رسالة مفتوحة إلى الأحزاب والقوى الوطنية السورية
نحن_ الشيوعيين السوريين في كندا وأمريكا_ نتوجه برسالتنا هذه إلى كل الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية والمستقلين الذين يشكلون شريحة واسعة من شعبنا، وكل المنظمات الشعبية والنقابات المهنية في سورية..
لأن سورية هي وطننا الغالي والأهم في حياتنا، لا يمكننا التغاضي عن معاناة شعبنا نتيجة الحرب العالمية التي شُنّت من قبل الإرهاب العالمي وداعميه والحصار الاقتصادي والعقوبات الظالمة المفروضة علينا من قبل الإمبريالية الأمريكية وتابعيها من الغرب الإمبريالي تحت مسميات مختلفة، بقصد إركاع سورية التي صمدت بفضل تضحيات شعبها وجيشها الباسل خلال السنوات العشر الماضية، وكذلك السياسات الاقتصادية النيوليبرالية التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة، وما رافقها من الفساد المدعوم الذي أدى إلى زيادة معاناة شعبنا..
لذا فإننا ندعو إلى عقد مؤتمر حوار وطني شامل، تدعى إليه كل الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية في البلاد، إلى جانب المستقلين والمنظمات المدنية، لإجراء حوارات جادة ومسؤولة، ولمناقشة أوضاع البلاد الخطيرة والمعاناة التي يتعرض لها شعبنا، والتوافق على مستقبل سورية الذي نرجوه، وأهمها:
أولاً_ تحرير الأراضي السورية المحتلة وتطهيرها من رجس المحتلين الصهاينة والأمريكان والأتراك، وبحث دعم وتفعيل المقاومة الشعبية للحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، لتكون سماؤنا وأرضنا حراماً على أعدائنا. ولابد من الاستفادة من دعم الأصدقاء لنا من أجل لجم المعتدين، إذ كيف يستمر المحتل بسرقة النفط والثروات الوطنية والآثار دون أية مقاومة تذكر ودون أية أثمان من جنوده ومرتزقته؟
ثانياً_ دراسة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وانعكاس ذلك على مختلف شرائح الشعب السوري الذي وصل إلى حد الكارثة نتيجة السياسات الاقتصادية التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة منذ العام 2005 على سورية، والتي تجلت برفع الدعم عن المواد الغذائية والاستهلاكية وحوامل الطاقة حتى بات الحصول على رغيف الخبز وجرة الغاز ومختلف متطلبات الحياة الأساسية حلماً.
ونرى أن الحصار المفروض علينا لا يضرّ بالحكومة والتجار بقدر ما أضرّ بالفقراء والمهجرين والنازحين. والسؤال المطروح: لماذا رفعتم أسعار الإسمنت بعد رفع أسعار الخبز والغاز والبنزين والكهرباء؟ هل يساعد ذلك الناس في إعادة ترميم بيوتهم التي ضربها الإرهاب؟ كيف للإنسان، الذي يعيش في ظلام ودون تدفئة ويعاني الأمرّين لتأمين لقمة الخبز، أن يبني وطناً قوياً معافى؟!
إن إعادة بناء سورية تبدأ بإعادة بناء الإنسان أولاً من خلال إصلاح الوضع الاقتصادي المتردي، بالعودة عن السياسة الليبرالية التي أنهكت الشعب وجوعته؛ وإعادة تدوير عجلة الإنتاج ودعم الصناعة والزراعة وإعادة بحث أوضاع القطاع العام وإمكانية تحديثه وتطويره وعدم تصفيته، وتطوير الخدمات وإعادة بناء المشافي التي دمرها الإرهاب، ومتابعة ترميم وإعادة تجهيز المدارس لعودة الطلاب إلى مدارسهم، وتطوير الخدمات العامة كالنقل والمواصلات السلكية واللاسلكية، وتأمين الأمن والأمان للمواطنين أثناء تنقلهم بين المحافظات وعدم تعرّضهم للابتزاز والتهديد على الحواجز المختلفة التي نسمع عنها الكثير، وعن وجود حواجز غير نظامية قريبة من الحدود تقوم بمصادرة بعض الهدايا والأغراض التي يحملها القادمون من خارج القطر لأهلهم وأسرهم.
ثالثاً_ إننا نرى اليوم أن داعمي الفساد ودواعش الداخل الذين يسعون للسيطرة على معظم مقدرات الشعب السوري العظيم، وإلى تسعير التعصب الديني والطائفي والإثني، حتى بات لدينا اليوم وبكل أسف من يتطاول على تاريخ سورية وحضارتها التي أغنت الشخصية السورية والحضارة العالمية، وذلك إمعاناً في التطرف وإنكار الآخر، وهم بسلوكهم هذا إنما يسيئون لحاضر سورية ومستقبلها.
إننا نرفض كل أشكال الخطاب الذي يعتمد على التحريض ضد الآخر في سورية، ونرى أن لا مكان للإسلام السياسي المرفوض من معظم الشعب السوري في صياغة مستقبل سورية الذي نرجو ونعمل من أجل أن يكون نبراساً للعلمانية والدولة المدنية الديمقراطية لكل أبناء الوطن.
إن سورية اليوم بحاجة إلى مشروع وطني شامل ومتكامل يشكل ثورة حقيقية في كل المجالات، بدءاًً من تطوير البنى التحتية، وثورة في المواصلات الطرقية والسكك الحديدية والكهرباء والتعليم والسياحة وغيرها الكثير الكثير، والعمل من أجل عودة اللاجئين والمهجرين والنازحين إلى بيوتهم ومساعدتهم على الإستقرار، ومحاربة الفساد والظلم والفقر.
– وأخيراً على صعيد التشريعات لا بد من تطوير سلم الأجور ليتناسب مع الأسعار، وتطهير القضاء ومختلف أجهزة الدولة من الفاسدين والمفسدين، للوصول بسوريتنا إلى بر الأمان، ومن أجل ذلك فإن مهامّ كبرى تنتظرنا لتنفيذها عبر تعاون حقيقي بين كل مكونات الشعب السوري وقواه الفاعلة، من أجل أن تعود سورية إلى موقعها في الحضارة العالمية التي قطعت أشواطاً كبرى في التقدم.
– إن انعقاد مؤتمر يمثل الشعب السوري بمختلف مكوناته وإعطائه الصلاحية دون استئثار من أحد يمكن أن تكون نتائجه عاملاً فعالاً في خدمة وطننا وشعبنا، لعودة الحياة إلى طبيعتها، ويخلق الظروف المناسبة لقاعدة الصمود السوري العظيم في مواجهة كل أشكال الإرهاب وداعميه، وإفشالها لتعود سورية بلد السلام والمحبة والأمان للجميع.
عنهم الرفيقات والرفاق:
يوسف طربوش
يوسف فرحة
نادية ريما
عيسى خالد
سامر سامر
كندا_ أمريكا_ 28 كانون الأول (ديسمبر)/ 2020