د. جورج عبود.. وداعاً!

شيّع أهالي جديدة عرطوز بريف دمشق الرفيق الدكتور جورج عبود إلى مثواه الأخير، وشارك في التشييع أصدقاء الفقيد ورفاقه.

وقد ألقت الرفيقة زينب نبّوه، كلمة الحزب الشيوعي السوري الموحد، في مراسم التشييع، في كنيسة القديس مارجورجيوس في جديدة عرطوز، ومما جاء فيها:

الإخوة رجال الدين الكرام، حضرة الكاهن الكريم يوحنا رزق!

أهالي بلدة جديدة عرطوز المحترمين!

عائلة الفقيد الغالي المأسوف عليه د. جورج عبود!

الرفاق المناضلون الشيوعيون القدماء في بلدة الجديدة!

باسم الحزب الشيوعي السوري الموحد، أحييكم جميعاً وأعبر ورفاقي عن أسفنا الشديد لرحيل الطبيب الغالي والشخصية الوطنية والإنسانية الفذة.

رحيل الرفاق الطيبين مفاجئ جداً ودوماً حتى وإن كان متوقعاً. الرفيق د. جورج هذا الإنسان الكبير ببساطته بدماثة خلقه، بكل جوانبه الإنسانية، كان نموذجاً حياً للمناضل الشيوعي، فقد ربط مصيره بمصير شعبه واختار الطب وسيلة لمساعدة الآخرين.

كثيرون جداً من الرفاق المخضرمين والقدامى يثنون على أعماله الإنسانية التي مارسها بشرف واستقامة جعلته قريباً من جميع الرفاق والأصدقاء وكل من عرفوه.

لم يتخلَّ د. جورج عن حلمه الأممي في انتصار الشعوب المضطهدة، هذا الحلم الذي كان يراوده منذ شبابه، إلى أن اندمج اندماجاً عميقاً بنضال الحزب الشيوعي، وساهم في بناء منظمة عريقة مع رفاقه الأوائل في البلدة، منظمة قدمت الكثير من المناضلين المعروفين والبعض منهم معنا الآن، وهي رغم كل الانهيارات التي حدثت في العالم ورغم الضعف الذي لحق بها، بقيت محافظة على انتمائها راسخة كجذور السنديانة في قلب الوطن.

كان جريئاً في اتخاذ المواقف الصعبة رغم الهموم التي رافقته حتى الموت، هموم جماهير شعبنا ومعاناته وهموم الوطن الذي يواجه تحديات خطيرة، كان حريصاً جداً في الدفاع عن مطالب الجماهير الشعبية وقضايا الديمقراطية والتحرر الوطني.

كما بقي محافظاً على المبادئ والقيم التي آمن بها وعمل من أجلها حتى آخر لحظة من حياته.

خسارتنا كبيرة وكبيرة جداً برحيله، خسارة مناضل اختزن تجربة غنية كرسها لخدمة الوطن وللناس كل الناس. سنفتقد شخص د. جورج عبود، لكن روحه ستظل حاضرة بيننا، وسيبقى رمزاً وطنياً يضيء الطريق أمام الأجيال القادمة.. لروحه الطاهرة السلام.

تحية الحب والتقدير لزوجته الكريمة الدكتورة رايسا سافانوفا، الزوجة والمناضلة الرائعة بصمت، والتي حملت الكثير من صفاته من حيث التضحية ونكران الذات، والتي رافقته في مسيرته الطبية الإنسانية كطبيبة أطفال قدمت الكثير من الاهتمام والعناية بعدد كبير من أطفال سورية أكثرهم دون مقابل، وكانت خير معين لزوجها في حياته وإسهاماته، وشكلت جزءاً هاماً من نضاله التاريخي واحتضنته بكل عناية في أيامه الأخيرة، كما أحيي أولاده الأعزاء كاتيا وألكسندر الأعزاء الذي كان لهم صديقاً ورفيقاً ومحباً.

سيبقى الرفيق د. جورج عبود خالداً في ضمير الشعب والوطن ونبراساً لكل العاملين من أجل انتصار قيم الحق والعدالة والحرية.

وداعاً رفيقنا العزيز.. وتعازينا الحارة للجميع.

العدد 1104 - 24/4/2024