تقتلون أطفالنا مرتين.. ارفعوا الحصار الاقتصادي الظالم على سورية!
ليست الأسلحة وذخائرها والمليارات الملوثة برائحة النفط والغاز هي المسؤولة فقط عن إزهاق أرواح السوريين وأطفالهم، بل يشاركها ربما بفعالية أقوى الحصارُ الاقتصادي الظالم الذي فرضته على سورية قوى التحالف المعادي لسورية وشعبها بقيادة الولايات المتحدة، وشاركت في فرضه دولٌ تسيّرها الإرادة الأمريكية.
لقد أدى الحصار الظالم، إلى حالة ركود اقتصادي شمل جميع القطاعات الاقتصادية ولم يقتصر على ذلك فقط، بل وشمل تهديم وسائل الإنتاج من معامل ومشاغل، وحرقها وسرقتها ، وتسريح مئات ألوف العمال السوريين وزجّهم في بؤر الفقر التي توسعت وأصبحت تشمل أغلبية الشعب السوري، ودفعهم دفعاً إلى البحث عن مورد لإعالة أطفالهم، ولو أدى ذلك إلى ارتكاب المحظور الاجتماعي والأخلاقي، أو أدى إلى الهجرة المحفوفة بمخاطر الغرق والخطف والضياع، أما الباقون في سورية فراحوا يبحثون عن لقمة ودواء أصبحا في زمن الحصار والحرب رهناً لإرادة وتحكّم مقتنصي الفرص، وتجار الدم السوري في الخارج والداخل، شركاء المحاصرين وأدواتهم.
الأطفال السوريون، وخاصة أبناء الفئات الفقيرة والمتوسطة (تلاشوا) أمام عيون أمهاتهم وآبائهم، بعد أن عزّ الغذاء، وقلّ الدواء، وبعد الارتفاعات الفلكية لأسعارهما في ظل الحصار الجائر.
الأسلحة والأموال الداعمة للإرهاب قتلت الأطفال السوريين، والحصار الاقتصادي الظالم يتابع حصد من بقي منهم على قيد الحياة.
أوقِفوا الحصار الظالم على سورية وشعبها، فهو وفق جميع القوانين والأعراف والشرائع جريمة ضد الإنسانية، ووصمة على جبين فارضي الحصار.
كفى! دعوا شعبنا يقرر مصيره، فرغم سنوات الحرب والحصار لن نتخلى عن حقنا في الحوار والتوافق على مستقبل بلادنا الديمقراطي، العلماني!