تحالف أمريكي تركي لغزو الأراضي السورية صفاً واحداً لمقاومة الغزاة ومنع التقسيم

يواصل أردوغان حشد قواته على الحدود السورية، وسط ضخ إعلامي تركي حول (الحدود الآمنة وتحييد مصادر التهديد) والمقصود هنا غزو منبج، واحتلال شرق الفرات، وفرض واقع جيد على الأراضي السورية، تنفيذاً لمخطط الحليفين الأمريكي والتركي، اللذين لم يوفرا جهودهما من أجل عرقلة أي جهد سلمي لحل الأزمة السورية، والاستمرار في التصعيد العسكري بهدف وضع المنطقة بأسرها على حافة البركان، وفرض الشروط في أي حل مستقبلي، خاصة بعد الإنجازات التي حققها الجيش السوري في مواجهة الغزو الإرهابي، واستعادته معظم الأراضي السورية.

الأمريكيون وكعادتهم يمارسون اليوم بهلوانيتهم على مئة حبل، فرغم الاتفاق مع الأتراك على مخطط غزو الأرض السورية، وإعلانهم عن تحالفهم (المؤقت والتكتيكي) مع (قسد) يصرحون اليوم عن رفضهم للغزو التركي لشرقي الفرات، من جهة، لكنهم لا يَعِدون (قسد) بالدفاع عنها من جهة ثانية، ويهيئون (معتدليهم) للمضيّ في مخطط التقسيم بالتناغم مع أردوغان من جهة ثالثة.

جاء التحرك الأمريكي التركي على خلفية (حلحلة) معضلة تشكيل لجنة الدستور السوري، وإعلان لافروف استكمالها تمهيداً لبدء اجتماعاتها، في سياق العملية السياسية. فالإدارة الأمريكية لا تعترف بأستانا ولا بجهود الدول الضامنة، وتخشى النفوذ الروسي في المنطقة، والتصعيد العسكري هو الأداة التي تستخدمها لفرض شروطها، وقبض الثمن للإفراج عن جهود التسوية السورية.

واهمٌ من يعتقد أن الغزاة سيجدون أغصان الزيتون في استقبالهم، فالشعب السوري بكل فئاته وأطيافه السياسية والدينية والإثنية سيقف صفاً واحداً في موجهة الغزو التركي الأمريكي، ورغم ارتماء بعض الفئات الكردية في الحضن الأمريكي، والانسياق وراء مخططه التقسيمي، لكن مواطنينا الأكراد سيبرهنون في تصديهم للعدوان على تمسكهم بالتعايش الأخوي مع بقية مكونات شعبنا في ظل سورية الواحدة.. الموحدة أرضاً وشعباً، سورية الديمقراطية العلمانية.

الدعم.. كل الدعم للمدافعين عن منبج وشرقي الفرات، عن كل شبر من الأرض السورية، والخزي والعار لمن يهلل للتقسيم وللساكتين الشامتين بالمخاطر التي تحدق بمواطنينا الأكراد، وبأرضنا وتراب وطننا في الشمال والشرق!

عفرين، ومنبج، والفرات بشرقه وغربه، كلها أراض سورية، والسوريون لم يتعودوا التفريط بأرضهم.

العدد 1104 - 24/4/2024