احتفال رابطة النساء بيوم المرأة

 أقامت رابطة النساء السوريات احتفالاً بيوم المرأة العالمي، في المركز الثقافي العربي بدمشق بتاريخ 8/3/ ،2020 وقد ألقت الرفيقة زينب نبّوه كلمة الرابطة، جاء فيها:

همّ الوطن.. همّ المرأة

باسم رابطة النساء السوريات أحيّيكم جميعاً.. كل عام وأنتم بألف خير، في اليوم العالمي للمرأة.

لقد اعتبرت الرابطة أن قضية المرأة واحدة من أبرز القضايا المرتبطة بتطور المجتمع وبالنضال الوطني والطبقي، وفي سبيل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية، ودعت منذ تأسيسها إلى مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات، ومنها حق التعليم والعمل وممارسة الحقوق السياسية، كما طالبت ومازالت الآن تطالب بتعديل منظومة التشريعات القانونية المتعلقة بالمرأة بما يضمن حقوقها الكاملة لبناء الأسرة والمجتمع.

أيقظت الرابطة في المرأة إنسانيتها، وعملت بكل ما أوتيت من قوة لانتشالها من الدونية والتبعية، ساهمت في المعارك الوطنية قبل أن يكون للمرأة حق المشاركة في الحياة السياسية.

اعتبرت أن قضية المرأة جزء لا يتجزأ من القضية الاجتماعية والوطنية عامة.

كانت من أوائل المنظمات النسائية العربية التي انضمت للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي الذي يمتلك تجربة تاريخية نضالية غنية، فاستفادت وأفادت في التجربة النضالية رغم فارق المجتمعات والهامش الديمقراطي.

وسأتوقف عند وضع المرأة السورية في المنظومة التشريعية والقانونية في الجمهورية العربية السورية، التي ناضلت الرابطة من أجل تعديلها.

1- وضع المرأة في مشروع الدستور الدائم للجمهورية العربية السورية.

كانت الرابطة أول منظمة نسائية سورية قدمت أكثر من مذكرة هامة إلى مجلس الشعب تطالب فيها الأخذ بالحسبان وضع المرأة السورية في الدستور الدائم محددة النقاط التي يمكن أخذها بالحسبان عام ،1973 كما وجهت الرابطة في التاريخ نفسه مذكرة إلى الرئيس الراحل حافظ الأسد تناشده فيها إعطاء هذا الموضوع الأهمية الضرورية.

2- زار العديد من الوفود النسائية بمبادرة من الرابطة مجلس الشعب حملت المذكرات والعرائض الموقعة من النساء في مراحل زمنية مختلفة، تطالب فيها بتعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 59 لعام 1953 ومعظم مواده مستمدة من الفقه الإسلامي، وقد استمر العمل فيه حتى عام 1975 إلى الآن، وجرى تعديل بعض بنوده في السنوات الأخيرة، ولكن التعديلات ليست كافية.

3- المطالبة برفع التحفظات عن اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو).

4- تعديل قانون الجنسية السورية بما يضمن المساواة بين المرأة والرجل.

5- وضع قانون لحماية المرأة من العنف وتطبيق الكوتا النسائية لوجود المرأة في مواقع صنع القرار بنسبة لا تقل عن 30%.

6- مكافحة الأمية في أوساط النساء، وقد ساهمت الرابطة بنشاط في هذا المجال عام 1970 بالتعاون مع مكتب مكافحة الأمية في وزارة الثقافة السورية لسنوات، وأجرت دورات مختلفة للنساء في مختلف المناطق.

إن أول شعار طرحته الرابطة وعملت على أساسه حتى الآن هو (إنّ تحرر المرأة مرتبط بتحرر المجتمع، وهذا يعني الانخراط بعمق في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هذا الطرح كان ولا يزال يحمل بذور وعي استراتيجي للدفاع عن قضايا المرأة.

إن مؤتمرات الرابطة ومجالسها ومجلّتها لسنوات طويلة (صوت المرأة)، و(نون النسوة)، لعبت دوراً هاماً في تنشيط العمل الرابطي ونشر الوعي في أوساط النساء، كما ساهمت الرابطة في المؤتمرات المختلفة التي عقدتها المنظمات النسائية الديمقراطية السورية والعربية والعالمية، وتسعى الرابطة جاهدة من أجل تمتين العلاقات بينها وبين هذه المنظمات.

الموقف من القضية الفلسطينية ومبادرة الرابطة مع المنظمات النسائية الفلسطينية في تشكيل اللجنة النسائية العربية لدعم الانتفاضة الفلسطينية.

فعند تأسيس رابطة النساء السوريات عام 1948 التي صادفت نكبة فلسطين وهي إلى جانب القضية الفلسطينية إلى أن تشكلت اللجنة النسائية العربية في سورية لدعم الانتفاضة أعوام 2000-2010 ولعبت دوراً هاماً على الساحة السورية في دعم قضية الشعب الفلسطيني.

لا شك أن الأحداث الأخيرة الكارثية التي حلت بسورية خلال السنوات التسع الأخيرة، وتدخلات القوى الإمبريالية الأمريكية والصهيونية والتركية التدميرية قد تركت أثرها على عمل المنظمة ونشاطها كما كل مرافق الحياة في سورية، فانخرطت في العمل الإغاثي ومتطلباته حتى العمق بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والهلال الأحمر السوري والجمعيات الخيرية المعنية بكل ما يتعلق باحتياجات ضحايا الحرب. كما حضر إلى دمشق وبناء على طلب الرابطة وفد كبير من الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي واطلع على أوضاع الدمار الذي خلفته الحرب على سورية، كما اطلع على أوضاع العائلات النازحة، وأعرب عن تضامنه المطلق مع المرأة السورية ناقلاً مشاهداته إلى المنظمات النسائية الديمقراطية في العالم.

لا شك أن مخلفات الحرب والإرهاب واحتلال بعض المناطق في سورية وسقوط العديد من الشهداء والشهيدات، فالمعاناة نالت الكثير من أوضاع المرأة السورية ووضعتها أمام تحديات القوى الظلامية المتطرفة ونهوضها، مما يحدّ من نمو الحركة الديمقراطية التقدمية في البلاد ويهدد المكاسب التي حققتها المرأة.

وإذا كان من تخصيص للمرأة في هذا اليوم، فذلك لأنها الحلقة الأكثر تأثيراً في محيطها، والفاعل المؤثر في هذه المجتمعات التي اجتاحتها الحرب، وهي من حمل همّ الوطن بجدارة.

تحية حب للمرأة السورية في يومها.. يوم المرأة العالمي.

العدد 1104 - 24/4/2024