بين ما تقدمه المعارض وما يحتاجه المواطن

ولاء العنيد:

في العامين الماضيين عادت الحياة إلى مدينة المعارض في دمشق، وعادت معها معالم التعافي إلى الحركة الاقتصادية والصناعية في سورية، ومع كل معرض يأمل السوريون أن يعود عليهم بالخير ويقدم لهم ما يساعدهم في حياتهم وأعمالهم، ليصبح بذلك المعرض وجهة للمهتمين بالتعرف على كل جديد على كل الأصعدة. واليوم تشهد مدينة المعارض فترة جديدة من الازدهار يسببها زوار المعرض وحركة اقتصادية يساهم بها المعرض. ولكن في ظل تبعات هذه الحرب السوداء، ظهرت مفارقات كبيرة وأصبحت المعارض تخاطب فئة واحدة بمنتجاتها وخدماتها وهي الفئة الميسورة مالياً، وهي الوحيدة القادرة على الاستفادة من هذه المعارض التي كان من المفروض أن تقدم خدماتها لكل الفئات وليس فقط للأغنياء والميسورين. فالبداية كانت بمعرض دمشق الدولي التخصصي للسيارات والآليات ومتمماتها والذي شهد انتقادات وجه جلها لوزير النقل المهندس علي حمود الذي افتتح المعرض، وإلى الأسعار الخيالية التي عرضت بها المنتجات بداخله والتي لا تتناسب بأي شكل مع مستوى الدخل في سورية، وكما هو معلوم فأكثر من 75% من السوريين يعتمدون في دخلهم على العمل في القطاع الخاص أو القطاع العام، وفي أفضل الأحوال أعمال تجارية متواضعة على مستوى بسيط، وهذا لا يتيح لهم شراء سيارة من السيارات التي كانت معروضة وحتى لو كانت صينية المنشأ بأقل من 11 مليون ليرة سورية. والمفارقة تظهر أنه في الوقت الذي يقام به المعرض كانت ولا تزال مشكلة النقل في البلاد قائمة والناس ينتظرون ساعات وسائل النقل ليصلوا إلى بيوتهم وأعمالهم، ولم يظهر دعم وزارة النقل لحل هذه المشكلة مقارنة بدعمها للمعرض التخصصي للدولي للسيارات والآليات ومتمماتها.

ومن المؤكد أن المواطن السوري كان ينتظر رؤية ملامح مساهمات وزارة النقل على الشارع السوري في زيادة عدد باصات النقل العام وإضافية خطوط سير وباصات تخدم المسارات المضغوطة التي لا يكفيها عدد الباصات التي تعمل على خدمة هذا المناطق وضخ عدد إضافي من باصات النقل العام التي قد تساهم في حل المشكلة ولو بشكل بسيط، مع العمل على فرض التسعيرة للخدمة المناسبة لكل خط سير ومعاقبة وسائل النقل العام المخالفة للقوانين، وعلى وجه التحديد سيارات الأجرة، وعلى أمل أن تحل أزمات المواطن السوري يبقى عليه احتمال معاناته اليومية بينما تحتضن مدينة المعارض سائر الفعاليات الأخرى والمعارض المتتابعة التي يأمل المواطن أن تكون قريبة منه أكثر من السابقة.

العدد 1104 - 24/4/2024