أحلام العدو العثماني إلى زوال

ريم الحسين :

يحاول العدو التركي بكل قوته فرض سيطرته على الشمال السوري بكل وقاحة وانتقل من مرحلة التصريحات والدعم اللوجستي لمرتزقته هناك إلى المشاركة رسمياً بجنوده وآلياته على الأرض، أحلام أردوغان الإخوانية بالخلافة تتمدد ولم تعد حكراً على الملف السوري فقط وإنما تعداه إلى ملفات ساخنة أخرى أبرزها الملف الليبي.
ولحسن حظ السوريين أن حليفهم الروسي يقف بوجه أطماع العدو التركي والأمور أصبحت خارج نطاق التفاوض كما كان سابقاً وإنما نذير بمواجهة على الأرض بالتأكيد لن يخرج منها التركي إلا بخسائر كبيرة بالعدد والعتاد ناهيك عن الأضرار الإقتصادية حيث خسرت الليرة التركية منذ بداية العام الجاري 2.6% من قيمتها مقابل الدولار، علاوة على تراجع في قيمتها بلغ 36% في العامين الماضيين.
ولقد لقن الجيش السوري والحليف الروسي الخليفة العثماني درساً كبيراً عند محاولته جس النبض بتحشيد مرتزقته وآلياته لاستعادة بعض المناطق التي سيطرت عليها الدولة السورية مؤخراً وحررتها من رجس الإرهاب وعاد خائباً يجر ذيول انكساره وبدأ بالنباح والتسول لدى الأمريكي وحلف الناتو لإنقاذه وقد لباه الأخير بتغريدة على تويتر! فيما يبقى طلبه من الأمريكي بتزويده بمنظومة باتريوت رهن التنازلات التي سيقدمها وخصوصاً فترة التوتر التي أعقبت ملف الأكراد وصفقة الإس ٤٠٠ مع الحليف الروسي، وهنا أيضاً تبرز وقاحة التركي بشكل أكبر فمن طلبه من جيش دولة أن يخرج من أرضه! إلى تهديده الروسي باستعمال منظومة صواريخه ضده! الأمر المثير للسخرية والتهكم.
الأمريكي لن يدخل في مواجهة مع الروسي بشكل مباشر لإرضاء التركي مهما كانت المكاسب وكذلك حلف الناتو الذي يعاني بالأصل من التشرذم ومن التصعيد مع الروسي بلغ العام المنصرم أشده منذ انهيار الإتحاد السوفيتي وجميع الأطراف تدعو للتهدئة والحل السياسي لأنهم يعلمون بأن الحرب لن تكون نزهة ووحده ملف اللاجئين كفيل بجعل دول الغرب تهرول لكبح جماح أحلام السلاجقة الجدد.
الشمال السوري على موعد مع سيناريوهات مختلفة ولم تعد لاتفاقات أستانة وسوتشي أي قيمة ولمح لذلك الحليف الروسي فالعثماني لم يلتزم وأبقى دعمه للقاعدة والنصرة في محاولة منه لتلميع صورتها على أنها معارضة معتدلة في كل يوم تثبت للعالم همجيتها وإرهابها والآن وبعد فرض القوة يريد الحل الذي أصبح شبه مستحيل فالدولة السورية وحلفاءها عازمون على تحرير كل شبر من الأراضي السورية وليذهب الخليفة ومنطقته العازلة للجحيم، السيناريو الوحيد هو انتشال جثث مرتزقته وانكشارييه الجدد وارتكاب مجازر بدباباته ومدرعاته كما حدث منذ أيام والتي تذكرنا بمقبرة الميركافا التي حدثت لدبابات العدو الإسرائيلي في حرب تموز إن فكر بشن حرب شاملة والتي ستكلفه الكثير فلن يستطيع التركي احتلال الأراضي كما يشاء ووضع نفسه كند للحليف الروسي فالأقزام لاتقف في حضور الكبار والعظماء.
المجد للشهداء، حماة الديار عليكم سلام.

العدد 1104 - 24/4/2024