المواطن يئنّ ويريد تفسيراً.. وحلولاً!
كتب بشار المنيّر:
لا يكفي أن يظهر البعض على شاشات التلفزة وكضربة سيف قاطعة يجزم بأن سعر الدولار مقابل الليرة السورية وهميّ في السوق! فما يلمسه المواطن من انعكاس هذا السعر (الوهمي) على حياته هو الحقيقة أيها السّادة، وما تتفضلون به هو الوهم بعينه!
ماذا حصل؟
لماذا ارتفعت أسعار جميع السلع؟ أيُّ عوامل فعلت فعلها، في وقت تفاءل فيه الناس بتراجع معاناتهم المعيشية بعد إنجازات جيشهم الباسل في مواجهة الإرهاب، والوقوف بوجه الاحتلالين التركي والأمريكي، وعودة العديد من القطاعات المنتجة إلى العمل، بعد عودة الاستقرار والأمن إلى معظم المناطق في البلاد؟
من المسؤول عن عدم المعالجة السريعة لهذا الارتفاع غير المسبوق بسعر الدولار، وعن محاصرة تأثيراته على أسعار جميع السلع والخدمات، وعن استغلاله من قبل دواعش الداخل من أجل إذلال المواطن السوري؟!
هل يعلم المسؤول في جميع مواقع القرار كيف يمضي المواطن السوري يومه باحثاً عن جرة غاز؟ أو عن بضعة ليتراتٍ من المازوت، أو علبة دواء اقتطع ثمنها من قوت أولاده الذي أصبح مقتصراً على العدس والمعكرونة والخبز؟
– لماذا تعتقدون أن على المواطن السوري تصديق رواياتكم، ووعودكم، وتصريحاتكم، ومقارناتكم، وهو يلمس لمس اليد ما يفرضه السوق الحر من كل القيود، وما تعلنه لوائح الأسعار في الواجهات والبسطات التي تمد لسانها لكل ما تتفضلون به وراء الميكروفونات، وأمام الشاشات؟!
– لماذا لم تنشر الجهات الرقابية والقضائية تفاصيل الفساد التي تأكدت من وقائعها في وسائل الإعلام، لتكون كابحاً لحملات الفساد الآتية؟
المواطنون السوريون غاضبون، لا بسبب معاناتهم التي أصبحت لا تطاق فحسب، بل لأن المسؤولين الحكوميين لازمهم الصمت، وإذا تكلم أحدهم يثير حفيظة الجميع بتغريداته الوطنية، ومزايداته السياسية، بعيداً عن هموم المواطن وأوجاعه!
الوعود تلاشت، والتبريرات أصابها الإفلاس، والمواطن يرفع صوته اليوم مطالباً بحقوقه الاجتماعية والحياتية بعد أن أدى ما عليه من واجبات وتضحيات خلال سنوات الجمر، وآن له أن يسمع تفسيراً مقبولاً، وأن يلمس بعدها تحركاً فاعلاً باتجاه تخليصه من معاناته.
انتبهوا أيها السادة، إن إثارة غضب الشارع هدفٌ تسعى إليه أمريكا في الدول الممانعة لمخططاتها، لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه بالعدوان المباشر وغزو الإرهابيين.
– إن صمود سورية في مواجهة بقايا الإرهابيين والعدوان التركي والاحتلال الأمريكي مرهون بتدعيم مستلزمات صمود الشعب السوري الذي يشكل الداعم الرئيسي لجيشنا الوطني الباسل.
نعم أيها السادة، إننا قلقون، فتضحيات شعبنا الوفي وجيشنا الباسل لا ينبغي أن يحصد ثمارها إلا الوطن.. والشعب.