الهدف تدريب وتعليم مليون طالب جامعي

ولاء العنيد:

لطالما عانى الشباب السوري من قلّة فرص العمل ومن المتطلبات الكثيرة والمعايير العالية التي يجب أن يتصفوا بها ليمارسوا العمل في شركة محترمة، إذ لم تعُد الشهادة الجامعية تكفي بل كلما كثرت في حصيلة المتقدم للعمل دورات ومهارات، زادت فرص قبوله أكثر، وهذا ما أصبح يسعى إليه الكثير من الشباب.

بات الباحثون عن عمل ينخرطون في كل دورة تدريبية وتعليمية لتحصيل خبرة ومعرفة أكبر تزيد من فرص نجاحهم في أعمالهم وحياتهم المهنية، لكن الإقبال على مثل هذه الدورات رفع من تكاليفها بشدّة وأصبحت تكبد فئة الشباب مبالغ كبيرة.. مما قلل فرص الكثير من الشباب المنتمين لفئة متوسطي ومحدودي الدخل.

وفي ظل هذه الظروف القاسية ظهرت حملة تهدف إلى تدريب وتعليم مليون طالب جامعي سوري، برسوم بسيطة جداً لقاء منحهم الخبرة والمعرفة التي يبتغونها.

تحت شعار (العلم للجميع) كانت الحملة تشق طريقها للعام الثاني، وقد لاقت إقبالاً وصدىً كبيرين بين فئة الشباب الجامعي وحديثي التخرج، وبين مزيج الدورات المختلفة نال كثيرون حصتهم من التدريب والمعرفة حتى غير الجامعيين كانت لهم حصة في الدورات المهنية، فقد تنوعت الدورات التي تضمها الحملة بين مجالات التنمية البشرية والعلمية واللغات، مما يتيح لشريحة واسعة من الشباب السوري الاستفادة منها. فقد نُفِّذت قرابة ٧٠ دورة تدريبية ونحو ٤٠ ساعة تدريبية لكل واحدة منها، لينهل الشباب المعرفة والعلم منها مقابل تكاليف بسيطة لا تتخطى ٥٠٠٠ آلاف ليرة، وهو مبلغ صغير يمكّن الشباب الجامعيين من فتح الطريق أمامهم لنيل فرصة عمل جيدة أو تطويرهم في مجال عملهم أو شغفهم.

فكرة الحملة بحد ذاتها فكرة تستحق الدعم لأنها تسعى لدعم ملايين الشباب الذين بحاجة إلى يد تمتد لهم المهارات والخبرات في هذه الأوضاع الاقتصادية الخانقة، وتساعدهم للخروج من ظروف حياتهم الحالية وخوض معركة الدخول إلى سوق العمل بقوة مسلحين بما يكفي من المعرفة المهنية والعلمية.

ليت شعار العلم للجميع يطبق في جل المعاهد ومراكز التدريب في البلد، ويكون لهم أيادٍ بيضاء في دعم الشباب عن طريق تقديم منح للطلاب أو تقليص رسومهم وتخصيص حسومات خاصة بهم، تمنحهم القدرة على إمكانية الاستفادة منها في تطوير حياتهم الشخصية والمهنية، والأهم أن يكون هناك دعم بما يكفي من الجامعات السورية، وأن تحتوي على الجانبين العلمي والتدريبي فكلاهما مهم للشباب السوريين في الفترة القادمة.

العدد 1104 - 24/4/2024