الجزيرة تودع الرفيقة أم أوصمان

ودّعت الجزيرة السورية بتاريخ 29/1/2021 الرفيقة شمسة عزيز أحمد (أم أوصمان) الملقبة بـ(شمسة الشيوعية)، التي كانت بحق رمزاً من رموز السنديانة الحمراء، عاشت 100 عام (1924_ 2021) وهي تناضل من أجل حياة أفضل.. كانت معروفة في حي العنترية.. مجرد السؤال عن منزل شمسة الشيوعية فوراً كانوا يدلّونك على بيتها. حملت اللقب بشرف وعملت ليل نهار من أجل تربية أولادها خير تربية، إنها أمّ للشباب والبنات.. الأولاد جميعهم كانوا رفاقاً في الحزب الشيوعي السوري الموحد.

الرفيقة شمسة (أم أوصمان) كانت الأم الحنونة، لم تفارق الابتسامة وجهها رغم قساوة الحياة، ظل بيتها موئلاً للملاحقين في الظروف السرية.

عاشت فترة من الزمن في قرية خربة الشيخ، التي كانت بحق قلعة للشيوعيين، حيث ساهمت بتربية الرفاق القدامى أمثال الرفاق شلال وحسين عمرو.

تميزت شمسة الشيوعية بأخلاق وخصال نبيلة أبرزها الإخلاص والوفاء،

  هي الزهرة التي نبتت من قلب الحجر، تحدّت كل مصاعب الحياة وقسوتها من بؤس وفقر وحرمان، امرأة تمتعت بصفات استثنائية جمعت بين الطيبة والحنان مع الشدة والصرامة، فكانت تُبكي الحجر في الأتراح، وتُدخل الفرحة إلى كل قلب في الأفراح، وتجذب الجميع كباراً وصغاراً للاستماع إلى أحاديثها الشيّقة، كما كانت في مقدمة المسيرات النضالية، تفتخر بشيوعيتها وقوميتها وتحترم آراء الآخرين وقناعاتهم. وقفت دائماً إلى جانب المظلومين، واجهت ظلم الإقطاع، لم يثنِها الفقر ولا الظروف الصعبة عن قيادة نساء الحارة ضد الظلم.. لقد زرعت في أولادها حب الوطن والأهل والجيران، وكان أولادها مثالاً للإخلاص في الحي.

كرّمتها اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد في الجزيرة بمنحها درع المنظمة لدورها وجهودها وإخلاصها، واليوم ودعها رفاقها وأهلها ومحبوها إلى مثواها الأخير.. وقد أبّنها الرفيق عبد السلام عبد الله (عضو اللجنة المنطقية، عضو لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي) بالكلمات التالية:

الحضور الكريم، الرفاق الأعزاء!

نودّع اليوم رفيقة ولدت مع ميلاد الحزب الشيوعي السوري، وماتت وهي شيوعية مخلصة لحزبها ووطنها، إنها الرفيقة شمسة عزيز أحمد، الملقبة (شمسة شيوعي)، فهي من مواليد 1924 في أسرة فلاحية عانت كغيرها من الرفاق القدامى سياسات الظلم والاضطهاد.

حملت هموم المظلومين وكإحدى سمات الرفاق الشيوعيين بقيت محافظة وفية لمبادئ الاشتراكية، ومخلصة لتنقل إلى الجماهير سياسة الحزب الذي تخرج في مدرسته عدة أجيال، وترعرعت في مناخ النضال الوطني من أجل سورية الديمقراطية العلمانية.

للراحلة الذكر الطيب ولأهلها ولرفاقها ومحبيها طول البقاء، ولكم أيها الرفاق والأصدقاء الشكر على تحمّلكم عناء الحضور لمشاركتنا الوداع الأخير للرفيقة شمسة.

حضر التشييع جمعٌ غفير من الرفاق وأهالي حي العنترية.

اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد في الجزيرة

العدد 1102 - 03/4/2024