تظاهرة شعبية حاشدة لـ (الشيوعي) اللبناني للإنقاذ… ومواجهة سياسة الانهيار

(إلى الشارع للإنقاذ…في مواجهة سياسة الانهيار) تحت هذا الشعار الذي أطلقه الحزب الشيوعي اللبناني، نفذّ صباح اليوم تظاهرة شعبية حاشدة بمشاركة قوى حزبية وطنية سياسية ونقابية ومدنية وثقافية وحشد من الشيوعيين. انطلقت من أمام مصرف لبنان وصولاً حتى ساحة رياض الصلح.

ورفع المتظاهرون يافطات تطالب بحق المواطن بـ (الضمان الصحي، العمل، السكن، الكهرباء..)، (إصدار قانون يضمن الحماية الفورية لاحتياط تعويضات نهاية الخدمة العائدة)، (إصدار قانون يلزم الدولة بإجراء تصحيح للأجور في القطاعين العام والخاص كلّما زاد التضخم عن 5%.)، (المعالجة الفورية لملف استيراد وترخيص وتسعير الدواء، وصولاً إلى كسر احتكار الدواء)، و(اعتماد نظام ضريبي تصاعدي على الدخل، زيادة معدلات الضريبة على التحسين العقاري والفوائد المصرفية).

بعد النشيد الوطني، ألقى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب كلمة وقال (في الشارع نحن اليوم للإنقاذ في مواجهة سياسة الانهيار،

لإنقاذ الوطن واللبنانيين عموماً من سلطة سياسية فاسدة وعاجزة عن تشكيل حكومة جراء تفاقم أزمة نظامها السياسي الطائفي، كل الصيغ والاتفاقات لم تعد تنفع لإنقاذه، ومع ذلك يحاولون ويحاولون إحياء هذا النظام على خطابهم المذهبي وعلى الفتن والدماء، ويمارسون سياسة قهر اللبنانيين والمس بكراماتهم وإفقارهم وتهجيرهم وتهديدهم بلقمة عيشهم للسيطرة على إرادتهم،

فشعب لبنان الذي قاوم وانتصر على العدو الصهيوني، هو شعب حرّ وحرّ وحرّ، ولن يتمكن هذا التحالف السلطوي – المالي من الوقوف بوجهه بعد أن فشل وأوصل البلد إلى حافة الانهيار ويريد تحميل نتائج سياساته للبنانيين ليتهرب من تحمل المسؤولية.).

وأضاف (اقتصاد البلد لم يعد بعيداً عن انهيار وشيك، والدولة في وضع غير قادرة فيه على تمويل إنفاقها على أبسط خدماتها للمواطنين، ولا على تسديد خدمة ديونها. وهذه نتيجة سياساتها القائمة على المحاصصة والهدر والفساد الذي بلغ 30% من الناتج المحلي وذهب فساداً إلى جيوب هذا التحالف ورموزه، فبدل تغيير هذه السياسات تحاول السلطة إحياء نموذجها الاقتصادي الذي أعلن الجميع وفاته. هذه السلطة ليست قادرة على إعطاء اي شيء من الحقوق، لا على صعيد العمل والوظائف ولا على صعيد الأجر والصحة والسكن والكهرباء والمياه النظيفة والبيئة… ليس لديها أي جواب على أي شيء، وتهدد اللبنانيين في كل شيء،

هي لا تقيم وزناً لأحد، يطالبها العمال والموظفون والمعلمون والأجراء والمزارعون والمتعاقدون والمتقاعدون بمطالبهم فلا تستجيب

يطالبونها بوقف مزاريب الهدر والفساد في المرافئ والجمارك والمطار والمنطقة الحرّة (في المطار) وكهرباء لبنان ووزارتي الأشغال والاتصالات والأملاك البحرية والنهرية والمشاعات والكازينو وغيرها؛ وبإقفال الصناديق العامة مجلس الجنوب وصندوق المهجّرين ومجلس الإنماء والإعمار فلا تستجيب،

يطالبونها بإغلاق دكاكين التعليم الخاصة المجانية التي يجري تمويلها من المال العام، ووقف التحويلات المالية إلى جمعيات وهمية خاصة بحاشية المسؤولين وبتخفيض معاشات النواب والوزراء الحاليين والسابقين، وكذلك في التقديمات والمنافع الاجتماعية والتقاعدية الممنوحة إليهم، وإلى بعض كبار موظفي الدولة، فلا تستجيب.

