النواب الشيوعيون في مجلس الشعب: إلى أين تأخذنا هذه الموازنة؟

ناقش مجلس الشعب في جلساته المنعقدة بتاريخ 27-28/10/2019 بيان الحكومة المالي حول مشروع الموازنة لعام ،2020 على مدار يومين، وقد داخل عدد من السادة أعضاء المجلس ومنهم الرفيق ملول الحسين (عضو المكتب السياسي لحزبنا الشيوعي السوري الموحد) هذا نصها:

شكراً السيد الرئيس

السيدات والسادة أعضاء المجلس!

تأكيداً لما سبق في مداخلات العديد من الزملاء، أبدأ بالقول إن ما سمعناه من السيد وزير المالية حول مشروع الموازنة لعام 2020 كلام جميل وجيد ويبعث على التفاؤل، لكن عندما تقرأ ما بين الأسطر من الأرقام تصاب بالإحباط، إذ يتبين أن الرقم 400 مليار ليرة سورية حسب الجدول رقم 2 الصفحة 6 هو كرقم أكبر من رقم موازنة ،2019 لكن لنرَ ما هي القيمة الحقيقية لها؟! إنها ليست إلا 2,6 مليارات دولار لا أكثر، رغم أن البنك المركزي يقول 9 مليارات دولار، لأنه مصرّ على احتساب سعر الصرف للدولار بـ 424 ل.س، بينما نعلم جميعاً عملياً أن السعر ما بين 625 و650 ل.س، وكما نعلم في موازنة 2019 عندما أعلن عنها سعر الصرف 503 ل.س، من هنا كان من الضروري التأكيد على زيادة الرواتب والأجور بنسبة مقبولة، لردم الهوة بين الأجور والأسعار.

كما يلاحظ في موازنة 2020 انخفاض في الدعم الحكومي الاجتماعي من 811 مليار ليرة، إلى 372 مليار ليرة، ما معنى هذا؟ هذا يعني ارتفاعاً جديداً في أسعار السلع المدعومة سابقاً من خبز وكهرباء وغيرها، وهذا الانخفاض موزع على الدقيق والإنتاج الزراعي والمشتقات النفطية وصندوق المعونة الاجتماعية. من هنا يمكن التوصل إلى نتيجة: إن الظروف المعيشية ستزداد سوءاً من خلال ما لاحظنا من الانسحاب التدريجي للحكومة عن الدعم اليسير الذي تقدمه.

كذلك لاحظنا أن العجز المالي في ازدياد وصل إلى ما يقارب 55% وهذا يعني مزيداً من التضخم القادم إلينا، أي مزيداً من الارتفاع في معدل البطالة وهو كبير أصلاً.

أتساءل: إلى أين تسير بنا هذه الموازنة؟ وهل هذا هو المستقبل الواعد لشعبنا الصامد؟!

كنا نأمل أن تأتي موازنة لمصلحة عامة الشعب، وأن تحلّ الصعوبات المعيشية للمواطن السوري، وليس زيادة الطين بلة.

نحن نتطلع إلى موازنة تلبي وتلاقي تطلعات شعبنا وأصحاب الدخل المحدود خاصة في العيش الكريم، لا أن يعيش في وهم الأرقام.

وشكراً!

العدد 1104 - 24/4/2024