وقفات تضامنية دعماً لأهلنا في الجولان السوري المحتل

نظّمت فعاليات رسمية وشعبية من محافظات السويداء ودمشق وريفها، وقفة تضامنية مع أهلنا الصامدين في الجولان السوري المحتل، وذلك في موقع عين التينة المقابل لبلدة مجدل شمس المحتلة تأكيداً للوقوف إلى جانبهم  في مواجهتهم المشرفة للاحتلال الإسرائيلي وانتخاباته المزعومة، كما نظمت في كل من السويداء وشهبا وجرمانا وقفات تضامنية مع صمود أهل الجولان. فليخرج الأمريكيون والأتراك!

أكدت القمة الرباعية في اسطنبول، التمسك بسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، والالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة في جهود تسوية الأزمة السورية، مع رفض الأجندات الانفصالية التي تهدد سيادة  سورية ووحدتها، والأمن القومي للدول المجاورة، وأن حل الأزمة السورية لن يكون عسكرياً، وإنما يتحقق عبر مسار سياسي قائم على المفاوضات بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم ،2254 ومواصلة العمل المشترك ضد الإرهاب حتى القضاء التام على تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) والأفراد والجماعات والتنظيمات التي لها صلة ب(القاعدة) أو (داعش) وغيرهما التي يصنفها مجلس الأمن الدولي إرهابية، ودعت إلى تشكيل لجنة صياغة الدستور السوري الجديد قبل نهائية العام 2018 بهدف تحقيق الإصلاح الدستوري وتهيئة الأرضية لانتخابات حرة ونزيهة برعاية أممية يشارك فيها جميع السوريين، وبضمنهم المغتربون، وتلبي أعلى معايير الشفافية والشرعية.

من حيث المبدأ، فإن ما جاء في بيان القمة يتوافق مع سعي الحكومة السورية منذ بداية الأزمة والغزو الإرهابي، إلى تأييد الجهود السلمية لحل الأزمة، لكن الغائب الأكبر عن بيان القمة الرباعية هو التدخل العسكري الأمريكي والتركي، الذي ساهم بجميع المقاييس في شد أزر الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة، إضافة إلى احتلال عفرين، وبسط السيطرة التركية على مناطق أخرى عن طريق معارضيها (المعتدلين).

نعتقد أن الأمريكيين لم يكونوا بعيدين عن التحضير لعقد هذه القمة، وربما ساهموا في التوصل إلى تفاهمات جرت في كواليسها، لكن إصرارهم على استمرار الوجود العسكري على الأرض السورية، إضافة إلى الاحتلال التركي لعفرين، هو ما يثير الشكوك بجدوى ما جاء في البيان الختامي لهذه القمة.

ونسأل هنا: كيف نثق بالتعهد التركي بسيادة سورية، في الوقت الذي ما زال فيه جيش أردوغان يحتل مدينة عفرين، ويشرّد أهلها، ويفرض الهوية التركية في إعزاز؟!

لسنا متشائمين بمسارات التسوية السياسية، بل نؤكد ضرورتها لإنهاء الأزمة السورية، والحفاظ على حقوق الشعب السوري السياسية والدستورية، واحترام خياراته، لكننا نطالب هنا باقتران الأقوال بالأفعال.

فلتخرج القوات الأمريكية والتركية من الأراضي السورية، ولترفع العقوبات والحصار الاقتصادي على بلادنا، وليكفّ الجميع عن وضع الشروط المسبقة لبدء العملية السياسية، وليساعدوا على عودة السوريين إلى بلادهم دون عراقيل!

وفي النهاية.. السوريون يريدون أفعالاً.. فقد شبعوا من الأقوال!

العدد 1104 - 24/4/2024