كلمة رابطة النساء السوريات في المؤتمر الـ13

زينب نبوّه:

باسم رابطة النساء السوريات أحيي الرفيقات والرفاق الأعزاء مندوبي ومراقبي مؤتمرنا الثالث عشر، متمنية له النجاح في أعماله، معبرة عن ارتياحي الشديد للشعارات التي انعقد المؤتمر على أساسها والتي عبرت بوضوح عن سياسة وتوجه حزبنا.

قبل أن أتحدث عن بعض المحطات أو المراحل النضالية بشكل موجز جداً عن رابطة النساء السوريات، لابد أن أحيي الذكرى الخامسة والتسعين لحزبنا الشيوعي السوري الموحد، وليد ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى التي أحدثت انعطافاً ثورياً هاماً لم يطوها التاريخ لأنها صنعت تاريخاً ولايزال شرفاء العالم يناضلون وفي حوزتهم أهم تراث فكري وتجارب ثورة.

إن وجود الرابطة على الساحة السورية كنواه منظمة للنساء قبل أكثر من سبعين عاماً تنادي بحقوق المرأة في المشاركة في الأحداث الوطنية، من أجل توطيد الاستقلال الوطني والتحرر من مخلفات الانتداب، إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي تمس المرأة، وفي مقدمتها نشر أفكار الاشتراكية العلمية في محاولة نشر الوعي في أوساط النساء.

وكان هذا حدثاً هاماً في حياة المرأة السورية والعربية.. سبعون عاماً من النضال المشرف ورابطة النساء السوريات تتابع بخطوات ثابتة حتى الآن انتزاع الاعتراف بحقوق المرأة، في محاولة تغيير القوانين الظالمة والمكبِلة لطاقاتها بعزم وإصرار على المتابعة كجزء من القضية الاجتماعية والوطنية العامة.

إن تعديل منظومة التشريعات الوطنية القائمة على مبادئ المساواة وعدم التمييز بين المواطنين ومدى انسجامها مع حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية هي الضرورة الحتمية والأساسية في تطور مجتمعنا السوري.

لقد اتسعت وتعمقت مصاعب ومظالم المرأة والأسرة السورية نتيجة الحرب المدمرة التي شنت على الشعب السوري ومقدراته، وأعاقت عملية النهوض بالمرأة، وبكل فئات المجتمع، حيث تفشى الفساد والتخريب وأدى إلى انهيار الاقتصاد المنتج وحتى مؤسسات التعليم، هذه الأحداث الأخيرة الكارثية التي حلت بسورية خلال السنوات التسع الأخيرة، وتدخل القوى الإمبريالية الأمريكية والصهيونية والتركية تركت أثرها على عمل منظمتنا ونشاطها كما في كل مرافق الحياة في سورية.

والآن ونحن على أبواب النهوض من العاصفة السوداء التي ألمت بنا وأمام ثقل مهمات النهوض والبناء، تواجهنا هجمة التيار الديني الأصولي في تشريع قوانينه في الحياة السورية يعاونه في ذلك تيار الفساد والنهب في التركيز على افتقاد السياحة والاستهلاك قبل إعادة بناء الاقتصاد المنتج الذي يرمم قوة الحياة للإنسان السوري.

إن إنقاذ الوطن من براثن توحش الفساد والتطرف الديني وآثار الحرب تعيدنا مجدداً إلى أساس البناء الوطني الذي عليه أن يربط بين مفهوم التنمية والعدالة الاجتماعية والقانونية.

وأخيراً ورغم كل الصعوبات عقد المؤتمر الثامن للرابطة بحضور ممثلات عن المحافظات حيثما أمكن، وانتخب المؤتمر لجنة تنفيذية ومكتباً تنفيذياً جديداً ورئيسةً للرابطة، كما زار عدد من عضوات المكتب التنفيذي بعض المحافظات، وكلنا ثقة أن عضوات الرابطة سيواصلن بعزيمة أفضل حل مهمات المرحلة المقبلة.

تحية من القلب إلى كل الرائدات الأوائل اللاتي انطلقن من الظلام، ورأين النور بأعين المستقبل، ستبقى أعمالهن وقصص كفاحهن منارات تهتدي بها مسيرة الحركة النسائية العربية والعالمية.

وكل أمنياتنا بالنجاح لمؤتمرنا الثالث عشر.. وشكراً.

 

العدد 1104 - 24/4/2024