بوتين وبايدن يجريان أول مكالمة بينهما ويعربان عن ارتياحهما للاتفاق على تمديد (ستارت 3).. ريابكوف: الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بخصوص تمديد معاهدة (ستارت 3) تم بشروط موسكو
أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، يوم الثلاثاء 26/1/2021، أول محادثات هاتفية بينهما، وقد أعربا عن ارتياحهما للتوصل إلى اتفاق حول تمديد معاهدة (ستارت 3).
وأفاد الكرملين، في بيان، بأن بوتين هنأ بايدن (بمناسبة توليه العمل في منصب الرئيس الأمريكي)، مشيراً إلى أن (تطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة سيخدم مصالح كلا البلدين والمجتمع الدولي برمته، علماً بمسؤوليتهما الخاصة عن دعم الأمن والاستقرار في العالم).
وذكر البيان أن الرئيسين (أعربا عن ارتياحهما لتبادل المذكرتين الدبلوماسيتين بصدد التوصل إلى اتفاق حول تمديد معاهدة نزع الأسلحة الاستراتيجية الهجومية).
وأوضح الكرملين في هذا السياق أن (الطرفين سيكملان خلال الأيام القريبة كل العمليات الضرورية الخاصة بضمان استمرار عمل هذه الآلية القانونية الدولية المهمة في مجال الحد المتبادل من الترسانات الصاروخية النووية).
وأردف الكرملين أن بوتين وبايدن ناقشا كذلك (القضايا الملحة للأجندتين الثنائية والدولية)، وقد تطرقا إلى (فرص التعاون في مكافحة المشكلة الحادة التي تمثلها جائحة فيروس كورونا، إضافة إلى مجالات أخرى بما في ذلك القطاع التجاري الاقتصادي).
وذكر أن المحادثات تناولت (الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من اتفاق السماوات المفتوحة، وقضية الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، والتسوية في أوكرانيا، وكذلك المبادرة الروسية بشأن عقد قمة للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة).
وشدد الكرملين على أن (المكالمة بين زعيمي روسيا والولايات المتحدة تميزت بشكل عام بطابع عملي وصريح)، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على الاستمرار في الاتصالات الثنائية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، في إفادة يومية إن بايدن تحدث مع بوتين عن القلق الأمريكي إزاء بعض الأنشطة الروسية منها معاملة المعارض المعتقل أليكسي نافالني.
وأضافت إن من الموضوعات التي تناولها الزعيمان اقتراح بايدن تمديد معاهدة (ستارت) للحد من الأسلحة النووية مع روسيا لـ5 سنوات، ودعم واشنطن (القوي لسيادة أوكرانيا).
وهذه المحادثات الهاتفية هي الأولى بين بوتين وبايدن منذ توليه منصب رئيس الولايات المتحدة يوم 20 كانون الثاني (يناير) ليحل محل سلفه، الجمهوري دونالد ترامب.
وسبق أن قالت السلطات الروسية إن العلاقات بين البلدين تشهد أسوأ حالاتها منذ 3 عقود، معربة عن أملها في اتباع إدارة الديمقراطي بايدن نهجاً لمنع وقوع أي تصعيد لاحق.
من جهة ثانية، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إن الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بخصوص تمديد معاهدة (ستارت 3) تم بشروط موسكو.
وأضاف ريابكوف يوم الثلاثاء 26/1/2021، للصحفيين، إن روسيا ترحب بقرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تمديد معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت 3)، وهذا هو القرار الصحيح، (وقد تم بشروط موسكو بشكل عام، هذا قرار مفيد للطرفين. إنه القرار الصحيح الوحيد. لدينا هامش كبير من الوقت لبدء وإجراء مفاوضات ثنائية متعمقة حول مجموعة كاملة من القضايا التي تؤثر على الاستقرار الاستراتيجي، لضمان أمن موثوق لدولتنا لفترة طويلة قادمة.. الاتفاق على التمديد تم بشروط موسكو).
إلى ذلك كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزارة الخارجية الروسية اليوم بإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن إبرام اتفاق بشأن تمديد معاهدة ستارت 3.
وجاء في بيان نشر يوم الأربعاء 27/1/2021: (تكليف وزارة الخارجية الروسية بإجراء مفاوضات مع الجانب الأمريكي بشأن هذه المعاهدة الدولية التي تتضمن البنود الرئيسية التي أقرتها الحكومة الروسية، وضمان إبرامها عند التوصل إلى اتفاق).
ووفقاً للبيان الحكومي الروسي، صدرت التعليمات بقبول والعمل باقتراح الحكومة الروسية بتوقيع اتفاقية دولية بشأن تمديد معاهدة ستارت 3 بين روسيا والولايات المتحدة حول تدابير زيادة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية التي أُبرمت بين الطرفين عام 2010.
يذكر أن معاهدة (ستارت 3) بين روسيا والولايات المتحدة دخلت حيز التنفيذ في 5 شباط (فبراير) 2011، وتنص على أن يخفض كل جانب ترساناته النووية بحيث لا يتجاوز العدد الإجمالي للأسلحة خلال سبع سنوات وفي المستقبل 700 صاروخ باليستي عابر للقارات، وصواريخ باليستية على الغواصات، وقاذفات القنابل الثقيلة. إضافة إلى 1550 رأساً حربياً و800 منصة إطلاق ثابتة وغير ثابتة.
واليوم، تبقى معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت 3)، المعاهدة الوحيدة بين روسيا والولايات المتحدة، لكنها تنتهي في 5 شباط (فبراير) 2021. وإذا لم يتم تمديدها، فلن تكون هناك معاهدات في العالم تحد من ترسانات أكبر القوى النووية.