وفاة الرفيق بديع مسوح (بديع الدبابة)
في نهاية أيار الماضي، غادرنا الرفيق بديع مسوح عن عمر يناهز سبعين عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. انتسب الرفيق بديع إلى الحزب الشيوعي في أوائل ستينيات القرن الماضي، في بلدته (حب نمرة) التي كان يطلق عليها من قبل جيرانها (موسكو الثانية) وذلك أسوة بعشرات الشباب وتماشياً مع المد الكبير للأفكار الشيوعية وللماركسية اللينينية في ذلك الوقت.
آمن وحلم كغيره من الشباب بالاشتراكية والشيوعية التي تنادي بإلغاء استثمار الإنسان لأخيه الإنسان على هذه الأرض، وتحقيق الحرية والعدالة والمساواة.
ناضل الرفيق بديع لفترة طويلة في الحزب، إذ عمل كادراً في منظمة البلدة، ثم مسؤولاً عن الريف الغربي في محافظة حمص لسنوات عديدة، متنقلاً من قرية إلى قرية ومن رفيق إلى رفيق على دراجته النارية التي كثيراً ما كانت تتعطل معه، فيجرّها بيديه، وإذا رآه أحد معارفه يمازحه قائلاً: مالك يا أستاذ بديع تجرّها بدل أن تجرّك؟! فيردّ الرفيق بديع مازحاً أيضاً: وأنا مستعدّ أن أحملها بدل أن تحملني! وخلال ذلك عانى كثيراً لإيصال سياسة الحزب ومطبوعاته إلى الرفاق والأصدقاء.
تمتّع الرفيق بديع بأخلاق حميدة وبنفس كريمة وروح معطاءة وعلاقة وثيقة مع الآخرين.
وقد لُقِّب بـ(الدبّابة)، لقوّته البدنية أولاً، ولأنه أدى خدمته الإلزامية سائق دبابة ثانياً، كما عمل مربّياً لعشرات السنين.
وداعاً يارفيق بديع… سنذكرك دائماً.
رفيقك بديع شماس