المقداد: سورية وروسيا تكافحان الإرهاب نيابة عن العالم أجمع.. لافروف: موقف موسكو ثابت بضرورة الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها وحق الشعب السوري في تقرير مستقبله بنفسه

أكد الدكتور فيصل المقداد (وزير الخارجية والمغتربين) خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم: اتفقنا خلال المباحثات على توسيع وتعزيز علاقات التعاون بين بلدينا في مختلف المجالات، بما يسهم في الحد من آثار الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، التي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية، مبيّناً أن العلاقات بين البلدين شهدت مزيداً من التقدم والتطور وخاصة في المجال السياسي، وتخطت كل المستويات وعلى كل الأصعدة والمجالات لتصل إلى تحالف استراتيجي يخدم مصلحة الشعبين والبلدين الصديقين.

وشدد على أن سورية وروسيا تكافحان الإرهاب نيابة عن العالم أجمع و (أن الدماء السورية والروسية امتزجت معاً) في مواجهة الإرهاب في سورية من أجل القضاء عليه، معرباً عن الشكر لروسيا على وقوفها إلى جانب سورية في مجلس الأمن بمواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها من خلال تمادي الدول الغربية على القانون الدولي. وأشار إلى أن بعض الدول دعمت الإرهاب في سورية معتقدة أن ذلك سيسهم في إسقاط الدولة، لكن سورية صمدت عشر سنوات بمواجهة الإرهاب والتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، لذلك أصابهم الجنون والهلوسة مؤكداً أنه أُحبطت بفضل بطولات الجيش العربي السوري وتضحياته وصمود الشعب السوري ودعم الأصدقاء الروس، المخططات التي أعدت لتدمير سورية.

وأوضح أنه كانت هناك هستيريا غربية لمنع دول العالم من المشاركة في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين الذي انعقد في دمشق الشهر الماضي، مشدداً على أن الدولة السورية ترحب بعودة كل لاجئ ومهجّر إلى بلده، والمساهمة في عملية إعادة الإعمار مشيراً إلى أن رفض الدول الغربية المشاركة في المؤتمر والمساهمة في عملية إعادة الإعمار في سورية يشكل رسالة دعم واضحة للإرهابيين لمواصلة جرائمهم وإرهابهم.

ولفت إلى أن دولاً غربية تدّعي أنها تريد عالماً قائماً على القواعد، لكن هذه القواعد من وجهة نظرها تقوم على الاحتلال والعبث بمصائر الشعوب وفرض إجراءات اقتصادية قسرية على كثير من شعوب العالم، مبيناً أنه عندما تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها في (التحالف الدولي) غير الشرعي التدخل في شؤون سورية ونهب نفطها واحتلال أراضيها ودعم ميليشيات انفصالية فيها منتهكة قرارات مجلس الأمن، فإن هذه الدول لا تعبر عن إرادة حقيقية لإيجاد حل سياسي للأزمة وإعادة الإعمار في سورية، بل إن اهتمامها الأكبر ينصبّ على تدمير سورية.

وبشأن لجنة مناقشة الدستور شدد على أن عملها يجب أن يكون وطنياً يؤكد ثوابتنا الوطنية وبشكل خاص وحدة الأراضي السورية وأن الشعب السوري صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبله، وضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن أخطر ما يهدد عمل اللجنة هو تدخل الدول الغربية فيها ومحاولتها فرض صياغات معينة على أعضاء اللجنة تتنافى مع المصالح الحقيقية للشعب السوري.

ولفت إلى أن روسيا تقوم بدور كبير وفاعل في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وضمان الاستقرار في مختلف أنحاء العالم ومعالجة مختلف القضايا الدولية، الأمر الذي يتيح تكريس عالم متعدد الأقطاب، ووضع حد للغطرسة الغربية وتجاوزاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، بينما تعمل الولايات المتحدة وخاصة الإدارة الحالية على زعزعة الاستقرار العالمي عبر تدخلها في شؤون الدول الأخرى وخاصة إعلانها بشأن الجولان السوري المحتل واعتبارها القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن إعلان واشنطن لا قيمة له وينتهك قرارات الشرعية الدولية، إضافة إلى فرضها عقوبات على دول عدة لا تسير وفق نهجها، وانسحابها من عدد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية.

وقال لافروف:  بحثنا الوضع الراهن في سورية وحولها والقضايا الرئيسية لجدول الأعمال الإقليمي والدولي، إضافة إلى أفق تعميق وتعزيز تعاوننا الاستراتيجي في مختلف المجالات، وبضمنها التعاون العسكري والاقتصادي والتجاري وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين واتخاذ تدابير إضافية إذا لزم الأمر، مشيراً إلى أنه تم التأكيد على موقف موسكو الثابت بضرورة الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها وحق الشعب السوري في تقرير مستقبله بنفسه، وهذه المبادئ ينص عليها قرار مجلس الأمن رقم 2254، وعلى كل دول العالم احترام هذا القرار وهذه المبادئ.

وأضاف لافروف: علاوة على ذلك ناقشنا كل المواضيع والمسائل المتعلقة بملف التسوية في سورية وآخر التطورات والمستجدات في مجال العملية السياسية، وفي هذا الصدد نوّهنا بالتقدم الإيجابي في عمل اللجنة المصغرة لمناقشة الدستور في جنيف، علماً أن تشكيل اللجنة جاء بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي الروسية في كانون الثاني 2018، لافتاً إلى وجود ديناميكية إيجابية سواء في عمل اللجنة بشكل عام أو في لجنتها المصغرة التي عقدت جولتها الرابعة مطلع الشهر الجاري في جنيف وشهدت نقاشات مفيدة وخاصة حول المبادئ الوطنية.

وأوضح أن بعض الدول تواصل عرقلة حل الأزمة في سورية وفرض إجراءات اقتصادية قسرية أحادية عليها، مشيراً إلى أن موسكو وفي ظل انتشار وباء كورونا تعتبر هذه الإجراءات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها إجراءات إجرامية تنتهك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مؤكداً في الوقت ذاته إدانة روسيا لاستمرار وجود القوات الأجنبية بشكل غير شرعي على الأراضي السورية.

وبيّن أنه تم خلال الأسابيع القليلة الماضية تبني سلسلة قرارات في روسيا الاتحادية لدعم قدرات سورية في عملية إعادة الإعمار وإطلاق عمل منظم في هذا الاتجاه، ويجري حالياً وضع اللمسات الأخيرة وإتمام العمل على الصيغة النهائية لاتفاقية شاملة لتعزيز وترسيخ التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، لافتاً إلى أن اللجنة الحكومية الروسية السورية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني ستناقش خلال اجتماعها في الربع الأول من العام القادم في دمشق المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تبادل الآراء حول تطورات الوضع في سورية وما حولها مع التركيز على مهام تعزيز التسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن رقم  2254 وبضمن ذلك عمل لجنة مناقشة الدستور في جنيف.

العدد 1102 - 03/4/2024