رحيل الرفيق عزيز غريبة

غيب الموت الرفيق عزيز مرهج غريبة، وهو من مناضلي الحزب الشيوعي السوري الذين قدموا للحزب كل الدعم وفي كل الأوقات الحرجة التي تعرض لها حزبنا خلال مختلف الظروف والنظم الديكتاتورية التي مرّت على سورية، لاسيما خلال زمن الوحدة السورية المصرية الذي عانى فيه الحزب مرارة الملاحقة والسجن والتعذيب، وكذلك الشعب السوري.

قدم الرفيق عزيز بيته في جورة الشياح في مدينة حمص ليكون مكتباً لقيادة العمل السري مع إقامة دائمة للرفاق من قيادة الحزب، وأذكر منهم الرفاق ماهر الجاجة ومحمد الجاجة والرفيق أبو جون مطانيس سليمان وآخرين، وكانت الرفيقة أم طارق التي ضحت بوقتها من أجل خدمة الرفاق المقيمين ليلاُ نهاراُ من طعام وغير ذلك من خدمات، على حساب أبنائها، فقد كان ممنوعاً على الطالبة ميادة ابنتها اصطحاب أحد معها الى البيت حرصاً على سلامة الرفاق المقيمين.

عمل الرفيق عزيز في النقابات (نقابة الصحة ونقابة عمال المصارف والتجارة والتأمين) وكذلك عمل في شركة رودكو للأعمال الإنشائية، وكان مديراً مالياً متميزاً بنظافة اليد وحرصه على تطوير عمل القطاع العام الإنشائي.

عملنا معاً في النقابات وخاصة في المنظمة العمالية التابعة للجنة المنطقية بحمص، ثم في المكتب النقابي المركزي التابع للحزب الشيوعي السوري مع رفاق رحلوا أذكر منهم (حاتم السباعي، وجميل الشيخ عثمان، وعز الدين الرضوان، ونادر البني،  ومنصور أتاسي، ونادر طويلة، وعبد السلام الرضوان، وفرحان حلواني) وقدم هذا المكتب دراسات كاملة لتعديل قانون العمل لعمال القطاع الخاص وقانون التأمينات الاجتماعية لعام 1959، ودراسات هامة لتعديل  القانون الأساسي للعاملين في الدولة لعام 1980، واقترحنا تعديلات هامة ساهم فيها الرفيق عزيز، وأُخذ بمعظمها من قبل الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية والحكومة السورية.

الرفيق عزيز غريبة واحد من مناضلي الحزب الذين ترفعوا عن كل مغريات المناصب والامتيازات، كان يرغب بالعودة إلى سورية. عندما اتصلت معه عام 2018 وأبلغته عزمي على السفر إلى سورية، تنهد عميقاً وبأسف أبلغني أن الطبيب منعه من السفر نظراً لضعف عمل القلب.

أيها الرفيق الراحل عزيز غريبة، لروحك السلام! ستبقى ذكراك في قلوبنا، وللعائلة الكريمة أم طارق وميادة وجميع الأبناء وللرفيق أبو طالب والأهل والرفاق تعازينا القلبية الحارة والعوض بسلامتكم جميعاً.

يوسف فرحة

 

قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد وأسرة تحرير صحيفة (النور) تتقدمان من عائلة الرفيق الراحل عزيز غريبة، وأقربائه وأصدقائه، بأحر العزاء. لقد كان الراحل مناضلاً شيوعياً صلباً، عمل طيلة حياته في صفوف الحزب لخدمة المصالح العليا للوطن والشعب بجرأة ونبل نادرين.

لن ينسى الشيوعيون السوريون مآثر الراحل عزيز غريبة.

العدد 1102 - 03/4/2024