لافروف: الجولة المقبلة لاجتماعات (الدستورية السورية) ستكون جديدة نوعياً .. بيدرسون: مسيرة الصراع في سورية (كارثية)
كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن هناك اتفاقاً على أن تتضمن الجولة المقبلة للجنة الدستورية السورية عنصراً جديداً يميزها عن كل الجولات السابقة.
وأشار لافروف خلال مشاركته في أعمال منتدى (فالداي) الدولي للحوار في موسكو يوم الأربعاء 31/3/2021، إلى أن موسكو تعمل عبر اتصالاتها مع المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون وممثلي الحكومة والمعارضة السوريتين، على دفع الأطراف للتقارب.
وقال: (الاجتماع المقبل للجنة الدستورية الذي كان مقرراً قبل حلول شهر رمضان، ولا نزال نأمل في إمكانية إجرائه في موعده، يتوقع أن يكون جديداً نوعياً، لأنه للمرة الأولى تم الاتفاق على يعقد رئيسا وفدي الحكومة والمعارضة خلاله لقاء مباشراً فيما بينهما).
وأضاف لافروف إن بيدرسون عبر عن ترحيبه بهذا الاتفاق، (الذي ساعدت روسيا في التوصل إليه ونأمل أن يتحقق).
من جهة أخرى، وصف المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون مسيرة الصراع في البلاد التي أنهت عشر سنوات من الحرب بأنها (كارثية).
وخلال مداخلة له على هامش النسخة الخامسة من مؤتمر دعم اللاجئين السوريين، قدّم بيدرسون (صورة كاملة عن الوضع المتهالك في سورية على كل الصعد)، وأشار إلى أنه (رغم الهدوء النسبي على المسار العسكري، الا أن مسيرة هذا الصراع كارثية).
وجدد بيدرسون دعوته للغرب لتخفيف العقوبات المفروضة على سورية، من أجل السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية والطبية لكل المحتاجين إليها.
وطالب المسؤول الأممي المجتمع الدولي (بتدعيم وتمديد تفويض الأمم المتحدة للعمل في سورية، معلناً أنه يعمل على إجراء اتصالات من أجل تنظيم جولة سادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية).
من جهة اخرى كشف لافروف أن العديد من الأطراف ومنهم أوربيون يخشون من تأثير ما يسمى (قانون قيصر) الأمريكي عليهم، في حال قيامهم بأي تعاون اقتصادي مع سورية.
ورداً على سؤال حول الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، قال لافروف في مقابلة مع برنامج اللعبة الكبرى على قناة روسيا1: (انظروا ماذا يحدث في سورية نتيجة قانون قيصر، إذ يقول المحاورون معي من أوربا ومن المنطقة أيضاً، وبطريقة الهمس: إنهم خائفون، هذا القانون منع أي فرصة لهم من إدارة الشؤون الاقتصادية بطريقة ما مع سورية).
وحمّل لافروف الولايات المتحدة المسؤولية عن ظهور تنظيم (داعش) الإرهابي مؤكداً أن أفعال واشنطن حولت ليبيا إلى (ثقب أسود).
وأشار لافروف إلى الأحداث المأساوية التي مر بها العراق وليبيا في العقود الماضية سببها الولايات المتحدة وحلفاؤها تحت شعارات (الديمقراطية وحقوق الإنسان). وقال: (يمكن الاقتصار على التذكير بعدد ضحايا الحرب التي أجّجها الأمريكيون في العراق وهو يقدر بمئات آلاف الأشخاص، كما يمكن التذكير بأن حكم رئيس الإدارة الأمريكية في العراق بول بريمر سيّئ الصيت نتج عنه قيام تنظيم (داعش) الإرهابي).
ولفت لافروف إلى أن التدخل في شؤون ليبيا نتج عنه أن (تحولت إلى ثقب أسود تتوجه منها إلى الشمال حشود من اللاجئين يعاني منها الاتحاد الأوربي ولا يعلم كيفية التعامل معها.. وإلى الجنوب سيل غير مشروع من الأسلحة والإرهابيين الذين تعاني منهم منطقة الصحراء والساحل الإفريقي).
وحول توقيت عودة السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف إلى واشنطن، أعلن لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحسم هذه المسألة، مشيراً إلى أن أنطونوف يجري مشاورات في وزارة الخارجية، وقد التقى بلجان الشؤون الدولية في مجلس الدوما ومجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية الروسية، ولفت لافروف إلى أن الجانب الروسي يجرى تحليلاً للمرحلة الحالية من العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد الخطاب الشائن وغير المسبوق للرئيس الأمريكي جو بايدن، مبيّناً أن الولايات المتحدة بدأت عملياً تدمير العلاقات مع روسيا قبل ذلك بوقت طويل ومنذ إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وأوضح لافروف أن العلاقات بين روسيا والغرب وصلت إلى الحضيض، معرباً عن أمله في أن يعي الجميع المخاطر المرتبطة بذلك.
وقال لافروف إن روسيا والصين لا تعتزمان اتخاذ إجراءات انتقامية مشتركة ضد العقوبات الغربية، ولا حاجة لإنشاء تحالف عسكري بالقياس مع حلف الناتو، لافتاً إلى أن الناتو ينتمي الى تحالفات حقبة الحرب الباردة ولا يتوافق مع التعددية القطبية ومنظور العصر الحديث.
وأكد لافروف أن مستوى التعاون بين روسيا والصين مستمر في التعزيز النوعي، ويجري حالياً إعداد وثيقة أخرى ليوقعها رئيسا البلدين خلال الاحتفال بالذكرى العشرين لمعاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بينهما.