الكندي

كندا – يوسف فرحة:

بتاريخ 11 نيسان 2021، جرى لقاء بين الشيوعيين السوريين في كندا وأمريكا، مع وفد الحزب الشيوعي الكندي برئاسة الرفيقة أليزابيت روللي (رئيسة الحزب).

افتتح الاجتماع الرفيق يوسف فرحة مرحباً بالرفيقة أليزابيت (رئيسة الحزب الشيوعي الكندي) والوفد المرافق، وقدّم الرفاق السوريين المشاركين وهم الرفيق يوسف طربوش_ الرفيقة ريما_ والرفاق: خالد_ عيسى عيسى_ سامر_ تامر_ سامر بشارة_ رعد_ طلال إمام. ثم تفضلت الرفيقة بتقديم الرفاق المشاركين من الحزب الشيوعي الكندي، وهم الرفيق ميغيل فيغورا (رئيس مجلس السلم الكندي) والرفيق جيي واتس (رئيس اللجنة المركزية في تورنتو) والرفيق أدريان (مسؤول التنظيم في مقاطعة كويبيك، ومسؤول اتحاد الشباب الشيوعي في الحزب).

شكر الرفيق يوسف فرحة الرفيقة أليزابيت على تقديمها الوفد المرافق، ثم تحدث عن الأزمة السورية منذ عام 2011 حتى اليوم.

مقدمة: سورية منارة التاريخ استقبلت جميع اللاجئين الذين فرّوا من بلادهم بسبب الحروب. سورية كانت مركزاً ثقافياً لكل العالم العربي.

– الإرهاب الهمجي المتوحش دمر المعالم الأثرية التاريخية دليل الحضارة السورية العظيمة، في كل أرض سورية دنسها. دمروا تمثال رأس المعري ألمع المثقفين العرب وقتلوا ابن الثمانين عاماً الدكتور الشهيد خالد الأسعد، الحارس العظيم لآثار تدمر الذي دفع حياته دفاعاً عنها.

حزبنا الشيوعي السوري الموحد أعلن منذ بداية الأحداث أن هناك أسباباً داخلية سياسية واقتصادية واجتماعية للأزمة السورية، إلى جانب التآمر الخارجي، وأن لا حلّ عسكرياً لهذه الأزمة، مع تأكيدنا ضرورة تلبية متطلبات الشعب المحقة، والتخلي عن السياسات الاقتصادية الليبرالية التي جوعت الشعب السوري، إلى جانب العقوبات والحصار الظالم المفروض علينا، وجائحة كورونا. وأكد ضرورة الحفاظ على السيادة السورية– ونرى أن عرقلة جهود الحل السلمي تتحملها الإدارة الأمريكية وحلفاؤها والكيان الصهيوني بهدف إركاع سورية.

هناك شركاء وحلفاء لقوى العدوان من ميليشيات عميلة للمحتل الأمريكي والتركي، ومافيات الفساد الذين كدسوا مليارات الدولارات على حساب معاناة الشعب السوري.

يؤكد حزبنا ضرورة إصلاح النظام السياسي باتجاه الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون.

عشر سنوات سوداء مرت على سورية كان فيها الكثير من القتل والتدمير، ولكننا سنعيد بناءها سورية الجميلة بلد الياسمين، بدعم شرفاء العالم وخاصة الشيوعيين، أنتم يا من وقفتم معنا دائماً تحية لكم.

الرفيقة أليزابيت (رئيسة الحزب الشيوعي الكندي): تحدثت أولاً عن التضامن بين الحزب الشيوعي الكندي والشيوعيين السوريين قائلة:

– إننا نريد معلومات أكثر عن سورية ودور سورية – التضامن مع سورية من خلال التصدي للهجمة الإعلامية الإمبريالية النشطة ضد سورية، وكذلك على وسائل التواصل الاجتماعي سنبقى على دعمنا لنضال السوريين ضد الامبريالية الأمريكية. ماهي رؤيتكم؟ وما هو المطلوب الآن؟ وكيف نستطيع مساعدتكم من خلال التضامن معكم؟

ثم قدمت حديثاً عن الوضع الداخلي الكندي، ووضع الانتخابات المقبلة في كندا التي يعد لها الحزب الليبرالي، وغالباً ستكون بعد جائحة كورونا، وأن الليبراليين سيتخذون هذا الوضع ذريعة للاستمرار بالأجندة الرأسمالية نفسها، واستمرار دعم الناتو وزيادة عدد الجنود الكنديين حول العالم – مبينة أن كندا لم تكن متورطة في الحروب قبل 25 – 30عاماً ومنذ حرب كوريا كما هي عليه اليوم – تغيرت السياسة الكندية، فأصبحت تتدخل بشؤون الدول الأخرى من يوغوسلافيا إلى ليبيا وسورية وفنزويلا، كما غيرت سياستها تجاه كوبا – صارت كندا أكثر تعاضداً مع السياسة الأمريكية.

