الولايات المتحدة تفرض عقوبات على 32 كياناً وشخصية روسية.. الخارجية الروسية: العقوبات الأمريكية ضد روسيا تتعارض مع مصالح شعبي البلدين

أعلنت واشنطن عن فرض عقوبات ضد 32 كياناً وشخصية روسية، على خلفية المزاعم حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الماضية، وكذلك عقوبات ضد 5 أفراد و3 شركات في شبه جزيرة القرم.

كذلك أعلن البيت الأبيض عن طرد 10 من أعضاء البعثة الدبلوماسية الروسية في واشنطن.

إضافة إلى ذلك، حظرت الولايات المتحدة على شركاتها الشراء المباشر لسندات الدين الروسية الصادرة عن البنك المركزي، أو صندوق الثروة الوطني، أو وزارة المالية الروسية.

وحمّلت الإدارة الأمريكية رسمياً جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي مسؤولية الهجوم الإلكتروني، الذي استهدف شركة  .(SolarWinds)

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف إن موسكو ستتعامل مع العقوبات الأمريكية في حال فرضها على أساس مبدأ المعاملة بالمثل.

كذلك قال النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية، فلاديمير دجباروف، قبل إعلان الإدارة الأمريكية عن العقوبات، إنه إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد روسيا، فلن تتركها موسكو دون رد، وأكد أنه في حال طرد دبلوماسيين، سيكون رد موسكو مماثلاً.

من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الروسية تعليقاً على العقوبات الأمريكية التي أُعلن عنها يوم الخميس 15/4/2021، ضد روسيا، إن هذه العقوبات لا تستجيب لمصالح الشعبين.

وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن إجراءات إدارة الرئيس الأمريكي، جو بادين، لا تعكس اهتمام واشنطن بتطبيع العلاقات.

وحملت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، الإدارة الأمريكية مسؤولية ما يحدث بخصوص العلاقات مع روسيا، مشيرة إلى أن موسكو (أكدت مراراً أن مثل هذا النهج لا يستجيب لمصالح شعبي القوتين النوويتين الرئيسيتين اللتين تتحملان المسؤولية التاريخية عن مصير العالم).

وأضافت: (في حديثه مع الرئيس الروسي، أعرب جو بايدن عن اهتمامه بتطبيع العلاقات الروسية – الأمريكية، لكن تصرفات إدارته (بايدن) تظهر عكس ذلك).

وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يعتبر أن لقاءه المرتقب مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، سيكون حاسماً لوقف التصعيد في العلاقات بين البلدين.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس 15/4/2021 بعد إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات واسعة على الطرف الروسي: (لقد أكدنا أننا نريد علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤ مع روسيا. لا نريد ولا نتوقع أن تنحدر… لكننا سنحمي مصالحنا القومية وسنعاقب الحكومة الروسية على الإجراءات، التي تضر سيادتنا). وأضاف المسؤول: (نعتقد أن إجراء لقاء بين الزعيمين خلال الأشهر القريبة مع مناقشة الدائرة الكاملة للعلاقات الثنائية سيكون أمراً حاسماً لإيجاد سبيل مستدام وفعال للمضي قدماً ووقف التصعيد). وشدد المصدر ذاته على أن الطرف الأمريكي يحتفظ بحقه في اتخاذ إجراءات جديدة في حال رد روسيا على عقوبات اليوم.

كما أضاف أن بايدن أبلغ بوتين خلال اتصال جرى بينهما في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على روسيا على خلفية الهجوم السيبراني على (SolarWind) وما تصفه واشنطن بالتدخل في الانتخابات الأمريكية عام 2020.

