في الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد عرفات.. مهرجان خطابي لمنظمة التحـريـر الفـلسطينيــة

إحياءً للذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد قائدة الثورة الفلسطينية ياسر عرفات، أقامت منظمة التحرير الفلسطينية بدمشق مهرجاناً خطابياً في مخيم السيدة زينب، حضره جمهور غفير وممثلون عن الفصائل والقوى الفلسطينية.

وألقت الرفيقة زينب نبوة كلمة باسم الحزب الشيوعي السوري الموحد، جاء فيها:

الحضور الكريم

أيتها الأخوات والإخوة!

الرفيقات والرفاق الأعزاء!

الرفيقة المناضلة هدى بدوي، مسؤولة إقليم سورية!

باسم الحزب الشيوعي السوري الموحد أحيّيكم جميعاً، وأتقدم من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق بأصدق المشاعر في الذكرى الخامسة عشرة لرحيل القائد الشهيد الكبير الأخ ياسر عرفات (أبو عمار) رئيس حركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس السلطة الفلسطينية ودولة فلسطين.

رحل عنا القائد الوطني والقومي الكبير منذ خمسة عشر عاماً، ولايزال حاضراً بيننا نتلمس وجوده في وجوه شباب فلسطين ورجالها ونسائها، في الكوفية التي تعانق المناضلين، وفي الراية الوطنية المرفرفة الآن في مخيمات الشتات وأنحاء الوطن المحتل. لذلك نقول للأخ الكبير والقائد الأول: (نم أبو عمار هنيئاً في مثواك الأخير، ولسوف تتحقق نبوءتك حين قلت إنه سيأتي يوم يرفع فيه شبلٌ وزهرة من فلسطين راية الاستقلال فوق مآذن القدس وأجراس الكنائس).

في ذلك اليوم سوف نسير خلف جثمانك الطاهر، الذي سينتقل إن شاءت الأقدار في مسيرٍ تاريخي من رام الله إلى المدينة المقدسة (القدس) عاصمة دولة فلسطين الأبدية، شاء من شاء وأبى من أبى، كما كنت تقول دائماً.

الإخوة والأخوات، أيها الحفل الكريم!

نحْيي ذكرى القائد عرفات وشعبنا الفلسطينية الشقيق يخوض معركته في الدفاع عن قضيته وحقوقه الوطنية في وجه (صفقة القرن) ومشروع إسرائيل الكبرى، ولكَم شعرنا نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد بالغبطة الشديدة ونحن نشهد وحدة الموقف الوطني الفلسطيني، على الصعيد الحزبي والفصائلي، وعلى الصعيد الشعبي، في رفض (الصفقة الفاسدة) ورفض التجاوب معها، والتمسك بالحقوق الوطنية المشروعة لشعب فلسطين، وفي رحيل الاحتلال والاستيطان الكولونيالي، وقيام الدولة الوطنية الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين بموجب القرار ،194 إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجّروا منها منذ العام 1948 باعتباره حقاً مقدساً، أؤكد حقاً مقدساً، لا يصح التنازل عنه ولا المساومة عليه، فهو ركن رئيس من أركان القضية الوطنية الفلسطينية.

ويسرنا نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد أن ذكرى هذا الرمز الوطني تحْييها منظمة التحرير الفلسطينية، آملين أن تعزز هذه المناسبة الوحدة الوطنية الفلسطينية على طريق استعادة الحقوق.

أيتها الأخوات أيها الإخوة!

لقد وقفت بلادنا سورية بكل إمكاناتها حكومة وشعباً وأحزاباً، فاحتضنت منذ البدايات بكل قواها الشعب الفلسطيني الذي واجه أبشع المجازر في حرب وحشية طويلة الأمد لعقود لم ير التاريخ مثيلاً لها، في خرق صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية، امتزج فيها الدم السوري بالدم الفلسطيني في معارك كثيرة على تراب فلسطين وسورية ولبنان.

فقضية فلسطين هي قضيتنا المركزية، قضية العرب جميعاً من حيث بعدها القومي في إدارة صراع طويل الأمد مع العدو الصهيوني الذي يهدد المنطقة العربية بكاملها. ومن الواضح لنا نحن في سورية أن كل ما يصيب فلسطين له مردوده على العالم العربي، فقد أثبتت خبرة نحو قرن من النضال أن العالم العربي لا يمكن أن ينعم بالاستقرار إلا إذا استعاد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

لقد شكل نضال الشعب الفلسطيني طول امتداده مشعل ضوء وعلامة فارقة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني والعربي، وسيبقى مشعل الضوء الوحيد في عتمة الوضع العربي، ولحظة الأمل في مناخه الذي تظلله الغيوم الداكنة، فقد عمّق ورسخ مفهوم المقاومة كشكل نضالي وأدخله في الفكر السياسي الفلسطيني الاستراتيجي الذي يتجلى في إصرار الشعب الفلسطيني على الدفاع عن قضيته حتى النصر.

ويطيب لي هنا أن أحيّي النضال الباسل الذي تخوضه المرأة الفلسطينية، وأن أعبّر عن اعتزازنا بالعلاقات النضالية الوثيقة بين رابطة النساء السوريات، المنظمة النسائية للحزب الشيوعي السوري الموحد، مع كل المنظمات النسائية الفلسطينية دون استثناء، من خلال اللجنة النسائية العربية في سورية لدعم الانتفاضة الفلسطينية أعوام 2000 -2009 التي لعبت دوراً هاماً على الساحة السورية، دفاعاً عن القضية العادلة للشعب الفلسطيني.

تحية لروح الشهيد الخالد القائد ياسر عرفات.

تحية لـ (م. ت. ف.)، الممثل الشرعي الوحيد لشعب فلسطين.

تحية لأرواح شهداء فلسطين وسورية وشهداء شعوبنا العربية في مقاومة المشروع الصهيوني والإمبريالي.

تحية لشعب فلسطين، من هنا، من قلب دمشق، التي ستبقى دوماً وفية لمبادئها الوطنية والقومية دون تراجع ولا تنازل.

عاشت فلسطين حرة عربية مستقلة.

عاشت سورية حرة موحدة أرضاً وشعباً وقد استعادت كل شبر من أرضها من سيطرة الإرهاب وقوى التدخل الخارجي والاحتلال.

العدد 1102 - 03/4/2024