نعمل على خفض ميزانية التسلح التي وصلت إلى 11.5 مليار دولار، مما أدى لانخفاض مستوى الخدمات ومعيشة الكنديين – وسنبقى نناضل من أجل مصالح الطبقة العاملة في بلدنا ومن أجل زيادة الإنفاق لصالح الفقراء.

– في بياناتنا الانتخابية أكدنا ضرورة أن نجعل كندا سلمية. وضع العمال الكنديين ضاعوا بين المواقف من الحرب والسلم بسبب الدعاية والسياسات الإمبريالية – الضياع الإيديولوجي العالمي حول النضال لوقف الحروب – هناك حركات في كندا والولايات المتحدة يمكن وصفها بحركات فاشية– اعتداءات متكررة على مواطنين آسيويين ومسلمين – كما أكدت في حديثها أهمية دور مجلس السلم الكندي كجزء من الحركة السلمية في العالم.

وتحدث الرفيق ميغيل فيغورا (رئيس مجلس السلم الكندي) قائلاً: نرحب وندعم الشيوعيين في سورية، ونتمنى أن يتوحدوا ونود أن نقدم كل ما يمكن من أجل وحدة الشيوعيين السوريين ونحن أصدقاء مع الحزبين. عام 2017 التقيت مع الرفيقين حنين نمر وعمار بكداش، وكان انطباعي أنه على الرغم من الخلاف التاريخي حول قضايا فكرية وسياسية، فإن ما يوحد الحزبين أكثر مما يفرقهم، ونحن نرى أن العمل المشترك ممكن.

– وعن عمل مجلس السلم في التضامن السوري الكندي – عملنا على دعم سورية في كندا في مختلف المناسبات ضد الحرب العدوانية التي شنت عليها، من خلال عدة اعتصامات أمام القنصلية الأمريكية في تورونتو ومونتريال وغيرها من المدن الكندية، وعملنا مع مجلس السلم العالمي لمواجهة البروباغاندا الإعلامية للغرب الإمبريالي الذي يسيء إلى سورية وفنزويلا وكوبا وغيرها – ومع منظمة هاملتون والرفيق كينستون ضد الحرب، وكذلك ضد الضغط على الصين والحرب الباردة التي يشنها الغرب الإمبريالي عليها- وقفنا إلى جانب الفلسطينيين وندعم وحدة الموقف الفلسطيني السوري وضد الانقسامات الفلسطينية – عملنا الكثير مع الإعلام في كندا والولايات المتحدة ضد العقوبات والحصار الذي تفرضه الإمبريالية الأمريكية على سورية، وضد سرقة النفط والقمح السوري، مما أدى إلى الأزمة الإنسانية التي تزداد أكثر فأكثر على الشعب السوري خاصة مع جائحة كورونا. إننا ندعم وحدة سورية الجغرافية ونعمل على دحض الدعاية الأمريكية حول الحكومة السورية، لذلك سنبقى مهتمين بالحوار معكم.

الرفيق سامر طربوش قال: نؤمن بحتمية نشوء الحزب الشيوعي الكندي وحزب العمال الكندي عام 1921 خلال الصراع الطبقي في ظروف كندا الرأسمالية المعقدة وصموده. ونفخر بتاريخه النضالي ضد الإمبريالية العالمية ومن أجل انتصار الاشتراكية خلال 100 عام، ونهنئكم بالذكرى المئوية للتأسيس، ونأسف للانقسامات في صفوف الشيوعيين الكنديين.

الرفيق سامر بشارة: تحدث عن اتحاد الشباب الديمقراطي في سورية الذي تأسس بتاريخ 5 نيسان 1949 ومشاركته في النضال الوطني، ووقف ضد جرائم الإخوان المسلمين مع الشعب السوري، وفي المقاومة الوطنية اللبنانية ضد العدو الإسرائيلي، وقدّم شهداء منهم الرفاق نضال آل رشي، وحكمت قطان. انسجمت مواقف الاتحاد مع مواقف الحزب الشيوعي السوري قبل الانقسامات وبعدها برفض العنف والحرب على سورية، وتطوع رفاقنا في تقديم الدعم للمهجرين وتقديم الخدمات الصحية في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري.

الرفيق عيسى عيسى أكد للرفاق الكنديين أن من المهم بالنسبة لنا تفسير القرار 2254 حسب وجهة نظر الحكومة السورية وبما ينسجم مع مصلحة سورية ووحدة الأرض والشعب السوري.

الرفيق طلال إمام من السويد: عقّب على تصاعد الفاشية الجديدة في أوربا والعالم، وتحدث عن العمل المشترك مع الشيوعيين في السويد في هيئة التضامن مع سورية.