وفي تطور لاحق، أعلنت روسيا اتخاذها إجراءات للرد على العقوبات من قبل الولايات المتحدة، بينها طرد 10 دبلوماسيين أمريكيين، مؤكدة أن هذه الخطوات تمثل فقط جزءاً من الإمكانيات المتوفرة لديها.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان: (لا يمكن أن يبقى هجوم جديد على بلادنا من قبل إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، دون رد. يبدو أن واشنطن لا تريد أن تقتنع بأنه لا مكان لسياسات الإملاء أحادي الجانب في الظروف الجيوسياسية الجديدة، بينما تهدد السيناريوهات المفلسة لردع موسكو والتي تواصل الولايات المتحدة الرهان عليها بقصر النظر، بمزيد من التدهور في العلاقات الروسية الأمريكية).

وأضافت الوزارة: (في ظل هذه التطورات تأتي دعوات منافقة من الجانب الآخر للمحيط إلى الامتناع عن التصعيد وعملياً إلى الموافقة على محاولات التحدث معنا من موقف القوة. حذرنا وأكدنا مراراً في العمل أن الضغوط عبر العقوبات أو أي آليات أخرى لا آفاق لها، بل إنها ستعود بتداعيات مضرة بالنسبة لهؤلاء الذين يقدمون على مثل هذه الاستفزازات).

وقالت الوزارة إنه سيتم قريباً رداً على العقوبات الأمريكي ضد روسيا اتخاذ إجراءات جوابية تشمل ترحيل موظفين تابعين للبعثات الدبلوماسية الأمريكية في روسيا بعدد يساوي المرحلين ضمن خطوة الولايات المتحدة.

كما أشارت الوزارة إلى سرعة تأييد بولندا للإجراءات الأمريكية، إذ أعلنت وارسو طرد 3 دبلوماسيين روس، فردت الخارجية الروسية بترحيل 5 دبلوماسيين بولنديين.

وذكرت الخارجية الروسية أنها خفضت عدد تأشيرات الدخول للموظفين الأمريكيين المرسلين إلى روسيا للعمل في البعثات الدبلوماسيين على أساس قصير المدى إلى 10 فقط، بناء على مبدأ الرد بالمثل، إضافة إلى قرار فرض حظر على توظيف العاملين الإداريين والفنيين في البعثات الدبلوماسية للولايات المتحدة من بين مواطني روسيا أو أي دول ثالثة.

كما أفادت الوزارة بأنها تخطط لإنهاء أنشطة الصناديق والمنظمات غير الحكومية الأمريكية، الخاضعة لسيطرة وزارة الخارجية أو المؤسسات الحكومية الأخرى للولايات المتحدة، في أراضي روسيا.

وتابعت الخارجية الروسية مشددة: (هذه الخطوات ليست إلا جزءاً من الإمكانيات المتوفرة لدينا. التهديدات الموجودة في التصريحات الأمريكية بفرض عقوبات جديدة تظهر للأسف أن واشنطن لا تريد أن تسمعنا وأنها لا تقدّر مدى ضبط النفس الذي نبديه بصرف النظر عن الدرجة العالية للتوتر الذي يتم تأجيجه بالتعمد منذ فترة رئاسة باراك أوباما).

كما فرضت السلطات الروسية، حظراً على دخول 8 مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين إلى أراضي روسيا في إطار الرد على سياسة العقوبات من قبل الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن سلطات البلاد قررت، رداً على عقوبات فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فرض حظر على دخول أراضي البلاد بحق مجموعة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين متورطين في تطبيق النهج المعادي لروسيا.

وأوضحت الوزارة أن هذه الإجراءات تخص كلا من المدعي العام الأمريكي، ميريك غارلاند، ومدير المكتب الفدرالي للمعتقلات الأمريكي، مايكل كارفاخال، ووزير الأمن الداخلي الأمريكي، أليخاندرو مايوركاس، ومستشارة الرئيس الأمريكي للسياسة الداخلية، سيوزان رايس، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي، كريستوفر راي، ومديرة هيئة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، أفريل هينس.

كما تشمل هذه العقوبات المستشار السابق للبيت الأبيض للأمن القومي، جون بولتون، والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، روبيرت وولسي.

العدد 1102 - 03/4/2024