وداعاً أيها الشيوعي المزمن!

طلال الإمام_ السويد:

فقدت الحركة الشيوعية السويدية مؤخراً (سفين وولتر (Sven Wollter (1934-2020) الشخصية الاجتماعية والثقافية السويدية والشيوعي الأكثر شهرة، بعد إصابته بكورونا.

كان سفين شيوعياً مدى الحياة، وفي مقال له من عام 2009 يتحدث لماذا هو شيوعي مزمن، ونورد أدناه بعض ما جاء فيه:

لقد نشأت في بيئة مناهضة للشيوعية.. أزعم أن الغالبية العظمى الذين يتحدثون بشكل سلبي عن (الشيوعية) لديهم معلومات مضللة.. تشكل الشيوعية تهديداً رئيسياً لأنظمة الاستغلال وغير الديمقراطية، الأنظمة الرأسمالية، لأن الشيوعية توفر بديلاً لعالم أفضل. لم تكن دول مثل الاتحاد السوفيتي والصين وما إلى ذلك شيوعية أبداً، بل كانت نوعاً من الدول الاشتراكية التي تعاني من نواقص عدة، وهذا حديث آخر.

لهذا أنا شيوعي!

 كثيراً ما أتلقى هذا السؤال: (أنت ممثل جيد وتبدو شخصاً لطيفاً، كيف يمكنك الانضمام إلى الحزب الشيوعي؟). يُطرح هذا السؤال أحياناً بشكل فج واستفزازي مثل (ألا يوجد عقل في رأسك؟!).

 لكن في معظم الأوقات، يريد الناس أن يعرفوا حقاً. نعم، غالباً ما يرغب الناس حقاً في المعرفة لذلك يسألون. وعادة ما أجيب:

 – يتعلق الأمر بشكل أساسي بحقيقة أن عالم اليوم يتسم بالعنف والقسوة والجشع النهم للأثرياء، والإرهاب والتهديد الفظيع الذي تشكله الرأسمالية العالمية لبقاء البشرية، إضافة إلى الفقر وغيره الذي يعاني منه هذا العالم الصغير إلى ما لا نهاية.

 هناك جانب عقلي:

 كيف يمكن لأي إنسان أن يغض الطرف عن حقيقة أن الخراب الواسع للأعمال التجارية الكبيرة في كل مكان يوجد ربح هو الذي يتسبب في الجوع والمرض والموت الجماعي على كوكبنا، وخاصة في العالم الفقير، ولكن ليس هناك فقط؟  كيف يمكن للمرء أن يرى هذا ولا يريد أن يفعل أي شيء حيال ذلك؟

 لهذا أنا شيوعي.

 الأشخاص الموجودون هناك، النخب، لم يُظهروا حتى الآن لا الإرادة ولا الفعل لعمل أي شيء سوى الحفاظ على الظلم الذي يمارسونه. وكيف يمكن أن يفعلوا خلاف ذلك؟ فالإقصاء والتهميش والانقسام الطبقي، في النهاية، هما الأساس الذي يقوم عليه النظام الرأسمالي، النقيض المطلق للعدالة.

 أنا شيوعي لأنني أريد وأسعى أن أكون نصيراً للعدالة، مستخدماً أفضل ما لديّ من قدرات، خلال الفترة القصيرة التي سأقضيها على وجه الأرض.

 لكن قبل كل شيء، أنا شيوعي لأسباب عاطفية.  أشعر به في بطني، في بشرتي. أستعد للتقيّؤ عندما أسمع أكاذيب وخيانة أولئك الذين يبدو أنهم جعلوا الهدف من حياتهم، هو الحفاظ على قوتهم الخاصة وثروتهم، ومكانهم الخاص في القمة قبل كل شيء. أشعر بالحنق من كل هؤلاء المخادعين والمجرمين الذين يتحكمون في مصير العالم.

 أنا شيوعي لأنني أريد أن أشعر بأنني إنسان.

 أنا شيوعي حتى يعرف الجميع مكانهم.

 أنا شيوعي متضامن مع الإنسانية وفي الإيمان بالحياة.

 SVEN WOLLTER

العدد 1104 - 24/4/2024