الرفيق يوسف طربوش: إن ما جرى في سورية عام 2011 يعود لسببين:

– داخلي يتمثل في انتهاج الحكومة السورية سياسة السوق الاقتصادي النيو ليبرالي، وتهميش شرائح واسعة من الشباب.

– خارجي تمثل في رفض سورية الامتثال لإملاءات أمريكا وحلفائها، بإنهاء تحالفها مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية وقطع العلاقة مع إيران وروسيا، وموقفها الرافض لغزو العراق.

قامت دول الخليج وتركيا بدعم من امريكا وإسرائيل بإدخال عشرات الالاف من المسلحين الإرهابيين من عدة دول عبر الحدود الأردنية والتركية واللبنانية، وتزويدهم بالأسلحة والأموال حتى أصبحت دمشق مهددة بالسقوط – تدخلت روسيا عام 2015 بطلب من الحكومة السورية، فاستعادت سورية حوالي 75%من الأرض السورية، وساهمت جهود التسوية السياسية عبر مؤتمر جنيف ومؤتمر سوتشي وتفاهمات أستانا بين روسيا وتركيا وإيران في تخفيف حدة المعارك، لكن الحصار المفروض على سورية من أمريكا وحلفائها ساهم بزيادة معاناة السوريين في ظل جائحة كورونا.

أمريكا وحلفاؤها يعملون على عرقلة الحل السياسي السلمي حسب القرار 2254 – التناقض بين دول الخليج وتركيا، وبرود علاقاتها مع إدارة بايدن، كذلك تحسن مواقف بعض الدول العربية مثل الجزائر ولبنان والعراق ومصر، ومساعي الدبلوماسية الروسية ربما يؤشر لتفاهمات معينة  للحل السياسي.

الرفيق جيي واتس (رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكندي في أونتاريو) تساءل عن دور مختلف القوى في الشمال السوري وعلاقتهم بإسرائيل.

الرفيق آدريان (مسؤول تنظيم الشباب الشيوعي الكندي في مونتريال) تحدث عن خصوصية العمل في مقاطعة كيبيك الكندية – وعن تجربة العمل بين الشباب قائلاً: لدينا علاقات جيدة مع اتحادات الشباب من الحزبين في سورية ونطمح إلى الأفضل، وقال: نحن الشباب ضد الإمبريالية الأمريكية، ونرى أن بايدن ليس بوارد وقف العدوان على سورية وإيران وكذلك الصين. وندعم سورية ودورها المهم في النضال ضد الإمبريالية العالمية.

الرفيق يوسف فرحة: أخطر ما يواجه سورية اليوم حالة اللاحرب واللاسلم وتمركز جيوش المرتزقة والإرهاب على حدود إدلب، والشمال السوري، إلى جانب الاحتلال التركي والأمريكي والتابعين لهم، الذين ينهبون ما تبقّى من غذاء سورية ونفطها.

المطلوب اليوم وقف سيطرة مافيات السوق التي تتحكم بلقمة عيش المواطن.

حكومة وطنية هدفها الأول معيشة المواطن والتخلي عن السياسة الاقتصادية الليبرالية التي أضرت بالشعب السوري إلى حد الكارثة.

تحرير سورية من كل الاحتلالات والحفاظ على خيراتها التي يسرقها المحتلون.

كان هذا هو الاجتماع الأول والهام جداً مع الرفاق من قيادة الحزب الشيوعي الكندي، استمر ساعتين ونصف الساعة من الحوار، الذي بيّن حرارة العلاقات بيننا وأهمية القضايا المشتركة، في النضال ضد الإمبريالية العالمية والصهيونية، وقد شارك الرفاق جميعاً في النقاشات والأسئلة المطروحة من الجانبين.

– شكر خاص من جميع رفاقنا السوريين والكنديين للرفيق سامر طربوش على إدارته الفعلية للحوار وحرصه على الترجمة للرفاق من الطرفين.

– نقدر عالياً موقف الرفاق الكنديين إلى جانب سورية، سواء في إصدار البيانات أو الدعوة للاعتصامات المتكررة أمام القنصلية الأمريكية وأمام البرلمان الكندي، للتنديد بمشاركة كندا في العدوان وكان شعار (ارفعوا أيديكم عن سورية) هو الصوت الأقوى فيها، وجرى الاتفاق على متابعة اللقاءات والتواصل الدائم.

إننا نقدر عالياً مواقف الحزب الشيوعي الكندي إلى جانب قضايانا العادلة في كل المحافل الدولية، ونتطلع إلى استمرار هذه العلاقة الرفاقية وتوطيدها لمصلحة الحزبين والشعبين السوري والكندي.

العدد 1102 - 03/4/2024