النواب الشيوعيون في مجلس الشعب: إنجازات الجيش في حلب نقلة استراتيجية
عقد مجلس الشعب
بتاريخ 23/2/2020
الجلسة الصباحية في
الساعة الثانية عشرة، وقد خصّص حيّز من الوقت لانتصارات جيشنا في حلب وريف إدلب،
وذلك بإفساح المجال لعدد من أعضاء المجلس بالحديث، وكان من بين المتحدثين الرفيق
ملول الحسين (عضو المكتب السياسي لحزبنا الشيوعي السوري الموحد)، هذا نصها:
السيد الرئيس!
السيدات والسادة الزملاء!
إن الانتصارات التي
أسميها الاستراتيجية التي حققها الجيش السوري في حلب وريف إدلب أفشلت فصلاً هاماً
من فصول المؤامرة على سورية.
إن لهذا التحرير
معاني عدّة، أولاً إنجازات عسكرية ثم سياسية وأدت إلى خيبة أغلبية المشاريع التي
استهدفت سورية، بل يمكن القول رسمت خريطة طريق جديدة للنفوذ في سورية.. وخاصة مع تسارع وتيرة تحجيم الوجود التركي، بالرغم
من استمرار المعارك في بعض الجيوب المتبقية لتركيا وفصائلها، فإن الحصيلة الأولية
للانتصارات لجيشنا كشفت للعالم عن نقلة استراتيجية ليس فقط على الصعيد العسكري
فحسب، بل في إعادة تأهيل الدولة السورية داخلياً، بدءاً من استكمال الربط بين
عاصمتي الاقتصاد السياسة حلب ودمشق براً وجواً، وهذا يشكل نقلة نوعية في الاقتصاد
السوري، الذي نأمل أن ينعكس ذلك على الوضع الاجتماعي لشعبنا.
إن هذه الانتصارات
قد وضعت حتى نقاط المراقبة التركية على طاولة المفاوضات، ونحن إذ نؤيد ونؤكد ما
قاله السيد الرئيس د. بشار الأسد رئيس
الجبهة الوطنية التقدمية في كلمته الموجهة لأبناء حلب، على أن جيشنا سيواصل مهامه
المقدسة في القضاء على ما تبقى من التنظيمات الإرهابية أينما وجدت على امتداد
الجغرافيا السورية.
نعم، سنتابع المعركة
رغم قساوتها، وبحق يمكن القول رغم العدوان الثلاثي على وطننا، وتعلمون في الوقت الذي كان جيشنا يخوض معارك ضد
الإرهابيين شنّت إسرائيل عدواناً على عدة مناطق في دمشق وفي التوقيت نفسه نفذ
الجيش التركي تهديدات الأرعن أردوغان، فزج قوات تركية احتلالية إضافية إلى إدلب،
وكل هذا العدوان الثلاثي بهدف وقف تقدم الجيش السوري الباسل، فضلاً عن العدوان
الأمريكي الفظ ودخوله إلى شمال شرق سورية بشكل غير قانوني ضارباً عرض الحائط كل
الأعراف والقوانين الدولية، وسرقته النفط السوري، لكن بالرغم من كل ما ذكر نقول
للعالم إن جيشنا وشعبنا، وبدعم
من أصدقائه وحلفائه وبتأييد من كل شرفاء العالم، سيتابع نضاله وكفاحه الحقيقي
النابع من وجدان الشعب الذي لا يتوقف حتى النصر الذي يكون مفعماً بالحياة.. وإن ما جرى في الجزيرة السورية وتصدّي أبنائها
للدبابات الأمريكية خير دليل على ذلك.
مرة أخرى نقول
للعالم في سورية لا مكان لغازٍ أو محتلّ، وجيشنا البطل بالتلاحم مع الشعب يدافع عن
أرضه وعرضه ويدحر عنها الحثالات والمحتلين.
والنصر دائماً حليف
الشعوب في نضالها العادل.
الرحمة لشهدائنا والشفاء
العاجل لجرحانا.
وشكراً.