منجز علمي جديد في محطة بحوث عرى بالسويداء.. قطيع يجمع صفات الماعز الجبلي والشامي

السويداء- معين حمد العماطوري:

أنجز الباحث المهندس جواد شرف بحثاً علمياً يعدّ الأول سورياً، وفق ما أشارت إليه الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، ومركز بحوث السويداء، فقد جرى اعتماد سلالة جديدة من الماعز الخليط ضمن محطة بحوث عرى، تحمل مواصفات إنتاجية جيدة ومواصفات تأقلم وقدرة على الرعي ايضا عالية، وتُوّج هذا الإنجاز باعتماد السيد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية لسلالة الماعز الخليط SF كأول عرق خليط في الجمهورية العربية السورية.

وبيّن الباحث المهندس جواد شرف أن الهدف كان إنتاج هجين وراثي يجمع بين صفات الماعز الجبلي وصفات الماعز الشامي، وقد بدأ العمل به منذ عام 1994 من قبل الزملاء في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، على خطّين من التلقيح التهجين:

  • الخط الأول ماعز جبلي إناث مع ذكور شامية.
  • والخط الثاني ماعز شامي إناث مع ذكور جبلية.

وذلك لإنتاج الجيل الأول F1 بكلا الخطين ، الذي يتميز بنسبة خلط 50% جبلي+ 50% شامي، جرى الانتخاب للبنات الأفضل من الناحية الإنتاجية والشكلية، وباتجاه اللون الأسود والأنف المحدّب قليلاً، ثم جرى تزاوج تلك البنات رجعياً مع آبائها بكلا الخطين لتكوين الجيل الثانيF2، وجرى الانتخاب للصفات المرغوبة من الإناث والذكور في كلا الخطين، ثم التلقيح ما بين الخطوط الأول والثاني F2 لإنتاج الجيل الثالث F3، الحامل لنسب خلط وراثي هي 50% جبلي+50% شامي، المعروف بـ (قطيع الـ SF) الموجود حالياً في المحطة موضوع البحث، وأشار إلى أن منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا تشتمل على مراكز الاستئناس للعديد من الأنواع الحيوانية الرئيسية الأبقار والأغنام والماعز، وبالتالي فإن تلك الأنواع أكثر من غيرها امتلاكاً لتنوّع وراثي ثمين وفريد، إذ يتباين بشكل كبير حسب مناخ المناطق والبيئات الإنتاجية، ويشمل على العديد من البيئات القاسية الجامعة بين ارتفاع درجات الحرارة والظروف القاحلة، والتي تعطي السلالات في المنطقة ميزةً نسبية، في مقابل السلالات الغريبة الأجنبية المدخلة بهدف الإنتاجية الأكثر، لذلك كان لا بد من التوجه إلى القواعد الوراثية الأصيلة في المنطقة، والمتأقلمة على مدى آلاف السنين مع الظروف المناخية والبيئية فيها، للعمل على تحسين إنتاجياتها بالعمل التربوي الصحيح، من خلال الانتخاب داخل هذه السلالات والعروق للصفات الأفضل إنتاجياً، والقيام بعمليات الخلط الوراثي للسلالات المحلية ذوات الصفات المميزة حسب كل سلالة، فيتكون لدينا ناتج يجمع بين صفات تلك السلالات حسب نسبة الخلط المتبعة بخطة إنتاج هذا الحيوان، وكانت رؤية الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية العمل على قطيع الماعز الجبلي في محطة بحوث عرى لإنتاج هجين ما بين سلالة الماعز الجبلي، المتصفة بصفات السلالة النقية والمتأقلمة مع البيئات الجبلية الوعرة والظروف المناخية الصعبة، والمتصفة بقدرتها العالية على الرعي في مختلف الظروف ومقاومة الأمراض، مع سلالة الماعز الشامي الذي يعتبر عالمياً من أهم السلالات ثنائية الغرض على صعيد المؤشرات الإنتاجية (نسبة الولادات التوءمية وكمية الحليب خلال الموسم وكتلة الميلاد وكتلة الفطام).

 

الهدف الاستراتيجي

– الاستفادة من التباين الوراثي بين تلك السلالتين.

– الاستفادة من الصفات الإنتاجية المهمة في الماعز الشامي بما يقابلها من صفات التأقلم والمقاومة للأمراض والظروف البيئية والمناخية في الماعز الجبلي.

– ولأن التربية الخليطة هي الطريقة البديلة لتحسين السلالة وراثياً، للفوائد الكبرى التي يمكن أن تجنى منها مقارنة بالتربية الأصيلة، وذلك لكونها أسرع وخلال أمد أقصر تحقق التحسين الوراثي المخطط له، فهي تحتاج إلى سنوات أقل من مثيلاتها من طرق التربية، فيمكن استخدامها في الخلط المستديم لإنتاج حيوانات خليطة بصفة مستمرة، للاستفادة من قوة الهجين الموجودة في الجيل الأول والتي لا تورث، وبالتالي الاستفادة منها اقتصادياً في سوق اللحوم، أو تغيير السلالة المحلية بالتدريج، كما حصل في مشروع تدريج الأبقار المحلية لعرق الفريزيان السوري، أو عمل سلالة جديدة مركبة تجمع بين صفات مرغوبة من سلالتين أو أكثر كأبقار السانتاجرترودس الناشئة عن الشورتهورن+ البراهما، وأغنام الكولمبيا الناشئة عن الرامبولييه+ اللنكولن، وأبقار الفريزيان الأوربي الناشئة من أكثر من خمسة عروق أوربية أو ستة.

وأشار المهندس علي هوارين (رئيس محطة بحوث عرى للماعز الجبلي بالسويداء) أنه جرى في المحطة إنتاج حيوانات ثنائية الغرض باحتياجات مقبولة، وإنتاج يعتبر ممتازاً بالنسبة للقطعان المحلية السرحية في المحافظة والقطر، وتوصلنا إلى مجموعة مقترحات:

– اعتماد قطيع الخليط في محطة بحوث عرى ليضاف إلى المجموع الوراثي للعروق المحلية في سورية.

– اعتبار القطعان السرحية في المحافظة مجموعاً وراثياً قائماً بذاته بحاجة ماسة إلى التحسين باتجاه الصفات الإنتاجية، وذلك لانخفاض المتوسط العام لديها.

– استبعاد ذكور التلقيح البلدية عند المربّين خلال موسم التلقيح، والاستعاضة عنها بذكور الماعز الشامي المحسن أو الجبلي المحسن أو الـ SF المحسن ضمن استراتيجية مدروسة، لتغيير الواقع الحالي للقطعان السرحية باتجاه تدريجها للجبلي أو الشامي أو الخليط SF.

– إنشاء محطات رديفة للتربية في مناطق توزع القطعان البلدية والمحلية وانتشارها في المحافظة والمحافظات الأخرى، مستفيدة من القواعد الوراثية الأصيلة والمنتخبة في محطات التربية والتحسين الوراثي في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، لتحسين واقع الماعز المحلي في تلك المناطق أولاً والمحافظة عليه في بيئات مختلفة ثانياً.

العدد 1102 - 03/4/2024