وتابع (ورغم كل هذا الفشل لا يعترفون بفشلهم بل يستمرون في النهج عينه من خلال تنفيذ مقررات مؤتمر باريس 4 (سيدر): بفرض ضرائب غير مباشرة عبر رفع الدعم عن الكهرباء وخفض التقديمات للصناديق ومعاشات التقاعد ونظام التقاعد على موظفي الدولة وتحجيم القطاع العام.

وإلى اللبناني وجّه غريب نداءه (فتعالوا للإنقاذ في مواجهة سياسة الانهيار، فإنقاذ لبنان يكون بوقوع الإنهيار على رؤوس هذا التحالف السلطوي – المالي. فاخرجوا أيها اللبنانيون من متاريس الطوائف إلى رحاب الوطن وأسقطوا مقررات باريس 4 (سيدر) في شوارع بيروت كما سقطت في شوارع باريس فالتحالف الحاكم وتعليمات صندوق النقد الدولي وراء الانهيار الوشيك لاقتصاد البلد، تعالوا لمحاكمة السلطة السياسية الفاسدة واسترجاع المال العام المنهوب.

بدوره قدّم النائب الدكتور أسامة سعد، رئيس التنظيم الشعبي الناصري، تحية إلى المتظاهرين وقال) ألف تحية لكم يا من نزلتم إلى شوارع بيروت لإنقاذ الوطن من الإنهيار، جئتم لا لنصرة طائفة أو استجابة لنداء زعيم بل تلبية لاستغاثة المواطنين ورفضاً للطائفية والفساد والتبعية والاستغلال).

وأضاف (فالمواطنون من كل المناطق والانتماءات الدينية والمذهبية يعانون من النتائج الكارثية لسياسات الحكومات المتعاقبة منذ الطائف حتى اليوم ومن نظام الزبائنية والمحاصصة الطائفية والعجز والفشل في ايجاد الحلول لمشاكل البلد ومن نظام الريوع والاحتكار والمضاربات.

وشهداء المقاومة من كل الأطياف لم يستشهدوا إلاّ من أجل تحرير الوطن وكرامته، وكان لهم ما أرادوا، استشهدوا من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية. ولكن ما هو واقعنا الآن؟ سلطة المحاصصة الطائفية والمذهبية، أمامنا قهر اجتماعي يعاني منه كل لبنان، عجز وفشل في إدارة ملفات الدولة بعد كل هذه التضحيات التي قدمها شعبنا، سلطة طائفية ومذهبية أفقدت البلد حصانته الوطنية ووحدته الوطنية واضعفت قدرة لبنان على مواجهة التحديات والمخاطر.

الأزمة السياسية التي يتحدثون عنها هي أزمة النظام اللبناني، وليست أزمة تشكيل حكومة، الوضع السياسي والنظام السياسي وصلا إلى التعفن والاهتراء).

وتابع (نشهد أزمات متتالية: فراغ في موقع رئاسة الجمهورية، وفي الحكومات، فراغ في مجلس النواب عبر التمديد المتكرر، نظام محاصصة تحول إلى نوع من الكونفدرالية الطائفية داخل السلطة باتت تهدد وحدة الدولة وتدمر مؤسساتها التي باتت مرتعاً للفساد).

وأكدّ سعد على أن (حقوق اللبنانيين في قبضة الفساد والقوى الطائفية)، متسائلاً (أين قوى التغيير؟ أين القوى الوطنية التقدمية الديمقراطية التغييرية المقاومة؟ أين الشباب ودوره في مواجهة الواقع المزري؟، مشدداً على أن )تظاهرة اليوم هي الجواب، هي تعبير عن نقمة شعبية عامرة، وعن تمرد شعبي ضد واقع لم يعد بالإمكان احتماله، وهي خطوة متجددة من أجل أن تستعيد الحركة الشعبية والشبابية دورها.

أما المعاناة الاقتصادية فالناس تعيش هذا الواقع، الأنين الاجتماعي بلغ مداه.

العدد 1104 - 24/4/2024