بيان الجبهة الوطنية التقدمية في الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقتها (1972-2021)

تحتفل الجبهة الوطنية التقدمية وأحزابها وكل الشرفاء الوطنيين بالذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقتها المظفرة في السابع من آذار 1972، بعد عام من المباحثات التي جمعت الأحزاب السورية العريقة، بمبادرة من القائد المؤسس الرئيس حافظ الأسد، مثلما وعد السوريين في بيان القيادة القطرية المؤقتة مساء السادس عشر من تشرين الثاني 1970يوم التصحيح المجيد، لتبدأ صفحة نقية بيضاء من العمل الحزبي في وطننا على كل صعيد.

لقد شكلت هذه التجربة غير المسبوقة في وطننا العربي ظاهرة جديدة وحدثاً بالغ التأثير والأهمية في الحياة السياسية، وظلت رائدة في توجهاتها الوطنية والتقدمية ومشاركتها في القرار السياسي ومفاصل فاعلة ومؤثرة في الدولة، كمجلس الشعب والحكومة والإدارة المحلية، وظهر التعاون الجبهوي جلياً في المنظمات الشعبية والنقابات المهنية.

وأمست إنجازاً مميزاً من منجزات التصحيح ولاسيما دورها في معركتي البناء والتحرير، وما قدمته من أجل تعزيز الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية استعداداً لخوض معركة التحرير في السادس من تشرين الأول 1973 ومعركة البناء والتصدي بشجاعة لكل ما كان يدبّر لسورية.

نحتفل اليوم بهذه الذكرى العظيمة ووطننا يمر بمنعطف خطير وحاسم يتمثل في مواجهة التحدي الكبير للإرهاب وللاحتلال، بعد عقد من المواجهة البطولية والصمود الأسطوري لجيشنا البطل وقواتنا المسلحة، وما نشهده اليوم من حصار اقتصادي وعقوبات ظالمة تشارك بها قوى إقليمية ودولية على شعبنا وأمتنا.

وها هي الجبهة على بعد عام من الاحتفال بيوبيلها الذهبي صامدة متماسكة تتطلع إلى مزيد من المشاركة والمساهمة بكل إيجابية وتفاعل، وبكل حرص على إعلاء شأن القيم الوطنية في حياتنا العامة.

ومثلما قدمت الجبهة نموذجاً عظيماً في الحياة الحزبية والسياسية لترسيخ الوحدة الوطنية ، وتماسك الجبهة الداخلية، فهي اليوم أكثر التزاماً بما تتطلبه مواجهة التحديات ذاتها، والاضطلاع بالمهام الكبرى نظراً للواقع الذي أفرزته الحرب الظالمة وما تحتاجه مقاومة الحرب الاقتصادية من تضافر الجهود وتوحيد الرؤى لجهة الاعتماد على الذات في دعم عجلة الإنتاج وتلبية حاجات المواطنين المعيشية، وتشجيع المشاريع الإنتاجية المتوسطة والصغيرة لرفد الاقتصاد الوطني، لتشكل الدعامة الأساسية للاستمرار في مواجهة الحصار والاستمرار في مواجهة الإرهاب. 

 إن مسؤوليات الجبهة الوطنية التقدمية اليوم أكبر من أي وقت مضى، وإذا كانت قد أنجزت وحدة القوى الوطنية في مرحلة حاسمة من حياة البلاد عاشتها في التمزق والتشرذم والقلق السياسي، فإنها اليوم هي البوابة الواسعة للحفاظ على الثوابت الوطنية من كل تفتت يخدم الطامعين في بلادنا..

إن مستقبل الجبهة الوطنية التقدمية وآفاق تطور عملها بيد أحزابها ورهن إرادة قيادتها وكوادرها وقواها الشعبية بالقيام بمهام جدية ومسؤوليات نوعية تجاه التحديات التي تواجهنا جميعاً والمتمثلة بالإرهاب الاقتصادي، وإن هذه المسؤوليات النوعية تتطلب من أحزاب الجبهة استنفار طاقاتها وإمكاناتها باتجاه المشاركة الحقيقية في إيجاد الحلول للمسائل المعيشية والاجتماعية، ورفد المؤسسات المعنية بالأفكار والمقترحات العملية الكفيلة بإزالة العراقيل المحتملة أمام تنمية الإنتاج إلى أعلى حدود ممكنة، إضافة إلى متابعة صحة تطبيق الإجراءات الحكومية الهادفة للحد من آثار الحصار الاقتصادي الظالم، والمساهمة الفاعلة من قبل قيادات الفروع واللجان الجبهوية في ممارسة دورها في الرقابة الشعبية، وقد أبدى شعبنا تماسكاً وصموداً لافتاً في مواجهة الحرب الإرهابية على مدى العقد الأخير، وفي الوقت عينه تتحمل الجبهة بأحزابها ومكوناتها مهمة صيانة الوعي الجمعي في مواجهة محاولة تزييف المفاهيم والقيم الإنسانية لمجتمعنا والذي تعمل على وسائل الحرب الإعلامية والنفسية المعادية.

فلنرتقِ جميعاً إلى مستوى هذه الضرورة.

المجد والتحية لشهدائنا الأبرار طليعة انتصاراتنا الكبرى.

تحية لروح القائد المؤسس الرئيس الخالد حافظ الأسد.

تحية إكبار وإجلال لأرواح الشهداء الأبرار.

تحية لجيشنا البطل وقواتنا الباسلة.

تحية وفاء وولاء للسيد الرئيس بشار الأسد.                                               

   دمشق في 7 آذار2021م

                                                         القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية

العدد 1102 - 03/4/2024